بدأ الليلة عيد المظلة أو العرش اليهودي، ويستمر ليوم الأربعاء القادم، وسط استعدادات يهودية صهيونية غير مسبوقة لاستهداف المسجد الاقصي المبارك من خلال الدعوات لاقتحامه بشكل جماعي، وإقامة طقوس وشعائر تلمودية خاصة في باحاته وغيرها من فعاليات استفزازية في القدس القديمة. وفي هذا العيد 'العرش' يتم تعطيل كافة المؤسسات في أول يوم للعيد أي يوم غد الخميس، وأما سائر أيام العيد فتعطل فيه الدراسة وتقلص ساعات الدوام بشكل كبير مع نقصان حدة القدسية لسائر أيام العيد، ويقضي اليهود أيام هذا العيد في المتنزهات والشوارع وداخل العرائش المبنية لذلك، وعادة ما تشهد مدينة القدسالمحتلة في هذه الأيام الثمانية اكتظاظا كبيرا في أعداد اليهود المنتشرين في الساحات والحدائق بتجمعات كبيرة! ويزعم اليهود أن عيد العرش كان واحدا من أعياد الحج الثلاثة التي كانوا يتوجهوا فيها اإلي المعبد بشكل جماعي ومكثف، وفي عيد العرش تزعم الأسطورة أن الحج إلي المعبد كان يأخذ شكل 'الطواف الجماعي' حول المذبح. وفي هذا العام، ومنذ بداية رأس السنة العبرية واليهود يعدون العدة استعدادا لهذا الحج الجماعي والذي سينفذه المستوطنون هذه المرة في المسجد الأقصي، تحقيقا لمزاعمهم التلمودية الأسطورية، وقد انتشرت في أوساط المستوطنين دعوات مكثفة هذا العام للحشد والجمع لهذا الحج الجماعي داخل المسجد الأقصي، وانتشرت الخدمات التي سوف تنطلق من يوم غد الخميس لتأمين المشروبات، والأطعمة لتشجيع اليهود علي تنفيذ هذا الحج الجماعي والذي تكون محطته الأخيرة داخل الأقصي وعلي مدار أيام العيد جميعها. وخلال هذا العام بدأ الاحتلال يطبق خطوات لم يعهدها الأقصي من قبل، لتسهيل هذا الحج التهويدي للأقصي، فقد أعد اليهود فعاليات لإقامة نشاطات تدريبية وتعليمية داخل الأقصي للأطفال والعائلات، ودعت الجمعيات اليهودية العائلات لحمل ثمار العرش وإدخالها إلي الأقصي. وشاركت مؤسسة الاحتلال الرسمية هذا العام في تسهيل هذا الحج التلمودي إلي الأقصي بقرارات غير مسبوقة خرجت بها رئيسة اللجنة الداخلية في 'الكنيست' ا المتطرفة 'ميري ريجيف'، حينما نادت صراحة بإغلاق الأقصي في وجه المسلمين طوال فترة الأعياد التلمودية، وتخصيص الأقصي فقط لليهود خلال فترة الأعياد، مع السماح لليهود خلال هذه الفترات بالصلاة داخله وإدخال التوراة ورفع تابوت الشريعة داخل الأقصي بحرية! وكخطوات تنفيذية لتسهيل هذه الاقتحامات الجماعية بالآلاف للأقصي، استبدلت سلطات الاحتلال قوات الشرطة بما يسمي 'قوة التدخل السريع اليسام'، لفرض التضييق ومنع المصلين بشكل أوسع وأنجح. وحسب مراقبون، فإن هذه الخطوات غير مسبوقة ولم يعهدها الأقصي من قبل في أي عيد وفي كل الأعوام الخالية، وكلها تنذر بأمر خطير جدا يحاك للمسجد الأقصي.