سعىد إسماعىل فتشت في الأثر، الذي تركه المسلمون الأوائل، عن أي قول، أو رواية، أو حكاية، أو إشارة- ولو من بعيد - تفيد بأن رسول الله، محمد بن عبدالله، صلي الله عليه وسلم، كان يسمح لأحد من المسلمين الذين عاصروه أثناء حياته، بتقبيل يده الكريمة. ولم أجد في كل ما مررت به مما ذكره الباحثون، والمؤرخون علي مر العصور، أن أبا بكر الصديق، وعمر بن الخطاب، وعثمان بن عفان، وعلي بن أبي طالب، عليهم السلام جميعا، كانوا يعطون أيديهم لمن يصافحهم من الناس كي يقبلها. ولم أقرأ، ولم أسمع، أن واحدا من صحابة رسول الله صلي الله عليه وسلم، أو واحدا من الأمراء الذين حكموا المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها، كان يفرض علي أحد من رعيته الانحناء علي يده وتقبيلها. ولكني رأيت »روح الله الخوميني« - اسمه روح الله - وهو يمد يده إلي من يصافحه - باعتباره الإمام المعصوم الذين لا يخط - كي ينحني عليها ويقبلها.. وسار علي طريقه خليفته »علي خامئني«، المرشد الأعلي للثورة الفارسية في إيران، الذي يسب صحابة الرسول، أبا بكر، وعمر، وعثمان ويتهمهم بالكفر والارتداد عن الإسلام!! ورأيت أيضا، الدكتور »محمد بديع«، المرشد العام للإخوان المسلمين في مصر، أثناء حضوره حفل افتتاح المقر الجديد للجماعة في مدينة بني سويف - الذي اذاعت فضائية »العربية« السعودية فقرة منه - وهو يسمح للذين كانوا في استقباله، بالانحناء علي يده وتقبيلها قبل مصافحته، والرضا والامتنان يترقرقان في عينيه!! مدد يا شيخ »بديع«..مدد!!