فيديو| «نبض القلوب».. هدية الداخلية للقوات المسلحة بمناسبة نصر أكتوبر    «آي صاغة»: 0.2 % تراجعًا في أسعار الذهب بالبورصة العالمية    وزيرة التخطيط تستقبل بعثة الاتحاد الأوروبي لمتابعة آلية مساندة الاقتصاد    رفعت عطا: الشراكة مع الإمارات تفتح آفاقاً واعدة للاستثمار في مصر    بيروت: 282 شهيدًا حصيلة قصف الاحتلال على بعلبك والبقاع الأوسط    الدفاع الروسية: أوكرانيا خسرت 400 جندي على محور كورسك خلال يوم    رئيس وزراء كندا يحث مواطنيه على مغادرة لبنان مع إجلاء أكثر من ألف كندي    ليفربول يضرب كريستال بالاس بهدف نظيف في الشوط الأول    ضبط دجال الأقصر عقب تداول فيديو عبر موقع إخباري    دفاع فرد الأمن ضحية إمام عاشور: اللاعب توهم بالتحرش بزوجته    طقس «الأحد».. حار نهارا معتدل ليلا والعظمى بالقاهرة 31 درجة    الدفع ب9 سيارات إسعاف لموقع حادث اصطدام «ميني باص» بشجرة في الإسماعيلية    حملة لإزالة الإشغالات بحي شرق بورسعيد    أسرار من كواليس الفن.. الكاتب الصحفي عادل حمودة يتحدث عن أسرار حياة أحمد ذكي    كومباني يوضح صعوبة مواجهة فرانكفورت في الدوري الألماني    نقابة المهن الموسيقية ترعى مؤتمر الموسيقى والمجتمع في جامعة حلوان    مفتي الجمهورية: مصر وماليزيا ترتبطان بعلاقات تاريخية.. ودار الإفتاء تفتح أبوابها دائمًا لتبادل الخبرات العلمية    وزير الصحة: حملة 100 يوم صحة قدمت أكثر من 103 ملايين خدمة مجانية خلال 65 يوما    بعد انطلاق فعالياته.. 5 أفلام مصرية تشارك في مهرجان وهران السينمائي    التضامن: تسليم 801 وحدة سكنية في 12 محافظة للأبناء كريمي النسب    «لا يشترط الخبرة».. الشباب والرياضة تعلن وظائف خالية جديدة لجميع المؤهلات (تفاصيل)    رئيس الضرائب توضح تفاصيل جديدة بشأن إصدار فواتير إلكترونية    الكنيسة الأرثوذكسية تهنئ الرئيس والمصريين بذكرى نصر أكتوبر    «إسلام وسيف وميشيل».. أفضل 3 مواهب في الأسبوع الخامس من كاستنج (فيديو)    احتفالًا بانتصارات أكتوبر.. ورش وعروض فنية ضمن فاعليات قصور الثقافة    موعد مباراة منتخب مصر ضد موريتانيا في تصفيات أمم أفريقيا    رئيس معهد التمريض بالتأمين الصحي في الشرقية: تكليف الطلبة بالعمل فور التخرج    «منظومة الشكاوى» تكشف عن الوزارات والمحافظات صاحبة النصيب الأكبر من الشكاوى    ابنة علاء مرسي تحتفل بحنتها على طريقة فيفي عبده في «حزمني يا» (صور)    إطلاق حملة لصيانة وتركيب كشافات الإنارة ب«الطاحونة» في أسيوط    وزير التعليم العالي: لدينا 20 جامعة أهلية تتضمن 200 كلية و410 من البرامج البينية    ترشيدًا لاستهلاك الكهرباء.. تحرير 159 مخالفة للمحال التجارية خلال 24 ساعة    تخفيضات 10%.. بشرى سارة من التموين بشأن أسعار السلع بمناسبة ذكرى أكتوبر    استشهاد 5 فلسطينيين بقصف إسرائيلي علي بيت حانون    برلماني يحذر من مخاطر انتشار تطبيقات المراهنات: تسمح بقرصنة بيانات المستخدمين    فرد الأمن بواقعة أمام عاشور: ذهبت للأهلي لعقد الصلح.. واللاعب تكبر ولم يحضر (فيديو)    رئيس جامعة الأزهر: الله أعطى سيدنا النبي اسمين من أسمائه الحسنى    