أكد الدكتور حازم الببلاوي رئيس الوزراء أن مصر منفتحة بشكل كبير علي أمتها العربية وأن الكثير من دول هذه الأمة ظهر معدنها الأصيل مع مصر خلال الأزمات، مشيدًا بمواقف السعودية والإمارات والكويت والأردن تجاه مصر بعد ثورة 30 يونيو. وقال الببلاوي خلال لقائه بالجالية المصرية في الإمارات مساء اليوم إن مواقف تلك الدول مع مصر يعيد التأكيد علي أن الاستقرار العربي هو في مصلحة كافة دول الأمة العربية. وأوضح الببلاوي إلي انه بالرغم من أن مصر تمر بظروف ليست سهلة إلا أن ما نمر به يعد مرحلة تاريخية مهمة وعندما نحقق طموحاتنا سينظر الجميع إلي تلك المرحلة أنها كانت قاسية ولكنها كانت ضرورية وأساسية لنضجنا السياسي، مشيرًا إلي أن التكلفة والصعوبات والتحديات التي نقدمها ونواجهها ستكون بسيطة عند تحقيق طموح الشعب المصري في التقدم والرخاء ومن اجل مستقبل أفضل. وأكد الببلاوي أن حكومته ليست مرتعشة الأيدي، وأن مجلس الوزراء اتخذ في ثاني جلساته قراراً يؤكد عدم صحة هذا القول عندما كلف وزير الداخلية بفض الاعتصامات وهو ماتم تنفيذه بالفعل، مشيراً إلي أن الحكومة تعلم علم اليقين الأهمية القصوي لدفع وتنمية الاقتصاد ولكن لا يمكن لأي دولة أن تشرع في تنمية اقتصادها ودفعه دون تحقيق الأمن والاستقرار ولهذا كان من الضروري والحتمي إعطاء الملف الأمني الأولوية الأولي ويليه الملف السياسي ثم الاقتصادي. وقال الببلاوي إن الحكومة حرصت علي المضي في الملفات الثلاثة ولكن وفق هذه الأولويات، مشيراً أن مصر تنفتح علي أشقائها العرب، وأن المواقف العربية تجاه مصر خلال الظروف الصعبة التي تمر بها ليس غريبا، وإنما تعكس هذه المواقف حقيقة واحدة وهي أن امن واستقرار العرب هي مسئولية كل العرب وتصب في مصلحتهم جميعا وأي دولة عربية تتعرض لأي قلق ينعكس علي باقي الدول، مشيدًا بمواقف كل من المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة والأردن المساند والداعم لمصر. وأضاف الببلاوي أنه متفائل بمستقبل مصر، مشيرًا إلي أننا وضعنا قدمنا علي الطريق الصحيح الذي سيصل بنا إلي بر الأمان ولكن هذا التفاؤل ليس معناه أن الأمور سهلة، فمصر الأن أشبه بشخص ذا جسم قوي أصابه المرض وكاد أن يشفي ولكنه مازال في مرحلة النقاهة. وأوضح أن أكبر خطر تعرضت له مصر عقب ثورة يناير كان سقوط الأمن وهو ما سعت الحكومة إلي عودته بقوة ونجحت إلي حد كبير، ليس بنسبة مائة في المائة ولكن أصبحت هناك دولة قائمة ومن يخالف يتم محاسبته. وأضاف أن الدولة شرعت في الملف الثاني الخاص بتحقيق الديمقراطية وان تكون البلد لكل من فيها وليست لفريق ومن هنا تم وضع خارطة الطريق والتي تتضمن وضع الدستور وإجراء الانتخابات الرئاسية وحرصت الحكومة علي وضع مبادرة لحماية المسار الديمقراطي، مشيرا إلي احتياج مصر في هذه المرحلة إلي موارد من الخارج. وخلال رده علي أسئلة أعضاء الجالية المصرية بالإمارات أكد الببلاوي أن الحرية التي ناضلنا من أجلها هي طريق طويل تحتاج إلي نظم وتشريعات تحميها وتفتيت كافة العوائق التي تقف في طريقها، مضيفًا أن مصر تسير علي طريق الحرية التي لا تفرق بين المواطنيين نتيجة الجنس أو الدين أو موقع المعيشة في أي محافظة. وطالب أحد الأعضاء بضرورة إعلان مشروع قومي يعلن أن مصر دولة سياحية، أكد رئيس الوزراء أن الأمر ليس مجرد إعلان ولكن تنمية ثقافة المواطنين في هذا المجال وتوفير الخدمات اللازمة لذلك الأمر حتي تكون مصر جاذبة بتاريخها المبهر وحضارتها وشواطئها مع حسن استغلال ما منحته لنا الطبيعة، مشددًا في نفس الوقت علي أن السياحة لمصر هي نعمة من الله وميزتها أنها تأتي بعائد سريع، وأن الحكومة تبذل جهودا كبيرة لإعادة السياحة إلي سابق عهدها ونمو هذا القطاع بصورة مضطردة. وأشار رئيس الوزراء إلي أنه تم منح التراخيص اللازمة لإقامة مدينة الشيخ خليفة السكنية بالقاهرة الجديدة بعد أن كان هذا الأمر عائقًا أمام المشروع. وعن أموال المعاشات قال الببلاوي إن تلك الأموال ملكا لهيئة المعاشات وليست ملكا لأصحاب المعاشات، وتقوم الدولة بتغطية نصفها تقريبا لان القانون يلزمها بذلك، مشيرًا إلي أنه لا يمكن زيادة المعاشات لان هذه المطالبات تعني العودة للوراء وزيادة العجز. وأضاف الببلاوي أن 'العدالة السريعة' إن لم تكن منصفة ستصبح عبئا علي الدولة، مؤكدًا أن مصر تسعي للانفتاح علي الدول العربية، وأنه ليس غريباً أن نري هذه المواقف من الدول العربية الشقية، مشيرًا إلي أن الأمن والاستقرار العربي مسؤولية الجميع. من جانبه قال الدكتور زياد بهاء الدين نائب رئيس الوزراء انه لابد من صياغة جيل جديد من القوانين والتشريعات التي تؤدي إلي الاستقرار والتقدم في مختلف المجالات، مؤكدا أنه كان هناك صدامًا بين الدولة والقضاء خلال الفترة السابقة من الحكم، مضيفا لابد أن يعي الجميع أن القضاء كان ذراعا مهما علي مدار السنيين للحفاظ علي الدولة المصرية.