الأسبوع الماضي اصطحب الرئيس الفرنسي ساركوزي زوجته كارلا، إلي سوق (رانجيس) أكبر سوق جملة للمواد الغذائية، في إحدي ضواحي باريس، طبعا السيدة الفرنسية الأولي لم تذهب لشراء لوازم البيت، ولكن ذهبت ضمن برنامج حملة الرئيس الانتخابية، خاصة وأن جنون الأسعار قضية تشغل الفرنسيين،وأيضا قضية (اللحم الحلال) والتي تحولت إلي الموضوع الرئيسي في فرنسا اليوم، وإلي مادة سجالية في برامج الدعاية لمرشحي الرئاسة ووسائل الاعلام.. زعيمة اليمين شنت حملة علي إغراق السوق الفرنسي باللحم الحلال (والمقصود اللحم المذبوح علي الطريقة الاسلامية) وأيضا علي الطريقة اليهودية (الكاشير).. وكانت قد تفجرت قبل أشهر قضية فساد غذائي، أو غش اللحم الحلال، بتسويق لحوم ذبحت علي غير الطريقة الاسلامية، وهو ما عرف بقضية (حلال جيت) وأدت الي قيام العديد من الشركات بمقاطعة هذه المنتجات، والتسبب في خسائر أقتصادية ضخمة !! الجدل حول اللحم الحلال يشغل الساسة الفرنسيين ضمن حسابات حصد الأصوات أو فقدانها.. وصف رئيس الوزراء الفرنسي اللحوم الحلال( بالطرق القديمة، والتقاليد التي تجاوزها العصر) وهو نفس موقف زعيمة اليمين المتطرف (ماريين لوبين) بينما وصف ساركوزي الجدل الدائر بأنه (لا محل له)، ولأن عينه علي أصوات العرب والمهاجرين، فقد طالب بضرورة وجود بيان بمواصفات طريقة الذبح علي المنتجات المعروضة،وهو ما بحث عنه ربما في زيارته لسوق (رانجيس).. اللافت أن اليمين السياسي الفرنسي كان أكثر تشددا ومحافظة من رجال الدين الكاثوليك، فقد صرح أحد الأساقفة (أن بلدا علمانيا كفرنسا، لا ينبغي أن يتدخل في شئون الديانات).. لكن السياسة الفرنسية تتدخل في شأن الديانات،من طريقة الطعام، حتي منع العلماء المسلمين من دخول أراضيها،وهو ما نتابعه غدا.