فضل الصلاة على النبي محمد وأهميتها    خاص- محامي أتشمبونج: فيفا سيخطر الزمالك بايقاف القيد    الولايات المتحدة تضرب 15 هدفًا للحوثيين في اليمن    لموظفي القطاع الخاص.. موعد إجازة 6 أكتوبر 2024    للتغلب على التحديات.. «الصحة» تبحث وضع حلول سريعة لتوافر الأدوية    في ذكرى حرب أكتوبر، نماذج من المناهج المصرية التي تناولت الحرب والجيش المصري    إنتر ميلان يواجه تورينو اليوم في الدوري الإيطالي    شاهندة المغربي: استمتعت بأول قمة للسيدات.. وأتمنى قيادة مباراة الأهلي والزمالك للرجال    تقرير أمريكي: السنوار اتخذ مواقف أكثر تشددا.. وحماس لا ترغب في المفاوضات    حاول إنقاذه فغرقا معًا.. جهود مكثفة لانتشال جثماني طالبين بهاويس الخطاطبة بالمنوفية (أسماء)    «تنمية المشروعات» يضخ 2.5 مليار جنيه تمويلات لسيناء ومدن القناة خلال 10 سنوات    طريقة عمل الكرواسون بالشيكولاتة، الوصفة الأصلية    غارة إسرائيلية عنيفة على الضاحية الجنوبية لبيروت    تعديل تركيب قطارات الوجه البحري: تحسينات جديدة لخدمة الركاب    إشراقة شمس يوم جديد بكفر الشيخ.. اللهم عافنا واعف عنا وأحسن خاتمتنا.. فيديو    إسلام عيسى: انتقالى لسيراميكا إعارة موسم منفصل عن صفقة أوجولا    برج القوس.. حظك اليوم السبت 5 أكتوبر: اكتشف نفسك    "حزب الله" يكشف قصة صور طلبها نتنياهو كلفت إسرائيل عشرات من نخبة جنودها    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم السبت 5-10-2024 في محافظة البحيرة    رئيس جامعة الأزهر: الحروف المقطعة في القرآن تحمل أسرار إلهية محجوبة    ندى أمين: هدفنا في قمة المستقبل تسليط الضوء على دور الشباب    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



د.عماد أبوغازي وزير الثقافة »المستقيل« :
قدمت استقالتي حين شعرت أن حكومة شرف لن تستقيل نعاني من قصور في جميع نواحي حياتنا وليس في الثقافة فقط
نشر في الأخبار يوم 14 - 03 - 2012

د. عماد ابو غازى أثناء حواره مع »الأخبار« ربما تكون المرة الاولي في حياة وزراء مصر وعلي مدي الثلاثين عاما الماضية والتي يسمح فيها احد الوزراء الذين قدموا استقالتهم من المنصب ان يقدم كشف حساب حقيقيا لما انجزه طوال فترة وجوده فوق كرسي الوزارة وانا اعتبر ذلك نوعاً من الجرأة غير المسبوقة والتي تحمل في طياتها وسيلة عصرية لمحاسبة النفس قبل ان يحاسبه التاريخ، هكذا جاء حواري مع الدكتور عماد ابوغازي وزير الثقافة السابق والذي قدم استقالته من الحكومة لظروف سوف يشرحها لي بالتفصيل رغم تأكيده علي انه قد حكي من قبل هذه الظروف. وعندما أنهينا معاً جلسة هذا الحوار والذي تم اجراؤه باحدي قاعات نقابة الصحفيين وربما تكون قاعة بيكار قال الدكتور عماد انه يقدم من خلال سطور هذا الحوار كشف حساب فعليا لما كان له وما كان عليه طوال ثمانية اشهر قضاها كآخر وزير للثقافة وهو المنصب الذي تولاه بعد استقالة الدكتور جابر عصفور وزير الثقافة الاسبق اول وزير للثقافة بعد ثورة 25 يناير فتعالوا معاً نستمع الي ما جاء في هذا الحوار من اعترافات دارت جميعها فيما قدمه من كشف الحساب المنوه عنه آنفا.
