قد يتسبب الزوج عن غير عمد في غلق قلب زوجته نحوه بتكرار نفس الأخطاء في حقها في كل مرة أو بتعنيفه لها وشدته معها مرة بعد أخري. ففي كل مرة يعلو فيها صوت الزوج علي زوجته أو تخرج من كلمات قاسية وجارحة لمشاعرها هناك شيء ما ينكسر في مشاعر المرأة وألم يتراكم في نفسها. فالزوج بالنسبة للمرأة هو رجلها الذي تأنس له وتحتمي به وتري العالم كله من خلاله لذلك فقلبها المحب لا يحتمل اساءة من ذاك الشخص الذي تتمني أن تجد الي جواره أمان قلبها وحماية مشاعرها. والأمر الأسوأ علي مشاعر المرأة هو عدم قدرة الرجل علي الاعتراف بخطئه أيا كان كبيرا أو صغيرا والقائه اللوم عليها في كل موقف بينهما بدلا من مبادرته بالاعتذار فيبقي للأمر تراكماته حتي وان مر الموقف ودارت رحي الحياة لكنه يصبح مخبوءا في جزء من القلب ما دام أمرا يتكرر. والعجيب أن ذات المرأة قد تنسي له كل شيء يؤلمها في لحظة اعتراف باخطائه واعتذار تشعر بصدقه وخروجه من قلبه أما لو كان مجرد كلمات بلا احساس فلا تخطيء المرأة فهمه ولا يلتفت اليه قلبها. وكثير من الأزواج يتعاملون مع الزوجة كأمر مسلم به فلا يولونها اهتماما خاصا يقوي التواصل النفسي بينهما علي مر الأيام فيتخلي الرجل عن كل ما كان بينهما من ود وانسجام ولفتات رقيقة وكلمات حانية وتبدأ مشاعر الملل والاعتياد تتسرب لنفسه فلا يجعل لها حتي ما يجعله لصديق أو غريب من الكلام الطيب والاهتمام والحميمية في الحديث. وذاك الفتورفي المعاملة والود يجرح كرامة المرأة ويطفيء وهج الحب والحنان في قلبها فلا تبدو بنفس اطلالتها وجاذبيتها وروحها المرحة التي تسلب منها شيئا فشيئا مع استمرار الزوج في اهمال احاسيسها.وقد تتكرر شكوي المرأة ومطالباتها لزوجها للالتفات لها والاهتمام به حتي يصل بها الأمر للحظة تكف فيها عن الشكوي وعن المطالبة. فالمرأة بطبيعتها تتمني أن تكون الأولي والأهم في كل شيء عند زوجها وعندما تصطدم بالبرود العاطفي للزوج تفقد شيئا فشيئا غزارة مشاعرها وحنانها المتدفق. ان اختفاء الحوار الدافيء بين الزوجين يسلب الحياة بهجتها وبريقها ويفقد كليهما طاقته وقدرته علي العطاء. وليس هناك خاسر ورابح في العلاقة الزوجية فالحوارالهاديء الايجابي والتواصل والدفء نجاح للأسرة بأسرها وطاقة تدفع للاستقرار والطمأنينة للزوجين وللابناء في حين أن غياب المشاعر الدافئة ونقص التواصل و البرود العاطفي ينعكس علي كل جو الأسرة ويسلبها الراحة والطمأنينة كما يسلب المرأة الاحساس بالأمان والحب. وبرغم أن الأمر قد يبدو معقدا الي أبعد مدي الا أن المرأة ما لم يغلق قلبها بعد تبقي مشاعرها قادرة علي التدفق من جديد بمجرد أن يتخلي الرجل عن قسوته معها وتجاهله لاحاسيسها. وما أن تجد المرأة اهتماما صادقا غير مشروط تستطيع تمييزه ورغبة قوية عند الزوج في اصلاح ما أفسده ومشاعر غامرة مستمرة وما أن يبادرها الرجل باعتذارواعتراف بتقصيره وتقدير لقيمتها ودورها في حياته حتي تنسي كل آلامها وغضبها وثورتها وتعود لوداعتها وحنانها وروعة عطائها لزوجها. وكلما كانت تصرفات ومعاملة الزوج أكثر رقة وحنوا واحتراما لأحاسيسها كلما كانت قدرة المرأة علي استعادة نفسها والتخلص من جراح قلبها أكبر حتي تتعافي العلاقة الزوجية وتعود لسابق الود والدفء والانسجام.وكلما كان الرجل أكثر صدقا واهتماما باحتواء مشاعر زوجته وأكثر استمرارا في رعاية علاقته بها كلما اصبحت العلاقة أكثر نجاحا وقدرة علي التغلب علي كل المواقف السلبية المؤقتة والانفعالات العابرة.