محمد بركات الفهم الموضوعي والمنطقي والبسيط لإعلان جماعة الإخوان المسلمين، وحزب الحرية والعدالة، التقدم بمرشح للرئاسة من داخل الجماعة، هو نائب المرشد العام، وعضو مكتب الإرشاد، المهندس خيرت الشاطر، يقول إن الجماعة قد حسمت أمرها، وقررت السعي المباشر للفوز بكرسي الحكم في مصر، وقمة السلطة السياسية بها، وهو منصب رئيس الجمهورية . وكانت الجماعة وحزبها، قد سبق وفازوا بالأغلبية العددية، في مقاعد البرلمان بمجلسيه الشعب والشوري، وأصبحت مقاليد السلطة التشريعية والرقابية في حوزتهما، من خلال الأغلبية الضامنة لإقرار ما يرونه متوافقاً مع رؤيتهما وتوجهاتهما، ومحققا لأهدافهما، وهما في الحقيقة رؤية واحدة، وأهداف واحدة . والجماعة سبق وأعلنت منذ عدة أسابيع، أنها بصدد العمل الجدي والمكثف، لسحب الثقة من حكومة الدكتور الجنزوري، كخطوة لازمة لتشكيل حكومة جديدة، من داخل الجماعة والحزب، بغض النظر عن مدي مخالفة ذلك، أو عدم مخالفته لنصوص الإعلان الدستوري . وسواء نجحت الجماعة وحزبها في سحب الثقة من الحكومة، أو لم تنجح، فنحن أمام هدف معلن وواضح للجماعة والحزب، وهو الاستحواذ التام والشامل علي مقاليد السلطتين التشريعية والتنفيذية، بجناحيها الحكومة ورئيس الجمهورية، ...، وهذه أيضا هي القراءة الموضوعية، والمنطقية المباشرة والبسيطة لما قامت وتقوم به الجماعة وحزبها . وقد يقول الإخوان، أن ما يقومون به في الجماعة والحزب، ليس فيه مخالفة للديمقراطية، من حيث أنه يأتي بالاختيار الحر، والإنتخاب المباشر،..، وهذا صحيح من حيث الشكل، ولكنهم يتجاهلون في قولهم هذا الحقيقة الواضحة، بأن ما يقومون به يخالف في جوهره روح الديمقراطية المبنية علي التعددية والتنوع، وأنه يدخل في منطقة التعسف في استخدام سطوة الأغلبية، وحيز فرض الاستحواذ والسيطرة علي كافة السلطات، وإقصاء كافة القوي السياسية الأخري في المجتمع . ليس هذا فقط بل أيضا يخالف كافة ما أعلنوه وأكدوه، ورددوه طوال عام كامل، بأنهم يسعون إلي المشاركة، وليس المغالبة، في حين أن كل الفاعليات وكافة القوي والأحزاب لا تجد مجالا ولا مكانا للمشاركة. ونواصل غداً إن شاء الله.