جماعة 'داعش 'هو مختصر لمسمي: تنظيمي في العراق والشام، فهو تنظيم إرهابي دموي يتبني قطع الرؤس وهو ينتمي' للقاعدة' وإن كان مؤخرا قد خرج علي تعليمات 'الظواهري' الذي أمر بإخراج هذا التنظيم من سوريا وإعادته إلي العراق لكن قائد التنظيم رفض هذا الأمر وأصر علي مد نفوذه إلي الشام وأخذ البيعة له ممن يعيشون في الأماكن التي تقع ضمن حدود دولته وقتل من يرفض ذلك باعتباره خارجا علي ولي الأمر الشرعي!!. وهذا الرفض قد يجر إلي تشظي داعش واقتتال بين فصائلها أو بينهم وبين 'جبهة النصرة ' التي تنتمي إلي القاعدة أيضا, , ولكنها أفضل بكثير في تعاملها مع الفصائل السورية.. فهي ليست مثل داعش التي غلب عليها التعامل بالتكفير ثم يتبعه العنف والقتل ويرأس داعش ' ابو بكر البغدادي' الذي يسمي نفسه 'أمير المؤمنين ' وهو متهم بالعمل إلي جانب النظام السوري سواء كان هذا التعاون بعلم وتنسيق من قادتها 'وهذا ما أرجحه ' أم كان بجهل وغباء خاصة من عموم المنتسبين لها فعندما نتكلم عن البغدادي نتذكر انه خرج بطريقة مدبرة ومخططة هو وثمانية من كبار قادة القاعدة من سجن أبو غريب' في العراق، كان مرتبا له مسبقا، حيث أزيلت الشرائح التسجيلية من الكاميرات المنصوبة في مختلف أركان السجن، وأن كسر الأقفال كان عاديا وكأنهم خارجون بشكل نظامي، وتمكنوا من تحرير أكثر من 850 سجينا غالبيتهم من تنظيم 'القاعدة'، وانضموا الي تنظيم 'داعش' في سوريا لخدمة الهدف وهو تعزيز عمليات الفتنة الطائفية و الجدير بالذكر ان السفير الامريكي الاسبق في العراق' روبرت فورد'، الذي اصبح سفير واشنطن في دمشق، والضالع في مجال بناء العلاقات مع التنظيمات المتطرفة، كان له الدور الكبير والمؤثر في نشأة 'داعش ويعتبر هذا التنظيم يشكل عامل إلهاء للجيش الحر وهو يخدم النظام السوري، كما أكد أن داعش ترتكب جرائم وانتهاكات بحق السوريين واتهامهم بالقتال ووقوفهم مع الأسد.، ودعونا نتذكر ايضا ان جنود داعش اختطفوا بعض قادة 'الألوية الإسلامية' وقتلوا بعض أفرادها كما هددوا الإعلاميين بالقتل إذا تحدثوا عن أفعالهم، وهناك شواهد كثيرة علي تجاوزاتهم التي يستفيد منها النظام السوري وكما اوضح الدكتور' محمد عياش الكبيسي' المفكر العراقي إلي اختراقات داعش في العراق فذكر أن 'أبا صباح السعودي' انضم إليهم علي أنه من السعودية وارتكب عدة جرائم قتل ثم تبين لاحقا أنه عراقي من النجف !!. وأكد أنهم مخترقون من المخابرات السورية والإيرانية والعراقية وأن مجموعة من هؤلاء ينضمون إليهم باعتبارهم مجاهدين ثم يرتكبون باسمهم جرائم متعددة تؤدي إلي إضعاف المقاومة فأن ما تفعله' داعش' غير مستغرب عليها ولا علي أمثالها من المجموعات المنتمية إلي القاعدة فالكره الشديد والغباء هو الذي يقودها 'فالتكفير والدم' هو عنوانها، ، وتوجد ايضا قضية أخري هي أكثر منها خطورة وهي ضعف الحصيلة العلمية عند من يتولي الإفتاء لأولئك الأغبياء.. أدركوا معي حجم خطورة تلك المجموعات علي العمل الإسلامي والمقاومة المشروعة، بل إن بعض الذين يفتون للقاعدة هم أكثر تشددا من عامة المنتمين لها، ومثل ' أبو ليث الضغيمي، وأبو جبل الشمراني'، وهما شابان صغيران ومن ذوي العلم القليل والغرور الكبير، فهما مكفران ومن بعد التكفير يأتي الإفتاء بالقتل لكل من يخالفهم الرأي ولا أستبعد أن يكفروا قائدهم الكبير 'الظواهري' إذا أصر علي موقفه من ضرورة عودتهم إلي العراق وترك الشام لأهلها فقد رفضوا أمره وسخروا منه، ومعروف أن الذي يبيح التكفير ويطلقه بسهولة علي العلماء لايضيره تكفير قادته وربما الإفتاء بوجوب قتلهم ففي سوريا يقتلوا السوريين بكل الطرق كما يهدموا مدنهم فوق رؤوسهم وهنا لابد من وقفة سريعة أضع فيها هذا السؤال؟؟ إزاء هذا الذي يحدث في سوريا ماذا يمكن للثوار ومن يقف معهم أن يفعلوا من أجل الشعب السوري الذبيح؟ فيا عقلاء الوطن العربي يجب أن تحاصروا كل مصادر الأرهاب والتطرف والخيانة.. وعلي الاعلام دور هام وعلي علمائنا ومثقفينا أن يستمروا في تحذير الشباب الغير واعي من المخاطرة بأنفسهم في تلك المناطق رغبة في جهاد قد لا تتحقق فيه أبسط قواعد الجهاد الحقيقية فأن أهمية الأمن في حياة الناس، و المحافظة عليه مطلب شرعي كبير، وضرورة هامة للمجتمع، وأن ضياعه ضياع للدين، والعلم، والأنفس، والأعراض، والأرزاق. و' إن لكل زرع حصادًا، والغراس الطيب يخرج نباته بإذن ربه، والذي خبث لا يخرج إلا نكدًا، ومن يحرث بمحاريث الطيش، ويبذر الفتنة، ويرويها بالعنف، سوف يتجرَّع غصة الشوك في حلقه، وسوف يكتوي بناره' و أسأل الله تعالي بمنِّه وكرمه أن يكفينا شر الأشرار ومكر الفجار، وأن يحفظنا من كل شر وفتنة، وأن يديم علينا نعمة الأمن والإيمان