عندما وطأت قدماي أرض شمال سيناء بعد غياب طويل أحسست بنفس الشعور الذي انتابني في زيارتي الاولي للعريش بعد عودتها إلي حضن مصر.. إحساس لم يتغير ..لم يشوبه نقص بل زاد الحنين لها وأحسست أن قدمي تسيران بحنان علي أرض الفيروز . شرفت بالدعوة التي قدمها اللواء مراد موافي محافظ شمال سيناء والجمعية العربية للصدفية برئاسة الدكتورة اغاريد الجمال لمرافقة القافلة الطبية لعلاج أهالي العريش وقرية الحسنة ولمست مدي الحب والعطاء قبل العلاج والدواء الذي قدمه الاطباء في جميع التخصصات للمرضي وكأننا في عرس وليس قافلة طبية .. الكل يعمل بلا كلل رغم ضعف الامكانيات .. الكل يقدم بحب كل ما لديه من علم وخبرة في تشخيص الامراض والابتسامة تعلو شفاهم رغم تزاحم الاهالي حولهم وسط جو شديد الحرارة والعرق ينساب علي الجبين ولكنه محبب لدي الاطباء لأن لديهم إحساسا بأنهم يقدمون بعضا من واجبهم نحو هذه البقعة المباركة وأهلها الطيبين في اتفاق غير مكتوب تعهدت الدكتورة اغاريد الجمال وجميع الاطباء لمحافظ شمال سيناء بأن تكون هناك قوافل طبية متتابعة ليس لعلاج المرضي وصرف الدواء مجانا فحسب ولكن للمساهمة أيضا في إنشاء وحدات صحية وصيدليات لخدمة الاهالي في كل قري العريش. رسالة حب قرأت سطورها بين الاطباء والاهالي الذين هم في أشد الحاجة إلي مد يد العون لهم والخروج بهم من دائرة الفقر والمرض. رسالة حب قرأت عنوانها في حماس اللواء مراد موافي محافظ شمال سيناء في تنمية هذه الارض الطيبة والنهوض بها حتي تعود إلي ما كانت عليه في السابق. سيناء عنوان للحب والرخاء وبدون الايدي العاملة الفاعلة لتنميتها ستظل عنوانا بلا مضمون!!