في وقت يجتمع فيه قادة الدول العربية في بغداد لبحث سبل إنهاء العنف في سوريا، واصلت قوات الرئيس بشار الأسد أمس عملياتها العسكرية في أنحاء البلاد والاشتباك مع المنشقين، مما أسفر عن مقتل العشرات، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان. وفي محافظة حماة قتل جنديان من الجيش النظامي إثر استهداف شاحنة عسكرية في ريف حماة الشمالي الذي يشهد عمليات عسكرية واشتباكات. وفي محافظة إدلب، قتل 3 مدنيين جراء اقتحام قوات عسكرية قري الريف الشرقي لمعرة النعمان وسط إطلاق نار كثيف وأصوات انفجارات. وفي درعا سمع صوت انفجار شديد قرب بلدة "خربة غزالة" التي تجمعت حولها قوات عسكرية وأمنية. وفي ريف دمشق، وقعت اشتباكات بين القوات النظامية ومنشقين في منطقة الزبداني، كما سمع انفجار شديد في حرستا وشوهدت أعمدة الدخان تتصاعد من حاجز للقوات النظامية. وأفاد ناشطون بأن انفجارات عدة هزت مدينة حمص في ظل استمرار قصف القوات النظامية لأحياء بالمدينة مما أوقع قتلي ودمر عشرات المنازل. جاء ذلك في وقت بثت فيه قناة الجزيرة لتسجيلات مصورة يعلن فيها ثلاثة ضباط في الجيش برتبة عميد انشقاقهم منهم عضو الهيئة التدريسية في كلية الحرب العليا الذي برر انشقاقه بانحراف الجيش عن مساره. في الوقت نفسه ذكرت وكالة الأنباء السورية الرسمية "سانا" أن ما أسمتهم "أربعة إرهابيين" استهدفوا بنيران أسلحتهم عقيدين من قيادة المنطقة الشمالية في منطقة دوار باب الحديد بحلب خلال توجههما إلي عملهما ما أدي إلي مقتلهما. من جهة أخري ذكر موقع "دامس بوست" السوري أن الرئيس السوري سيوجه في نهاية الأسبوع المقبل خطابا شاملا للشعب السوري وللعالم أجمع، يحيي فيه أبناء سوريا وجيش سوريا. ونقل الموقع عن مصادر مطلعة قولها إن "الأسد سيؤكد في كلمته القضاء علي المؤامرة وفشلها، كما سيوضح عدة تفاصيل عن المؤامرة، وأسرارا لم تنشر من قبل". من جانبها أكدت المفوضية العليا لحقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة أن هناك العديد من الأدلة علي القمع الدموي الذي يرتكبه نظام الأسد منذ أكثر من عام ضد معارضيه. وقالت المفوضة العليا لحقوق الإنسان نافي بيلاي إن "هناك الكثير من الأدلة التي تظهر أن الكثير من هذه الأعمال ارتكبتها قوات الأمن، وهي لذلك يجب أن تحصل علي موافقة أو تواطؤ من أعلي مستوي"، مؤكدة أن المفوضية تعد لبدء ملاحقات ضد الأسد في جرائم ضد الإنسانية. وفي واشنطن، قدم الأعضاء الجمهوريون في مجلس الشيوخ نص قرار له صفة رمزية يدعو إلي تزويد المعارضة السورية بالسلاح. ويدعم "دعوات المسئولين العرب إلي تزويد السوريين بوسائل الدفاع عن أنفسهم بما في ذلك تسليمهم أسلحة". جاء ذلك في وقت تتوجه فيه وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون إلي الرياض في إطار جولة لبحث الشأن السوري، حيث ستجري محادثات مع مسئولين سعوديين ومن دول خليجية أخري في الرياض، قبل أن تتوجه إلي إسطنبول للمشاركة في مؤتمر "أصدقاء سوريا" بعد غد.