أمس الأول.. شهدت لجنة الصحة بمجلس الشعب العديد من السقطات التي قد تشجعنا علي اقتناء أكبر عدد من »القلل« سواء »القناوي« الأصلية، أو »الصيني« المزيفة لكسرها وتحطيمها كأفضل وداع لهذه الدورة البرلمانية. العناوين الرئيسية في الزميلة »الوفد« تحدثت عن »فضيحة في مجلس الشعب«. وهو »مانشيت« سليم، و واقعي يكشف العديد من السادة النواب الأفاضل الذين تبادلوا الاتهامات حول سرقة أموال العلاج علي نفقة الدولة، مثل: النائب المتهم بسرقة »كراسي المعوّقين« وحاول تهريبها إلي ليبيا لولا قيام الشرطة بضبطها عند الحدود! و نائب آخر يهاجم زميله ويهدده بالضرب تحت قبة البرلمان! والمشروبات الساخنة تتساقط من أيدي النواب المنفعلين علي ملابس الوزيرين الضحيتين: »د. مفيد شهاب«، و »د. حاتم الجبلي«! ما حدث في لجنة الصحة حدث بعضه، أو أفظع منه، في الجلسة العامة التي تشرف برئاسة الدكتور أحمد فتحي سرور. قرأت في صحيفتنا »الأخبار« أن الدكتور حمدي السيد رئيس لجنة الصحة أشار إلي ما جري في جلسة اللجنة من وجود أخطاء إدارية وسوء توزيع لقرارات العلاج علي نفقة الدولة ، وأن 8 نواب 6 من الشعب، و2 من الشوري تورطوا في تلك المخالفات. وأن وزير الصحة قدم أسماء النواب المتورطين إلي رئيس المجلس. وبالطبع.. سارع بعض النواب وطالبوا د. سرور بالكشف عن الأسماء فرد د. سرور مؤكداً:» لا تستر علي فساد.. وإعلان الأسماء فور تلقي التقرير الرقابي«. ومن سقطات الحوار حول »العلاج« إلي سقطات مشابهة عند الحوار حول مشروع قانون الضمان الاجتماعي الذي سيوفر معاشاً لمن لا معاش له ويستفيد منه ، إلي جانب صرف إعانات ومساعدات في حالات الطواريء والكوارث والحوادث. حقيقة أن غالبية النواب ارتفعوا إلي مستوي الحدث وأيدوا مشروع القانون لكن أحد »النواب« سعد عبود وجد فيه فرصة يخالف بها الأغلبية كالعادة فاتهم الحكومة بأنها تحاول بهذا القانون »تجميل وجهها القبيح«! وهو ما أغضب د. سرور الذي وصف الوصف الذي استخدمه النائب بأنه »خالي من الفكر«، كما علق د. مفيد شهاب علي كلام النائب مؤكداً أنه» كلام مرسل ولا يليق أن يصدر من نائب محترم«. وبدلاً من أن يعتذر النائب »سعد عبود« عما قاله، أراد انتزاع الكلمة مرة أخري، كما استمر في مقاطعته لزملائه النواب، مما تسبب في انفعال الدكتور سرور لخروج النائب الذي يشتغل بالمحاماة علي أسلوب و أدب الحديث، واضطر أن يقول له نقلاً عن الزميلة »اليوم السابع« : »أنتم بتتكلموا كده في المحاكم؟! ليهم حق يحبسوكم«. كان هذا بعض لا كل ما سمعناه، وقرأناه، في الجلسة الأخيرة لمجلسنا الموقر ليضاف إلي آلاف السقطات التي نسبت إلي عشرات النواب علي امتداد سنوات تلك الدورة وكلها تدين أصحابها وتبعدهم عن الممارسة البرلمانية الراقية، المتعارف عليها في معظم الدورات السابقة. أليس فيما حدث ما يشجعنا حقيقة علي الإسراع باقتناء أكبر عدد من »القلل« الأصلية والمزيفة.. معاً كأسلوب جديد ومبتكر للتعبير عن فرحتنا وسعادتنا بفض أعمال مجلس الشعب الحالي ؟ .. مع أطيب تمنياتي للدكتور أحمد فتحي سرور بحظ أفضل مع المجلس القادم.