تمتد في كل عام آفاق العلاقات الأخوية بين مصر العربية والإمارات العربية منذ قيام دولة الاتحادعلي ضفاف الخليج العربي عام 71 وعلي مدي مايقرب من نصف قرن في عهد مؤسسيها من جيل الآباء الكبار وفي مقدمتهم شيخ العرب الكبير الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه وأخيه الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم رحمه الله، إلي اليوم في عهد الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة وأخيه الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة مع إخوانهما أبناء زايد وراشد وحكام الإمارات السبع إلي آفاق أرحب ومستويات أعلي وأعمق. وفي كل يوم يتأكد للشعبين العربيين في مصر والإمارات، عند كل منعطف تاريخي يتصل بعلاقات البلدين الشقيقين أو تتعلق بالقضايا العربية عمق ونبل وأصالة علاقات الأخوة الإماراتية المصرية، وتتجدد في كل المنعطفات الهامة و المواقف الفاصلة علاقات الثقة والتفاهم النابعة من القيم العربية والمباديء الإسلامية بين قادة الدولتين، وتتسع مساحات ومجالات التعاون الاقتصادي والاجتماعي والثقافي والتساند السياسي بين الدولتين وبين الشعبين إلي أن أصبحت نموذجا للعلاقات الأخوية العربية في علاقات الشقيق بالشقيق ذلك أن الشعب العربي في مصرالذي وقف إلي جانب كل دولة عربية لنيل استقلالها، ومع كل شعب عربي لتحقيق نهضته وسيرا علي هدي مباديء ثورة 23 يوليو المصرية منذ عهد زعيمها الراحل جمال عبد الناصر، وبما تلاها من عهود يؤمن إيمانا عميقا أن عروبة مصر ليست مسألة تكتيكية يمكن تبديلها، وإنما هي مسألة تاريخية واستراتيجية بل قدر ووجود وحياة ، بما انتقل بمصر باهتماماتها وبقدراتها إلي جانب كل شعب عربي في أي وطن عربي يتعرض لأزمة أو تهديد مما جعل العرب الأوفياء ينتقلون إلي الشقيقة الكبري دعما ومساندة عند كل موقف. وترجمة لهذه المعاني وتعزيزا لأوجه التعاون المشترك في المجالات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية بين البلدين الشقيقين، تستقبل الإمارات غدا الجمعة الدكتور حازم الببلاوي رئيس الحكومة المصرية في أول زيارة خارجية له منذ تشكيل حكومة مابعد ثورة الثلاثين من يونيو الشعبية، حاملا معه رسالة من المستشار عدلي منصور رئﯿس الجمهورﯾة إلي سمو الشﯿخ خلﯿفة بن زاﯾد آل نهﯿان رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة تتضمن شكر وتقدﯾر مصر شعبا ورئاسة لشعب اﻹمارات علي مساندته لثورة 30 ﯾونﯿو ودعم اﻹمارات الدائم لمصر، بما يعني أن دولة الإمارات العربية المتحدة كانت هي الوجهة الرئيسية والمحطة الأولي لرئيس الحكومة المصرية علي طريق العلاقات المصرية العربية وكانت مصر قد أستقبلت بترحاب كبير العديد من الزيارات الرسمية الإماراتية علي مستوي عال لتقديم الدعم السياسيي والمساندة الأخوية للشعب المصري في أعقاب ثورة الثلاثين من يونيو الشعبية كأول وفود عربية تزور القاهرة تأييداً لإرادة الشعب المصري في إسقاط الحكم الإخواني، الذي صنع أول أزمة سياسية واقتصادية للعلاقات المصرية الإماراتية، مما أعاد المياه الدافئة الي نهر الحياة المشتركة للشعبين الشقيقين بعد ذوبان الجليد الإخواني الذي شهد في عام واحد صناعة المشكلات والأزمات مع الشعب ومع الأشقاء، وليس سياسة حل المشكلات وتجاوز الأزمات ! وتجاوزا لعهد حكم الإخوان نشطت الزيارات المتبادلة بين المسئولين في البلدين منذ ثورة الثلاثين من يونيو واستقبلت القاهرة بكل ترحيب زيارات أبناء زايد الخير الذي أحب مصر بلا حدود فأحبته مصر بلا حدود، وقدر قيمة مصر العربية وأدرك أهمية دورها للأمن القومي العربي، فقدرت له مصرر وشعبها مواقفه التاريخية المشهودة خصوصا في حرب أكتوبر، وأياديه البيضاء في تعمي مدن القناة. بداية بزيارة الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية، ومرورا بزيارة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبو ظبي نائب القائد الأعلي للقوات المسلحة، ونهاية بزيارة الشيخ هزاع بن زايد مستشار الأمن الوطني الذي كان من أبرز ضيوف مصر وجيشها البطل في احتفالات النصر في السادس من اكتوبر الماضي، وحملت كل زيارة من الدعم الاقتصادي والمساندة السياسة ما قدره الشعب المصري عاليا لشعب الامارات الشقيق. ما جعل مواقف البلدين في القاتهرة وأب ظبي تتطابق دعما لثورة مصر إلي الحد الذي دفع بوزير خارجية الإمارات إلي التحرك للقاء وزير الخارجية الأمريكي في لندن لحث أمريكا علي تعديل مواقفها المناهضة لإرادة الشعب المصري، وكذلك الرسائل الاقتصادية والسياسية لتركيا التي فقدت توازنها بع سقوط حكم الاخوان في مصر، بل لقد استدعت دولة الامارات سفيرها في تونس تضامنا مع مصر رداً علي تدخل رئيسها الانتقالي في شئون مصر. لقد نجحت العلاقات بين القيادين والشعبين العربيين في مصر والإمارات في اجتياز كل الأزمات العابرة، وفي تجاوز كل العوائق المفتعلة، بفضل عمق جذور العلاقات الانساتنية الأخوية بين الشعبين وما يربطهما من مصالح مشتركة وآمال مشتركة ومصير مشترك، وبفضل حكمة وبعد نظر القيادتين في البلدين العربيين الشقيقين إنطلاقا من أن العلاقات بين الدولتين تاريخية واستراتيجية، وأن الأمن القومي العربي الذي تتكامل دوائره بين أمن البحر الأحمر الذي تطل عليه مصر وأمن الخليج العربي الذي تطل عليه الإمارات يتطلب تعزيز التنسيق والتعاون بين مصر قوية وإمارات آمنة.....ودامت علاقات الشعبين المصري والإماراتي علي طريق الخير المشترك للبلدين العربيين الشقيقين.