قالت اللجنة الفلسطينية المكلفة بالتحقيق في وفاة الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات إن إسرائيل هي 'المشتبه به الأول والوحيد' في اغتيال عرفات. وأوضح توفيق الطيراوي رئيس اللجنة في مؤتمر صحفي في رام الله للتعليق علي نتائج تقرير العلماء السويسريين حول وفاة الرئيس الراحل أن 'وفاة عرفات لم تكن طبيعية وأنه لم يمت بسبب العمر او بسبب سوء الحالة الصحية'. وأشار الطيراوي إلي أن التحقيق في وفاة عرفات مستمر. وكان تقرير علماء سويسريين خلص إلي العثور علي معدلات مرتفعة من مادة البلوتونيوم المشعة في رفات عرفات. ويقول العلماء السويسريون إنهم لا يستطيعون الجزم بأن مادة البلوتونيوم كانت السبب في وفاة الزعيم الراحل. غير أن أرملته سهي عرفات أكدت لبي بي سي أن هذا التقرير يثبت تعرض زوجها للاغتيال، لكنها لاتستطيع أن تتهم أحدا. وأشار تقرير الفريق السويسري إلي أن رفات عرفات به معدلات من مادة البولونيوم تفوق المعدلات المعتادة ب18 مرة. ويعتقد الكثير من الفلسطينيين أن إسرائيل قامت بتسميم عرفات. وتوجد مزاعم حول إصابته بالإيدز أو السرطان. لكن إسرائيل نفت أكثر من مرة ضلوعها في وفاة عرفات. 'حقيقة الوفاة' وتشير سجلات عرفات الطبية إلي أنه توفي جراء إصابته بجلطة ناجمة عن اضطراب في الدم. لكن رفاته استخرج العام الماضي وسط مزاعم حول تعرضه للاغتيال. ويجري خبراء فرنسيون وروس وفلسطينيون تحقيقات أخري حاليا في سبب وفاة عرفات. وقال مسؤول روسي الشهر الماضي إنه لم يتم العثور علي أي آثار لمادة البولونيوم. وأكدت حركة فتح الفلسطينية أنها ستواصل جهدها مع كل الأطراف الدولية والفلسطينية للوصول إلي 'حقيقة وفاة زعيم الحركة السابق أبو عمار.' وجاء في التقرير، الذي نشرت نتائجه قناة 'الجزيرة' وصحيفة 'الغارديان' البريطانية، أنه عثر علي 'معدلات مرتفعة بصورة غير متوقعة' من البولونيوم المشع، مما يؤيد 'بصورة معقولة' فرضية أنه 'مات مسموما'. رفات عرفات وأجري فريق علماء – من المركز الطبي بجامعة فودوا – بمدينة لوزان السويسرية فحوصات مفصلة لسجلات عرفات الطبية واستخرجوا عينات من رفاته وأدوات استخدمها في مستشفي كان يعالج بها في باريس قبل وفاته. وتضمنت العينات أجزاء من عظام عرفات وعينات من التربة المحيطة برفاته. وخلص العلماء إلي أن نتائجهم 'تدعم بصورة معقولة فرضية أن وفاته كانت نتيجة تسممه بمادة بولونيوم-210.' وأوضح فريق الخبراء أنهم لم يتمكنوا من الوصول إلي نتائج أكثر دقة بسبب المدة الزمنية التي مرت علي وفاة عرفات وقلة العينات المتاحة. وتعتبر مادة بولونيوم-210 من المواد عالية الإشعاع. وعادة ما يعثر عليها بمعدلات منخفضة في الطعام وجسم الإنسان، لكن يمكن أن تتسبب في الوفاة إذا حقن الشخص بها بجرعات عالية. وتوفي عرفات عن 75 عاما في نوفمبر/تشرين الثاني 2004 في مستشفي بيرسي دو كلامار العسكري قرب باريس بعد أن نقل إليه نهاية أكتوبر/تشرين الأول من العام ذاته بسبب معاناته آلاما في الأمعاء. وكان الجيش الإسرائيلي يحاصر عرفات في مقره العام برام الله منذ ديسمبر/كانون الأول 2001.