استقالة.. استقالة
في تصورك ومن قبل ان نفتح معاً ملف كشف الحساب.. لماذا ارتبطت استقالة الوزراء بعد ثورة 25 يناير بمنصب وزير الثقافة بالذات؟!
طبعا انت تقصد بذلك انني كنت ثاني وزير للثقافة استقيل من المنصب.
هذا ما كنت اقصده بالضبط.. فلماذا؟
ليس هناك ارتباط لان كل استقالة كان لها ملابساتها فالدكتور جابر عصفور استقال لانه استشعر ان الحكومة التي اصبح عضوا بها ليس لديها نية حقيقية للتغيير وكان قد قبل هذا المنصب متصورا ان الحكومة سوف تقوم بتنفيذ مشروعه الثقافي والفكري. او تحاول معالجة الاسباب التي ادت إلي الازمة التي ترتب عليها قيام الثورة وعندما تأكد بعد مرور اسبوع او عشرة ايام وبعد اجتماع مجلس الوزراء وحضوره هذا الاجتماع عجز هذه الحكومة عن تنفيذ تصوراته قدم استقالته اما فيما يخص اسباب استقالتي فكان لذلك سبب واضح ومحدد ولا علاقة له بالثقافة ولا بوزارة الثقافة انما له علاقة بالاعتداء علي المتظاهرين السلميين في ميدان التحرير وشارع محمد محمود يوم 19 و20 نوفمبر من العام الماضي اذن هذا السبب كان واضحا ومعلنا للجميع.
اجتماع الحكومة
وهل تقدمت باستقالتك هذه بعدما استشعرت بأن الوزارة جميعها في طريقها الي الاستقالة او الاقالة؟
لم أستشعر ذلك بل ما حدث ان الحكومة في الاجتماع الذي عقد صباح يوم 20 نوفمبر كان هناك اتجاه لغالبية الوزارة هو ان الحكومة تقدم استقالتها لما حدث يوم 19 نوفمبر وكان هناك اتجاه ايضا انه في حالة عدم قبول الاستقالة فلابد من ان تكون هناك ضوابط محددة لوضع الحكومة حتي تكون معبرة عن الشارع المصري ويتم تخطي ما حدث من اخطاء في المرحلة السابقة.. وفي عصر هذا اليوم تطورت الامور في الشارع بشكل كان معه لا يمكن ان أستمر وانتظرت كذلك ان تقدم الحكومة استقالتها الجماعية وربما تقبل أو لا تقبل عندئذ ابلغت الدكتور عصام شرف رئيس مجلس الوزراء بأنني مستقيل من هذه اللحظة وبالفعل قدمت له استقالتي مكتوبة.
ثمانية أشهر فقط
كم فترة قضيتها في هذا المنصب؟
ثمانية اشهر.
عندما نقترب من كشف الحساب الذي اعلن عنه مسبقا ونسألك في هذا السياق ما هي اهم مشكلة ثقافية رأيت من الواجب ضرورة التصدي لها بعد توليك هذا المنصب؟
اولا التعامل مع مشاكل العاملين داخل وزارة الثقافة ومع حالات الاحتجاج المتزايدة واعادة تشغيل مؤسسات الوزارة مرة اخري يعني تقدر تقول الاجتهاد من اجل اعادة الحياة والعمل داخل الوزارة.
وماذا عن المشاكل الثقافية خارج الوزارة؟
القضية العامة التي كنت معنيا بها هي تعديل السياسة الثقافية او وضع رؤية جديدة لهذه السياسة تستند بشكل اساسي علي ديمقراطية الثقافة بمعني اولا تحقيق اللامركزية في الادارة الثقافية وان هناك جزءا يسيرا من ذلك في الفترة السابقة علي الثورة وفي فترة وجود الفنان فاروق حسني في المنصب حيث كان جميع رؤساء الهيئات والقطاعات بالكامل بسلطات الوزير ولكن المحاولة التي حاولت اضافتها ان هذه المؤسسات لا تدار من خلال رؤسائها ولكن تدار من خلال مجالس ادارة لا تكون من قيادات الوزارة، ولكن تكون من شخصيات ثقافية عامة تمثل اتجاهات مختلفة واجيالا مختلفة من خارج مؤسسات الوزارة.
