سىد حجازى اشعر بالانبهار وأنا اتابع تحركات محافظ الدقهلية اللواء صلاح المعداوي.. فقد وضع الرجل يده علي الاسلوب الصحيح والسليم لإدارة الأمور وهي التحرك المستمر والتواجد الدائم في كل موقع والمتابعة القريبة لأي مشكلة والحل الفوري في موقع الحدث وربما دفعني ذلك إلي محاولة الاسهام ولو بقدر ضئيل في دعم هذا الجهد الخارق للمحافظ الخارق. ما أود قوله هو أن مدينة المنصورة عاصمة المحافظة تمتلك كنزاً لم يتم استغلاله ولو أحسن هذا الاستغلال لتحول هذا الكنز الي مصدر ضخم لتمويل المشروعات الطموحة للمحافظ الطموح.. هذا الكنز هو دار ابن لقمان وتبدأ القصة من البداية.. في عام 9421 ميلادية كان يحكم فرنسا ملك مصاب بالهوس الديني هو لويس التاسع.. دعا الملك لتشكيل حملة صليبية علي الشرق لاستعادة بيت المقدس الذي كان العظيم صلاح الدين الايوبي قد استخلصها من ايدي الصليبيين، جرد لويس التاسع جيشا من فرنسا وكل اوروبا ونزل الجيش في دمياط.. كانت البلاد تحت حكم شجرة الدر تقريبا.. فقد مات زوجها الملك الصالح ايوب وأخفت موته لان ابنه نوران شاه كان يحارب في الشام.. كلفت شجرة الدر قائداً عظيما هو الأمير فخر الدين بقيادة الجيش.. اسرع فخر الدين بقواته إلي دمياط.. كان لويس بصدد الوصول للقاهرة ولما لم تكن هناك مثل الآن اقمار صناعية أو خرائط دقيقة فقد كانت الخطة أن يسير بمحازاة النيل لعلمه أن النيل سوف يوصله للقاهرة.. تركه فخر الدين وأخذ ينسحب ليجره وراءه، سار لويس شرق النيل فوجد أنه وقع في المصيدة.. المنطقة شرق النيل منخفضة ومليئة بالبرك والمستنقعات.. وبدأ الفلاحون يهشون الجيش المتقدم.. وأخذ القادة الغزاة يصرخون »BAD WAY« أي طريق سييء.. وهذه الصيحة تحولت فيما بعد إلي اسم لعدد من القري الموجودة الان باسم بدواي. استطاع لويس ان يصل الي قرية جديلة قرب المنصورة بعد ان فقد عدداً كبيراً من جيشه.. وعند جديلة اخترق صفوف المماليك ودخل الي المنصورة وهنا بدأت الحرب الحقيقية التي شنها ابناء المنصورة المسلحين بالطوب والعصي والسكاكين وتحولت شوارع المدينة إلي فخ محكم.. قتل فيه أخو الملك ومعظم جيشه وتم أسر الملك نفسه ليسجن في دار قاضي القضاة ابن لقمان، الدار صغيرة ومازال القبر الذي قبر به الملك موجوداً و »القلة« التي كان يشرب بها الماء و »المصطبة« الطينية التي كان ينام عليها والحصير الذي كان يفترشه.. كل ذلك موجود كما كان دون تغيير وهو كفيل بوضع المنصورة علي خارطة السياحة العالمية فكم فرنسي بل وكم اوروبي وكم مؤرخ وكم كاتب وكم روائي سوف يهمه أن يري نفس المكان الذي سجن فيه ملك منح فيما بعد لقب قديس.. ليس هناك تخوف من استثارة الفرنسيين كما يدعي البعض فقد سبق ان اعدمت فرنسا كل سلالة الملك باعدامها لويس السادس عشر وكل اسرته. الامر هو أمر علمي بالدرجة الاولي فوجود أثر كما هو دون تغيير لشخصية بهذا الحجم ولمدة أكثر من 009 عام يمكن أن يجذب آلاف السياح ويمكن ان يحول المدينة التي سطر ابناؤها احدي صفحات البطولة في التاريخ الي بؤرة جذب سياحي لا مثيل لها ويمكن أن تتحول الدار الصغيرة لابن لقمان الي كنز يضخ الدولارات في عروق المحافظة التي تحتاج إلي الكثير. ولله الامر