قبل عودته مع بعثة منتخب مصر لكرة القدم من الخرطوم اليوم بعد انتهاء المعسكر التدريبي هناك الذي ادي خلاله الفريق مباراتين مع اوغندا الخميس وتشاد مساء امس، كثف الامريكي بوب برادلي المدير الفني للمنتخب تصريحاته الاعلامية لتوضيح موقفه من مضمون الحديث الذي ادلي به الي تليفون ال »بي. بي. سي« وتضمن رأيه بشأن مجزرة جماهير الاهلي ببورسعيد والذي مس فيه الشرطة والمجلس العسكري، وهي التصريحات التي اثارت جدلا واسعا ويتوقع كثيرون عدم توقفه عند هذا الحد خصوصا وان بعض ردود الافعال الاعلامية اتهمت برادلي بما هو اقسي واقصي لدرجة وصلت الي الجاسوسية والعمل لمصلحة جماعات المجتمع المدني نسجا علي المنوال الرائج والمتوفر بالاسواق حاليا!. بوب برادلي الذي تعاقد معه مجلس ادارة اتحاد الكرة المنحل برئاسة سمير زاهر في العام الماضي عقب فشل المنتخب وجهازه بقيادة حسن شحاتة في التأهل للامم الافريقية 2102، اهتم خلال لقاءاته بالصحفيين في السودان اثناء معسكر المنتخب وعقب مباراة اوغندا التي فاز فيها منتخب مصر 2/1 بالتأكيد علي ان تصريحاته تعرضت للاجتزاء وتم استقطاع اجزاء منها ولم تنشر كاملة.. منوها الي انه يحمل تقديرا كبيرا للشعب المصري ولا يمكن بأي حال ان يسيء اليه. وبعيدا عن تفسير ما حدث علي انه نوع من الفبركة كما ورد علي لسان المتحدث الاعلامي لاتحاد الكرة عزمي مجاهد او انه تعرض للاجتزاء كما قال سمير عدلي المدير الاداري للمنتخب ورئيس بعثة الفريق للسودان، فان هذا لا يمكن قبوله مهنيا ليس ثقة في هيئة الاذاعة البريطانية التي اجري تليفزيونها الحوار مع برادلي ومعايير الدقة المهنية لديها او لانتقاء غرض المصلحة في التأويل منطقيا ولكن لانه حديث تليفزيوني تم عرض هذه الاجزاء منه علي شبكة الانترنت بالصوت والصورة. غير ان برادلي الذي اهتم كثيرا بالتواصل مع المجتمع المصري سواء بتبرعاته لمشروعات خيرية منها مستشفي سرطان الاطفال وكذلك حضوره لكثير من احداث الشارع الثورية ومظاهرات الاحتجاج ومنها ما واقع امام ماسبيرو قبل شهور، يعبرو ان ذكاءه قد خانه في الحديث بشأن سياسي او قضية منظورة امام القضاء وهو مدرب كرة حتي وان كان يجالس ويقضي جلسات ساهرة مع من يمكن ان تكون لديهم معلومات بشأن الاحداث الجارية.. هو سمع كلاما مرسلا وقاله في تفسيره للاحداث دون ان يكون سيء النية والقصد او ان تكون تصريحاته مفبركة او تم التلاعب فيها. غير ان اللافت كان في ردة الفعل الشديدة لكلام برادلي والتي وصلت الي حد ما تردد عن طلب د. عماد البناني رئيس المجلس القومي للرياضة الاطلاع علي عقد برادلي مع اتحاد الكرة في اشارة الي بحث امكانية الاستغناء عنه، ولم يصدر عن المجلس القومي للرياضة حتي مساء امس ما يؤكد او ينفي هذا التوجه، الا ان ما يمكن التأكيد عليه ان بوب برادلي الذي يتقاضي شهريا 73 الف دولار شاملة الضرائب »7 الاف دولار« ينص عقده علي شرط جزائي قيمته بدل راتب 6 شهور اي 222 الف دولار »مليون و233 الف جنيه« يتحمله الطرف الذي يبادر بفسخ العقد قبل انتهاء مدته ويتضمن العقد اعتباره منتهيا قبل موعده بدون شرط جزائي فقط في حال فشل التأهل للأمم الافريقية 3102. واذا كان الحديث عن الشرط الجزائي في عقد برادلي قد جري علي نطاق من السرية وتبادل الاتصالات بين الجبلاية والمجلس القومي للرياضة.. فان الاتهام الاقسي وجه الي المدرب الامريكي عبر برامج فضائية خلال اليومين الماضيين وصلت الي حد اتهامه بالجاسوسية وهو اتهام خطير لا يمكن معه الاستمرار. ولا يمكن التوقف عند هذا الحد من المبالغة في ردة الفعل خاصة عندما يأتي من مدرب سابق للمنتخب وهو محسن صالح الذي تحدث عن علاقة برادلي مع هيئات المجتمع المدني وقال اخرون بارتباطه بجماعات اجنبية خاصة فالعجيب ان يفسر رياضيون تصريحات مدرب بالجاسوسية وكأن الجاسوس الذي يعمل في صمت وخفاء وسرية شديدة اصبح في »نيولوك« يتحدث اعلاميا ويكشف عن آرائه ووجهات نظره لتقدم بعض البرامج الرياضية دليلا جديدا علي افتقاد المهنية والمعالجة المسئولة للاحداث، لتخلق مناخا مناهضا لاستمرار برادلي في عمله وهو ما يحمل الخزانة العامة بالجبلاية ما يزيد علي المليون جنيه اضافة للجانب الفني الذي يؤديه برادلي حتي الان بحرص شديد واخلاص واضح ورغبة في نجاح تجربته مع الفراعنة. برادلي ليس مطلوبا منه الا التفرغ لعمله والتركيز فيه دون شيء آخر.