الجوانب الإدارية
هل يمكن وضع هذه الإنجازات في إطار الجانب الاداري اكثر من الجانب الثقافي ام ماذا؟!
كل ما قلته لك ليس جانبا اداريا لان ادارة العمل الثقافي الحكومي لخدمة المجتمع بشكل كامل ومن خلال مشاركة المثقفين في الادارة ليس موضوعا اداريا اضف الي ذلك انني كنت أسعي لتحقيق اللامركزية في الخدمة الثقافية اذ اننا نعاني في مصر ليس في الثقافة وحدها بل وتقريبا في كل الخدمات وكل جوانب حياتنا من المركزية المفرطة في القاهرة والتي تستحوذ علي الجزء الاكبر من الخدمات التي تقدم للمواطنين لذلك كانت الخطة الاساسية التي سعيت لتنفيذها توزيع الخدمة الثقافية داخل المجتمع وبشكل عادي حيث تنال الاقاليم من خلال هيئة قصور الثقافة نصيبا اكبر من الخدمات الثقافية وقد حققنا ذلك بالفعل حيث خصصنا فلوس المهرجانات التي كانت تستحوذ عليها العاصمة لإقامة مهرجاناتها في مختلف أقاليم مصر الثقافية.
ليس ذلك فقط بل سعينا في هذا الاتجاه إلي تحقيق نوع من التكامل بين مؤسسات الدولة العاملة في المجال الثقافي حيث لابد من وجود مشروعات مشتركة مثلا بين الثقافة والتربية والتعليم والثقافة والجامعات والثقافة والآثار ثم الثقافة والإعلام. ثم أيضا السعي نحو ضرورة أن يكون فيه نوع من التعاون والانفتاح علي منظمات المجتمع المدني والمرتبطة بالمجال الثقافي. وأيضا دعم الصناعات الثقافية مثل صناعة الكتاب والنشر والسينما والموسيقي والغناء، بالاضافة إلي التعاون مع الغرف الصناعية المسئولة عن هذه الأنشطة. وذلك بهدف تطوير هذه الصناعات؟!
ودعني هنا أسألك من وجهة نظرك.. كم تحقق مما وضعته في خططك وأنت في المنصب؟!
لا أستطيع أن أحدد لك نسبة بعينها. وأنت تعرف أنها فترة كانت غير كافية للحكم علي هذا التوجه. ولكنك تستطيع أن تقول انه كانت هناك بوادر. خاصة فيما يتعلق بنشاط هيئة قصور الثقافة، وفيما يتعلق بكيفية إدارة المؤسسات الثقافية نفسها وفيما يتعلق بالتعاون مع منظمات المجتمع المدني. ودعني أقل انه لم يتحقق كل ما كنت أطمح إلي تحقيقه. وكنت أهدف في نهاية المطاف أن تكون هناك قواعد شفافة وواضحة خاصة في مجال التعاون والتدعيم.
ديمقراطية الثقافة
وهل هذه الخطوط العريضة لسياستك التي وضعتها لتحقيق ديمقراطية الثقافة.. يتم تنفيذ بنودها في ظل وزير الثقافة الحالي؟!
يجب ألا تسألني عن ذلك. وربما بالمتابعة أري أن هناك أشياء مما سعيت لتنفيذه يتم استكماله حاليا، علي سبيل المثال مشروعات سيناء. حيث أعلن الدكتور شاكر عبدالحميد وزير الثقافة الحالي عن استكمال الخطة المرتبطة بمحافظتي سيناء. وحتي عناصر العمل فيما يتعلق بديمقراطية الثقافة ذكرها عندما قدم رؤيته أمام لجنة الثقافة والإعلام في مجلس الشعب. وما قدمه لا يبتعد كثيرا عما سبق وذكرته لك عن رؤيتي في هذا الاتجاه.
وهل ليس بينك وبين الدكتور شاكر عبدالحميد وزير الثقافة الحالي أي حال من حالات الحوار. وذلك علي الأقل لتحقيق الصالح العام؟!
