مما لاشك فيه ان تحرر المصريين من الخوف يعد من أهم المكاسب الحقيقية لثورة 52 يناير في ظل الانفلات الأمني والاخلاقي والإعلامي الذي يتصدر المشهد السياسي للفترة الانتقالية - الأمر الذي أدي إلي الانفلات الرئاسي خاصة في قاع المجتمع المصري منذ أن اعلن عن فتح باب الترشح لرئاسة الجمهورية في 01 مارس الجاري. ومن البديهي اجتماعياً ان المناخ الذي يعرف الفوضي والعنف والبلطجة سوف لا ينتج إلا الانفلات بكل صوره واشكاله مما يؤثر علي اصابة شعبه غير المتعلم والمثقف بالحمي القلاعية للبشر ويؤثر في احترامه لقواعد وشروط الترشح لمنصب الرئاسة ويلعب دوراً مهماً في صفات المرشح - حيث يؤكد علماء الاجتماع ان البيئة التي ينشأ فيها المواطن تؤثر في تشكيل حياته داخل المجتمع الذي يعيش فيه.. ومن هذا المنطلق هرول ظاظا وصاصا وبعض الفئات المتدنية علميا وثقافيا واجتماعيا للترشح لمنصب الرئاسة حيث أفادتنا المواقع الإليكترونية ووسائل الاعلام انطلاق مليونية الرئاسة إلي مقر الرئاسة الانتخابي يحملون لافتات تنادي »برئيس لكل مواطن« وأن »ظاظا وصاصا خير من يمثلكم« و»بلية وحمو يؤيدون صاصا رئيسا لمصر«.. إن من حق هؤلاء ممارسة حقوقهم السياسية بكل حرية- ولكن ليس من حقهم الترشح للرئاسة.. واصعاف صورة مصر إقليميا ودوليا - كما أن باقي المرشحين الحاليين قد ارهقت أدمغتهم مشاكل المرحلة الانتقالية فانزلقوا في البحث عن حلول لها وتناسوا مشاكل مصر الخارجية وما تحمله من تهديد للأمن القومي والمصالح الاستراتيجية حفاظا علي ثقل مصر ودورها الحضاري الفرعوني والاسلامي والقبطي بما يتناسب مع تطلعات شعبها وشبابها الذين صنعوا التاريخ الحديث عبر زعماء تاريخيين وادباء ومفكرين وعلماء نالوا أرفع الدرجات والأوسمة العالمية. ان مصر تحتاج إلي رئيس لديه رؤية سياسية لمواجهة الخطر الاسرائيلي الحالي والقادم الذي يتوغل بتوحش في الحدائق الخلفية لها سواء بالسودان شماله وجنوبه أو بدول حوض النيل لتحقيق حلم دولته الكبري من النيل للفرات وتجويع مصر وحرمانها من المياه وزعزعة استقرارها داخليا. ان مصر في حاجة لرئيس يتصدي للمارد الأثيوبي الذي تسانده اسرائيل وأصبح يعربد افريقيا محتلا دور مصر الريادي والقاري واصبح منافسا قويا لمصالحها في كل من أوغندا وكينيا وبقية دول الحوض والصومال وجنوب السودان حتي انه نجح مؤخرا في تغيير اتفاقية المياه وشروعه في بناء سد الالفية الذي سيحرم مصر من 61 مليار متر مكعب من حصتها البالغة 55 ملياراً. لم يخبرنا رؤساؤنا المحتملون ماذا سنفعل أمام جيوش الظلام المتواجدة علي ارض مصر تهدد الاستقرار وتمنع بناء الوطن عبر تمويلات خارجية تسعي لتمويل رئيس قادم يحقق اهدافهم المستقبلية واهمها خراب مصر خاصة ان حدودنا اصبحت مفتوحة علي مصراعيها سواء في الغرب والشرق او الشمال والجنوب. نريد من ظاظا وصاصا وبقية المليونية من رؤساء مصر المحتملين ان يحيطونا علماً بموقفهم من صعود التيار الإسلامي وهل سنرتدي الجلابية السعودي أم النقاب الايراني أم سنصبح باكستان وافغانستان جديدة وربما لبنان المليشيات ام سنقسم الي اربعة مثل السودان والعراق واليمن وليبيا ومازال البحث جاريا عن رئيس مصر القادم.. كلموني.. شكرا؟