هل تنجح جهود التهدئة في اعادة المياه الي مجاريها؟ هل يعود الجميع الي رشدهم ويعود جناحا العدالة يرفرفان في ساحات المحاكم لاقرار الحق ومقاومة الظلم؟ نعم لقد تصاعدت الأزمة بين المحامين والقضاة بشكل خطير.. تصعيد غير مبرر ادخل الجميع الي نفق مظلم كانوا في غني عنه ..تكهرب الجو وساد التوتر وانطلقت المظاهرات والاعتصامات والاضرابات وتعطلت المحاكم ..دفع المتقاضون الثمن من حريتهم لان جناحي العدالة هما صمام الأمان وملاذ الضعفاء وحصنهم وعنوان الحقيقة الذي نأوي إليه جميعاً في أشد لحظات ضعفناً. وبسرعة البرق انتقلت الأزمة الي الفضائيات ووجد البعض الفرصة سانحة لتصفية حسابات او تحقيق بطولات انتخابية علي طريقة "عبده مشتاق " و سكب الجميع واولهم الجماعة المحظورة الزيت علي النار ليزداد الامر اشتعالا بدلا من الإحتكام الي القانون.. الاحداث اكدت ان هناك حالة من الاحتقان الشديدة ..وان هناك أزمة في العلاقة وصلت بالعلاقة بين جناحي العدالة الجالس و الواقف إلي هذا الحد الخطير.. هناك ثوابت لا يجب تجاهلها اساسها عدم وجود تناقض بين العدالة والدفاع فلا توجد عدالة بغير قاضٍ، و لا توجد عدالة بغير دفاع، إن المحامين جزء لا يتجزأ من النظام القضائي نفسه، وكل منهما يكمل الآخر. نعم الأزمة بين القضاة والمحامين داخل البيت الواحد، وكان يجب الا تصل الي هذا الوضع وكان يجب علي حكماء الطرفين العمل متكاتفين من أجل إنقاذ بيت العدالة .. يجب حماية حقوق وكرامة القضاء وهيبته في الوقت الذي يجب ايضا احترام كرامة وحقوق الدفاع وهيبته، انني اتمني من الاعماق ان تكون التهدئة قائمة علي ميثاق شرف وتفاهم يمنع تكرار ما حدث. يا سدنة القانون المعركة خاسرة للجميع المنتصر فيها كالمهزوم والنتيجة اهتزاز الصورة والمكانة الرفيعة .. حكموا صوت العقل وتعالوا الي كلمة سواء. جمال حسين [email protected]