كلنا نشكو من الحر الشديد هذه الأيام بعد أن اقتربت درجاته من الأربعين درجة باستثناء الاسكندرية والساحل الشمالي، حيث تنخفض درجة الحرارة خمس أو ست درجات. حول هذه القضية وعندما نتابع ما وصلت إليه درجة الحرارة في دول الخليج وبالأخص الكويت التي تجاوزت ال35 درجة مئوية.. فإنه ليس أمامنا سوي أن نشكر الله ونحن نردد المثل العامي الذي يقول: »اللي يشوف بلاوي غيره تهون عليه بلوته«. ووفقاً للقاعدة المعمول بها والتي تضع في اعتبارها قوة الاحتمال البشري لقسوة الحرارة فإن بلوغ الحرارة رقم ال35 يعني توقف الحياة تماماً في الكويت وتعطيل العمل في دواوين الحكومة وكل المؤسسات العامة والخاصة. بالطبع فإن ارتفاع الحرارة إلي هذا المستوي أمر لا يمكن احتماله وهو بمثابة كارثة للحياة المعيشية والمرافق العامة خاصة الكهرباء ومحطات المياه. إن ارتفاع الأحمال الكهربائية يؤدي إلي الاستخدام الواسع لأجهزة التبريد باعتبارها الوسيلة الوحيدة لمقاومة الحرارة التي تفوق الاحتمال. الزيادة في استهلاك الكهرباء في هذه الحالة يترتب عليه تجاوز حجم ما يتم توليده من محطات الطاقة. الخروج من هذا المأزق ووفقا لما نشرته الصحف الكويتية أدي إلي وقف عمل المحطات التي تُدار بالكهرباء لتقطير مياه البحر وتوجيه ما هو مخصص لها من طاقة كهربائية إلي خطوط الكهرباء العامة لتلبية الاحتياجات اللازمة للحياة اليومية. وتقول صحيفة الوطن الكويتية إن الكويت تعاني منذ عدة سنوات من نقص كبير في الطاقة الكهربائية وهو الأمر الذي يترتب عليه انقطاع الكهرباء لفترات خلال موسم الصيف. أليس غريباً أن يحدث هذا في دولة غنية مثل الكويت، كان يمكنها بامكاناتها المالية أن تبني محطات عملاقة لتوليد الكهرباء يتم ادارتها بالبترول المتوافر بكثرة في أراضيها.. هذه الأزمة التي تتكرر منذ عدة سنوات دعت عدداً من النواب في مجلس الأمة الكويتي إلي مطالبة د. بدر الشريعان وزير الكهرباء والماء بالاستقالة لعدم قدرته علي مواجهة المشكلة، كل ما استطاع أن يرد به الوزير علي هجوم النواب هو إبداء التفاؤل بانقشاع الأزمة نتيجة انخفاض درجة حرارة الجو خلال الفترة القادمة. ولم يقتصر تفاقم مشكلة ارتفاع الحرارة علي انقطاع الكهرباء عن مناطق كثيرة في الكويت وإنما تسببت أيضاً في اشتعال بعض الحرائق في أماكن متعددة ومنها محطات لتوليد الكهرباء. وفي محاولة للتخفيف من تداعيات الأزمة فقد تم إغلاق المدارس وانصراف التلاميذ قبل نهاية اليوم الدراسي. حدث هذا في نفس الوقت الذي واجهت فيه بعض هذه المدارس مشكلة عويصة بسبب بدء موسم الامتحانات. ولإنقاذ ما يمكن إنقاذه فقد صدرت التعليمات بوقف استخدام المكيفات في المباني الحكومية والمساجد مادامت ليس في طور العمل. أما فيما يتعلق بالرسائل التي تم إرسالها من خلال الموبايل إلي المواطنين من أجل الحد من تشغيل المكيفات التي تستهلك 08٪ من الإنتاج الكهربائي.. فإن أحداً لم يعرها أي التفات باعتبار أنه لا يمكن الحياة بدونها. هذا الذي يحدث في الكويت وبعض دول الخليج التي أنعم الله عليها بثروات هائلة من الذهب الأسود يجعلنا نرفع أيدينا إلي السماء في مصر شاكرين الله علي نعمائه وعلي الحر الذي نشكو منه. انه وبهذا يجعل أشقاءنا الخليجيين يحسدوننا عليه. وليس هذا فحسب الذي يدعونا إلي شكر الله وإنما هناك أيضاً عدم معاناتنا من انقطاع الكهرباء نتيجة حسن التخطيط وكفاية الطاقة المنتجة من محطاتنا والتي لا تتوقف عمليات تجديدها، وإضافة مشروعات جديدة لها.. أليس هذا من الإيجابيات التي تستحق أن نشيد بها بدلاً من حالة التسويد لحياتنا التي أصبح بعضنا خبراء في تبنيها والترويج لها؟! قلنا ذلك في أكثر من مناسبة، وكررناه كثيراً، وقلنا ان تلك هي رؤية إسرائيل، وذلك هو هدفها منذ زلزال أكتوبر 37، واسترداد مصر لأرضها بعد اضطرار قوات الاحتلال للانسحاب منها بنيران المدافع، ودماء الشهداء، وحرب السلام، علي مائدة المفاوضات. (البقية ص5)