قرر المستشار حسام النجار المحامي العام لنيابات شمال الشرقية إيداع جزار من مركز أبوكبير مستشفي الأمراض العقلية بالعباسية، لقيامه بقتل الحيوانات ومص دمائها والتهام لحومها، وإصابته باضطراب عقلي وانحراف سلوكي، وذلك لأنه يشكل خطورة علي ذويه وأهل بلدته. وكان العقيد بهاء حسين رئيس فرع البحث الجنائي بشمال الشرقية، قد فوجيء بعدد من مواطني عزبة الغنيمة التابعة لقرية الرحمانية مركز أبوكبير، يتقدمون بالعديد من الشكاوي ضد ابن قريتهم الجزار. وأكدوا في بلاغاتهم أنه يقوم بجلب الحيوانات من الخيول والحمير والكلاب لمنزله، ثم يعذبها بالماس الكهربائي ويذبحها ويشرب دماءها، ثم يشعل فيها النيران داخل حفرة ويأكل جزءا من لحمها بمسكنه، وأجزاء أخري أمام المارة في الشارع، ويشهر سلاحا أبيض لإرهابهم وتهديد كل من يقابله. وأكد شقيق الجزار الذي يعمل مدرسا وزوجته ووالدته ماجاء ببلاغات المواطنين، لافتين إلي أنه كان إنسانا طبيعيا ويمارس مهنة الجزاره، وتزوج وأنجب طفلين 'بنت 12 عاما وولد 4 أعوام '. وكشفوا أن حالته النفسية ساءت منذ عام 2010، وأصيب بالوسواس القهري، وبدأ يشك في كل المحيطين به، واتهم من حوله باعتزامهم قتله بوضع السم له في الطعام، وأن زوجته وطفليه غادروا المنزل خوفا من أفعاله الغريبة. وأكدت التحريات، صحة ماجاء بشكاوي المحيطين بالجزار، وأنه يرتكب أفعالا من شأنها الإضرار بمن حوله ويمثل خطورة علي ذويه، وتم القبض علي الجزار الذي يبلغ من العمر 31 عاما، وبمواجهته بما جاء في الشكاوي، أنكر ما نسب إليه، قائلا 'حسبي الله ونعم الوكيل في الكفرة'، مؤكدا أنه أحضر ماعزا ليذبحها ويشويها ويأكل لحمها. وبعرضه علي النيابة العامة، قررت عرضه علي أساتذة قسم الأمراض النفسية بكلية الطب جامعة الزقازيق، والذين أوصوا بإيداعه مستشفي الأمراض العقلية. يذكر انه قد أثار جزار، في العقد الرابع من عمره، حالة من الفزع بين أهالي قرية الغنيمية بمركز أبوكبير بعد إقدامه علي تعذيب الحيوانات: 'كلاب، حمير، خيول'، وتعليقها ومص دمائها وأكل لحومها نيئة ليصبح مصدر رعب لأهالي القرية. اكد 'وجيه'، الشقيق الأكبر للجزار 'صلاح. أ'، الذي أمرت النيابة بتحويله إلي الطب الشرعي لبيان مدي سلامة قواه العقلية، أن شقيقه كان يتمتع بذكاء وحسن خلق وأنه افتتح محل جزارة ثم تزوج وأنجب، لكن طموحه الزائد دفعه إلي افتتاح محل جزارة آخر في سيناء، التي أقام فيها بصحبة أسرته، لكنه عاد إلي الشرقية بعد أن خسر تجارته. وأضاف أن أحوال شقيقه بدأت تتغير، خصوصاً مع زوجته التي كان يتشاجر معها باستمرار، وذات مرة طردها وحبس ابنته ورفض إطعامها حتي تدخل الجيران وسلموها لوالدتها، وبعد عامين رفعت عليه زوجته قضية طلاق فتدهورت حالته النفسية. واكدت زوجة الجزار المتهم قالت: 'من أول ما خسر تجارته وهو حملنا مسئولية اللي حصل وبدأ يتهمنا إننا عاملين له أعمال سحر وشعوذة عشان يخسر فلوسه وتجارته وحتي أمه اتهمها بكده ولما كنا نديله أكل كان يقعد يفتش فيه ومش يرضي ياكله وبدأ ينعزل عن الناس ويسيب البيت باليومين والتلاتة ويرجع تاني ومحدش بيبقي عارف هو راح فين'. 'كان حاطط السكينة علي رقبتي وكان هيموتني بس هقول إيه ربنا يشفيه'.. فيما قالت والدته: 'أنا شقيت عليه هو وأخوه و3 عيال تانيين من ضرتي بعد وفاتها وربيتهم لحد ما وقفوا علي رجليهم بس صلاح مش عارفة إيه اللي حصله وخلاه كده'. وعن احتمال إصابته بمرض نفسي ومحاولة علاجه قال شقيقه: 'من أول ما بقي ياكل الحيوانات ويمص دمها قلنا أكيد اتجنن وحاولت آخده أكتر من مرة لمستشفي أمراض نفسية بس كان بيقاوم ومرة حرق بيتي عشان كنت عاوز آخده بالعافية'.جيران 'الجزار' فوجئوا بعد عيد الأضحي الماضي بالجزار وقد أحضر سيارة بها 'حماران وحصان'، فاعتقدوا أنه سيعود إلي مواصلة عمله، حتي فوجئوا به يذبح الحمارين ويمص دماءهما ثم قام بتشفيتهما وتقطيعهما ورحل قائلاً لجيرانه: 'مصيركوا هيبقي زي الحيوانات دي'. وحكي شقيقه أنه استيقظ يوم الأربعاء الماضي علي صوت صراخ 'كلب'، ففزع وذهب ليري مصدر الصراخ فوجد شقيقه 'الجزار' يعذب الكلب ثم أدخله إلي المنزل، وقال بصوت مرتفع: 'أنا هشوي كبدك وهاكل رجلك'، وقال إنه ذهب وأبلغ عنه في مركز الشرطة لكن لم يستجب أحد.