أنا أيضا أتحرق دمي من التوتر، والجري وراء الصبية الصغيرة كارمن سليمان، حتي تحصد لقب (ارب ادول) أو محبوبة العرب، ليس لأنها مصرية، ولكن لأنها موهوبة بحق، ولأني أيضا وقعت مثل مئات الجماهير في أسر الدائرة الجهنمية الاستهلاكية، أو سباق الترويج، والدعاية والاعلان، والتصويت عبر أرقام التليفونات، وفن صناعة النجوم. 7 أشهر والجمهور يركض وراء الأصوات الشابة ، يتابع بشغف وانفعال سباق المواهب الغنائية، عبر برنامج المسابقات (الارب ادول) حتي انتهت لجنة التحكيم (راغب علامة، احلام، والموزع الموسيقي حسن الشافعي) من التصفيات بين 80 صوتا غنائيا عربيا عبر مراحل مختلفة. التصويت الأخير لاختيار صاحبة اللقب، أشعل الجمهور العربي كله ،فالمنافسة كانت حامية جدا بين الفتاتين، أو بين الصوتين. ( كارمن) المصرية، (ودنيا)المغربية لكل واحدة منهما، صوت جميل وخصوصية، كارمن تمتلك أحساسا عاليا، ورقة وعذوبة ،وعفوية في الأداء، وحضورا خاصا جعلها دائما قريبة من القلب، بينما تمتلك دنيا صوتا غنائيا قويا، قادرا علي إستعراض إمكاناته الفنية. كلتاهما فنانة، وموهبة كبيرة، أمامها المستقبل كبير بالرعاية والعناية والحرص علي أختيار اللون الموسيقي الذي يليق بصوتها. انتهت المنافسة القوية بفوز كارمن سليمان،لكن في ظني أن الفائز الأكبر هو القناة الفضائية، التي نجحت بالتأكيد في تحقيق أكبر نسبة مشاهدة للبرامج التليفزيونية، وأكبر نسبة إعلانات، وحصدت الملايين بالتأكيد من وراء ذلك. الكشف عن المواهب الغنائية في العالم العربي هدف البرنامج بالتأكيد، ونجح بالفعل في الكشف عن أكثر من موهبة غنائية، لكنه أيضا نجح في الكشف عن كيفية صناعة النجم، في ذلك السوق الاستهلاكي الكبير.