توقف الحلم الامريكي في نهائيات كأس العالم لكرة القدم بعد خروج منتخب الولاياتالمتحدة الذي يدربه بوب برادلي من البطولة بالهزيمة أمام غانا بعد وقت اضافي. وكانت نقاط قوة المنتخب الامريكي طوال البطولة هي الجهد الشاق والثقة بالنفس والروح العالية لكن ذلك لم يكن كافيا أمام المنافس الافريقي الذي أطاح بالولاياتالمتحدة من كأس العالم أيضا قبل اربع سنوات. ومرة أخري استقبلت الولاياتالمتحدة - التي دخل مرماها هدفان مبكران في مباراتين بدور المجموعات - هدفا قبل حتي أن تدخل في أجواء اللقاء ونجحت في التعويض مجددا بعد أن قلب برادلي الأمور رأسا علي عقب بين الشوطين. وادرك المنتخب الامريكي التعادل بعد ركلة جزاء نفذها لاندون دونوفان لكن هذه المرة كان المنافس هو من عثر علي الشيء الاضافي الذي ينقص الانتفاضة بعد التأخر وسجل اسامواه جيان هدفا بتسديدة رائعة في الوقت الاضافي ليصبح للقارة الافريقية فريق في دور الثمانية لثالث مرة في تاريخها. وبدا الارهاق علي لاعبي الولاياتالمتحدة واللعب لم يكن دقيقا وبطريقة ما لم تكن الروح العالية التي قادت الفريق للفوز في اللحظات الأخيرة علي الجزائر كافية. ورغم هذا لا تقتصر نقاط ضعف المنتخب الامريكي علي استقبال أهداف مبكرة واستنزاف قوي اللاعبين بعد ثلاثة أيام فقط من انتصار مرهق علي الجزائر. وتفوق خط الوسط الغاني الأكثر عددا علي وسط الولاياتالمتحدة الذي يضم لاعبي وسط مدافعين واثنين يملكان نزعة هجومية يلعبان علي الأطراف مثل كلينت ديمسي ودونوفان. ولم يساعد حصول ريكاردو كلارك علي انذار واضطرار برادلي لاستبداله بعد مرور 31 دقيقة بموريس ايدو المعركة غير المتكافئة بين خطي الوسط. وحل المدرب الامريكي المشكلة باشراك بيني فيلابر ليصبح للفريق ثلاثة لاعبي وسط رئيسيين في الشوط الثاني وانتقال ديمسي لتأدية دور هجومي بحت. ودونوفان هو عامل الابداع الأساسي في منتخب الولاياتالمتحدة وفي حقيقة الأمر فان ابتعاده عن مستواه يلقي الضوء علي الدرجة التي يعتمد فيها الامريكيون عليه في هذا الجانب. وعندما لا يقدم دونوفان المستوي المنتظر منه فان الهجوم الامريكي يصبح تقليديا للغاية ويكون بحاجة للمحة مهارية من ديمسي أو انطلاقة سريعة من جوزي التيدور ولم يظهر الاثنان بشكل جيد باستاد رويال بافوكينج. وكان ظهيرا الجنب جوناثان بورنستاين وستيف تشيروندولو أقوياء دفاعيا لكنهما لم يصنعا تهديدا كبيرا من مركزيهما بجوار خط الملعب. وانطلق الاثنان بسرعة في عدة مناسبات لكنهما لم ينجحا في ارسال كرات عرضية خطيرة أو الوصول لخط المرمي. وفي الهجوم لم يشكل المهاجمون الامريكيون رغم كل محاولاتهم خطورة أو يصنعا لمسة أخيرة جيدة مثلما فعل صاحبا هدفي غانا كيفن برينس بواتينج واسامواه جيان. وحتي يتحول المنتخب الامريكي من مجرد فريق يتجاوز دور المجموعات الي فريق يمكنه الوصول حقا للأدوار اللاحقة فانه بحاجة لعلاج هذه النواقص. وقد يحول صانع لعب في وسط الملعب وجناح صريح ومهاجم عالمي المنتخب الامريكي من مجرد فريق قوي وبارع الي فريق سيثير حماس مشجعيه بالفعل. وأمام الولاياتالمتحدة اربع سنوات لتجد هؤلاء اللاعبين.