إنها الجامعة العربية التي عقدت اجتماعا علي مستوي المندوبين في 27 أغسطس الماضي لكي يحمّل النظام السوري المسؤولية الكاملة عن جريمة استخدام الكيماوي في 21 أغسطس الماضي، ويؤكد ضرورة تقديم كافة أشكال الدعم للمعارضة السورية ويدعو مجلس الأمن للاضطلاع بمسئولياته عبر القيام بالاجراءات الرادعة واللازمة ضد مرتكبي هذه الجريمة والتي ألصقتها ظلما بالنظام السوري متهمة إياه بارتكاب جرائم الإبادة علي مدي أكثر من عامين. وهكذا فإن الجامعة مازالت تمارس دورها المشبوه المتواطيء مع المؤامرة الصهيوأمريكية لاستئصال سوريا. ومن ثم سارعت بتبرئة المعارضة المسلحة من استخدام الكيماوي وألصقت التهم بالنظام دون انتظار نتائج التحقيق التي تضطلع بها بعثة الأممالمتحدة في غوطة دمشق. بل إن اجتماعها المذكوركان بمثابة الضوء الأخضر لأمريكا والغرب ليسيروا علي هدي خطاها ويشرعوا في تكثيف التهديد بعمل عسكري ضد الدولة السورية تحت ذريعة كاذبة تقول إن النظام هو الذي تورط في استخدام الكيماوي!! وبالأمس عقد مجلس الجامعة اجتماعا علي مستوي وزراء الخارجية. ولا شك أن أوباما يتطلع إلي أن ينحو مجلس الجامعة منحي الداعم لتحركاته إزاء سوريا بشكل يمنحه شرعية العدوان عليها لاستنزافها وصولا إلي استئصالها. وإذا حدث هذا فكأني بالجامعة تسابق الزمن من أجل تسريع الضربات العسكرية لسوريا العروبة. وليس هذا بالأمر الغريب علي الجامعة التي تديرها دويلة قطر، فلقد سبق لها تعليق عضوية سوريا في الجامعة وأعطت الضوء الأخضر للغرب لفرض عقوبات عليها ومنع بث قناتها الفضائية. واليوم نستطيع القول إن الجامعة قد نجحت في تمهيد الأرض لأمريكا والغرب وتركيا للعدوان علي سوريا في الوقت الذي يرونه ملائما لهم. ولكن هل غاب عن الجامعة أن إنهاك سوريا وإضعافها سيصب بالايجاب في صالح إسرائيل ويمنحها المجال للعربدة في المنطقة؟! لقد بدت الجامعة بموقفها المخزي هذا وكأنها تصادق علي التفويض الذي منحته أمريكا لنفسها لضرب سوريا خارج إطار الأممالمتحدة، وهي بذلك تعمد إلي تمرير كل ماتراه أمريكا واجبا، فكأنها قد منحت أمريكا والغرب كارت بلانش لاستخدام منطق القوة والبلطجة والخروج عن الشرعية الدولية ونسف ميثاق الأممالمتحدة. وبذلك أثبتت الجامعة صحة مايروج عنها دوما بوصفها تابعا أمينا لأمريكا تمرر قراراتها وتخضع لكل شروط الإذعان التي تفرضها الإدارة الأمريكية إلي الحد الذي دفعها نحو اتخاذ موقف جائر ظالم عندما استبقت نتائج التحقيق الذي تجريه بعثة مفتشي الأمم المتحدة حول الطرف الذي استخدم السلاح الكيماوي وحملت المسؤولية للنظام السوري. غاب عن الجامعة منطق الحق والانصاف، ولم يدر بخلدها أن سوريا الدولة لا يمكن أن تستخدم الكيماوي وهي في مواجهة مع المجموعات الإرهابية المسلحة وفي ظل وجود لجنة دولية علي أراضيها لكشف الحقيقة ووضع يدها علي الطرف المدان باستخدام الكيماوي، فما كان لسوريا التي يتربص بها الجميع أن تقدم علي فعل كهذا وإلا تكون قد فقدت العقل والمنطق. لقد أثبتت الجامعة بموقفها المخزي هذا أنها فقدت هويتها العربية، فلا يمكن لمنظمة عربية أن تختزل دورها في اتباع نهج تحريضي بغيض ضد الدول المنضوية تحت لوائها وتمنح الأعداء غطاء سياسيا لتدميرها.. حسبي لله ونعم الوكيل....