خلق الله البشر ومعهم أنفسهم البريئة الطاهرة، تولدت النفوس بدون مطامع أو مصالح دنيوية. عاهدت الله علي العمل لخدمة الد ين والدنيا. وما أن رأت المظاهر الرديئة والفكر المغلوط وأطماع تنفذ في الظلام، وإفتراء علي الواقع الأمين. إن تغيير الواقع يسبب نشر سياسة غير مفهومة. واقتباس العنف لتأكيد مصالح تحلو لهم، ولا يهمهم أمن الأخرين. هكذا بدأت دول الغرب تلعب بعقول هؤلاء الفارغة تماماً وتملئها فكر مغلوط لهدم الأمة العربية وتفكيكها. ولم يبالي هؤلاء الجماعات الإرهابية المغطرسة الموجودة في الوطن العربي، أصبحت تنفذ فكر لخدمة مصالحهم الخاصة والشخصية في البلاد. لم يراعوا أسس ومبادئ الدين الإسلامي، الذي حرم كل إجرام أو عنف أو تخويف أو ترويع الآمنين في أوطانهم. أصبحوا يخدمون عقول الغرب ومصالحهم، ينفذوا خططهم داخل أوطاننا الأمينة. ويعتقدون بفكرهم وخططهم الخاسرة أنهم بذلك يخدمون الإسلام، مع أنهم يعطون سهولة للسياسة الأمريكية والإسرائيلية التي تبحث عنها لغزو بلادنا وتشويه قيمنا وديننا. وهذا الإرهاب السرطاني الأعمي لم تسلم منه المغرب والجزائر وتونس ومصر وسوريا والعراق ولبنان والسعودية والأردن وباكستان وأفغانستان وأندونيسيا.. وغيرها من بلاد الإسلام. وأصبحت هذه الجماعات تمارس إرهابها، فعم التفجير والقتل والسلب والنهب دون تمييز بين المستهدفين وسالت الدماء هنا وهناك. وحزن يعم الوطن العربي. وكان أبناء الأمة الأبرياء والبسطاء هم الضحايا في الغالب الأعم ويدفعون أرواحهم وأجسامهم نتيجة لهذه الأعمال الإرهابية. وكل هذه الأعمال تنفذ تحت بند أنها إسلامية، وهذا كله هراء يتلاعب به هؤلاء المرضي تحت مظلة إرهابهم الفاجر اللعين. يعتقدون أن أفعالهم بطولية، لكن هذه أفعال برئ منها الإسلام والمسلمين إلي يوم الدين. وأقول لكم أيها الإرهابيين.. لماذا لم تنفذوا خططكم وأفعالكم في عدوكم وهو إسرائيل. ألاّ تعلمون أنه عدوكم وعدونا. لقد استغل ضعفكم الديني، وبدأ ينفذ فيكم فكره اللعين، لتنشروه في مجتمعاتنا المحترمة الأمينة الآمنة. يا إرهابيين.. ألاّ تعلموا قول الله تعالي 'ولا تبغ الفساد في الأرض، إن الله لا يحب المفسدين'، إذاً أسألوا أنفسكم من هم المفسدين في الأرض؟.. تمعنوا قول الله، واتركوا أهوائكم. أسألكم أيها الشباب من مؤيدي التفجير والعنف.. هل كان سيدنا عمر 'رضي الله عنه' عاصياً لله ورسوله بإقرار اليهود والنصاري في جزيرة العرب. كيف لنا أن الله أستأمنا علي أرواحنا ونحن نؤذيها بالتفجير والأحزمة الناسفة. هل هذا عقل.. أو دين؟ من الأولي لكم أن تذهبوا هناك، هذا هو عدوكم الإسرائيلي، فجروا أنفسكم وحزموا أجسامكم وأنصفوها هناك. إذا كان هذا يروق لكم. ومن الأساس لماذا تتبعوا هذه الأعمال الإرهابية؟ ألاّ تعلموا أن كل عمل تخريبي يستهدف الآمنين، فهو مخالف لأحكام الشريعة التي جاءت بعصمة دماء المسلمين والمعاهدين. فكيف يحدث هذا في بلاد إسلامية؟ أيها الإرهابيين.. ارجعوا إلي مفاهيم دينكم الصحيحة.. ارجعوا إلي الحوار إذا كنتم جادين. إن الحوار هو منهج إسلامي أصيل، فقد حاور عبد الله بن عباس رضي الله عنهما الخوارج واستطاع أن يقنع عدداً كبيراً منهم، فرجعوا إلي الحق وتركوا التمرد والخروج. أيها الإرهابيين.. افعلوا شيئاً ترضون به الله ورسوله، افعلوا شيئاً يذكر لكم من بعدكم. أيها الإرهابيين.. ما ذنب الآمنين والمستأمنين في الأوطان التي تزهق أرواحهم ليلاً.. نهاراً. أيها الإرهابيين.. ارجعوا إلي أوطانكم المخلصة لكم.. لا تستحق منكم كل هذا وذاك. أيها الإرهابيين.. ازرعوا التصافح.. والخير.. والنور بين الآمنين والمستأمنين بدلاً من التفجير والأحزمة الناسفة. هكذا تكونوا أولاد الأمة العربية الواحدة. حماك الله يا مصر