والمقصود هنا هو كرسي الوزارة، أو أي منصب آخر في أي دولة، وفي أي عصر أو زمان، فالوضع الطبيعي هو أو يجلس المسئول فوق كرسيه، ومن خلال هذا الموقع يمارس ويظهر كفاءاته، ولكن ليس من الطبيعي ابدا، ولا من المقبول، أن يكتفي بالوجاهة الاجتماعية، والحصانة، والسلطة والنفوذ لمقعد الوزارة أو أي منصب آخر فقط بهدف البقاء والاستمرار لأطول فترة ممكنة، وحتي أكون أكثر تحديدا ومباشرا فإن المقصود من هذا المقال هو الدكتور أحمد زكي بدر وزير التربية والتعليم الذي شرع منذ اليوم الأول لتوليه هذا المنصب المرموق في أن يعبر بمنتهي الصدق والأمانة عن أهدافه وحقيقة ما يشعر به وما يرغب في تحقيقه، ومن هنا فاننا لم نسمع منه، كما سمعنا من بعض ممن سبقوه في هذا المنصب الجليل، تلك العبارة المغلوطة كلية والتي تقول :ان صاحبها يجلس علي مقعد سعد زغلول أو الدكتور طه حسين.. أو غيرهم من عمالقة الدولة المصرية وهي عبارة مضللة لسبب بسيط ومنطقي يقوم علي حقيقة علمية تقول: »أن كل انسان في هذا العالم الفسيح،و علي مر العصور والأزمنة المتتالية، هو نسيج وحده ونفسه وأن هذا النسيج لا يتكرر أبدا«. من هنا فقد كنت علي المستوي الشخصي أحذر دائما من هؤلاء الذين يقولون إنهم يجلسون علي مقعد فلان أو علان، وهي العبارة التي لم نسمعها من الدكتور احمد زكي بدر، وبدلا منها رأيناه ينطلق بأسلوبه الخاص ومايراه صحيحا وواجبا في اصلاح ما فسد علي مدي نصف قرن من الزمان، ولأنه يحاول في هذا المجال، فإنه لابد ان يسمع الكثير بعد ان وصلت الأمور الي حد البكاء والعويل والولولة من صعوبة الامتحانات، كما لو أن الامتحانات ينبغي ان تكون سهلة الي درجة البلاهة، وأن نسبة النجاح ينبغي ان تكون 001٪، وبالمثل نسبة المجموع الكلي للدرجات وان يتحقق ذلك كله مع تغيب التلاميذ والمدرسين عن الحضور وعن التعليم والتحصيل.. فهكذا ينبغي أن تكون منظومة التعليم عندنا، والويل والثبور للمخالفين!