بعدما تركت الوزارة اتجهت للعمل في النشاط الأهلي وهو مجالي الأساسي الذي أعمل به منذ بداية السبعينيات. وقد عدت إليه مرة أخري. والحاجة الوحيدة التي تربطني بالوزارة حاليا هي كوني عضوا في اللجنة العلمية بدار الوثائق نظرا لتخصصي في هذا المجال. وقد صدر قرار وزاري بضمي إليها بعد حادث المجمع العلمي.
أنا والوزير شاكر
وهل لم تجمع حالات نقاش مع الدكتور شاكر ولو مرة واحدة؟!
نقاش في أصول العمل. لم يحدث. ولكن هناك بيننا اتصالات فقد هنأته في مكتبه بعد أداء اليمين. وفي كل مناسبة عامة نلتقي.
الدكتور عماد أبوغازي وزير الثقافة السابق حين نعود للحديث عن ديمقراطية الثقافة نسألك.. لماذا كانت هذه الديمقراطية مفقودة خلال النظام السابق؟!
دعني أقولك.. انني لا أستطيع أن أؤكد انها كانت مفقودة بالمعني الذي تريده. لأنه في نهاية عام 0102 وفي وجود فاروق حسني في الوزارة وضعت تصورا لخطة خمسية أثناء وجودي في المجلس الأعلي للثقافة بقطاعاته المختلفة، وقد عرضت علي آخر اجتماع لهذا المجلس في أوائل يناير قبل الثورة أي في عام 1102 وكانت تقوم في الأساس علي ديمقراطية الثقافة ربما داخل المجلس الأعلي فقط وليس علي مستوي الوزارة كلها. ودعني أقولك ان المشكلة الحقيقية التي كانت تواجه الوزارة ودورها في ظل النظام السابق، كانت في ذلك مثلها مثل الأحزاب محاصرة داخل مقرها حيث لم نستطع أن نمارس أي نشاط في الشوارع. وجزء أساسي من ديمقراطية الثقافة هو خروج الفن والابداع إلي الشارع والتحامه بالجماهير وهذا في تصوري يعتبر من أهم المكاسب التي تحققت بعد الثورة والفضل فيه إذن ليس لوزارة الثقافة ولكن لائتلاف الثقافة المستقلة والجهد الذي بذلوه في مشروع الفن الدائم والمستمر لمدة عام وبنجاح. ونحن بدورنا في الوزارة حاولنا أن نحقق قوافل الثورة الثقافية التي زارت عددا كبيرا من المحافظات، والذي كان منه جزء في الشوارع وفي المواقع العامة. كما دعمنا مشروعا آخر لائتلاف الثقافة المستقلة من الذين كانوا يزورون المحافظات ويقيمون فيها أنشطة ثقافية.
هل تم إلغاء مشروع مكتبة الأسرة بعد رحيل سوزان مبارك في أثناء توليك الوزارة؟!
هذا غير حقيقي. وأنا أعلنت في أكثر من مناسبة أن المشروع مستمر وأن وزارة التعاون الدولي سوف تدعمه ب8 ملايين جنيه ووصلت بالفعل إلي هيئة الكتاب من أجل المشروع. وأنا أؤكد لك ان هذا المشروع في وقت وجودي داخل الوزارة لم يواجه أي نقص في التمويل. بدليل ان الكتب تم طبعها وصدرت قبل افتتاح معرض الكتاب. لكن ربما ونظرا لتغيير اللجنة العليا المشرفة علي هذا المشروع فقد حدث تأخير في صدور هذه المطبوعات.
المسرح والسينما
وماذا عن جهودك في مجال تنمية المسرح والسينما في الفترة نفسها وخاصة بعد ثورة يناير؟!
أولا أود أن أوضح لك أن هناك فرقا كبيرا بين اهتمام الوزارة بالمسرح عن السينما.. حيث ان وزارة الثقافة تدير وتشرف علي عدد من الفرق الفنية وهي التابعة للبيت الفني للمسرح ودار الأوبرا وفرقها وبيت الفنون الشعبية. وكل هذه فرق تابعة للوزارة، وهي تعتبر لذلك المنتج الأساسي في مجال المسرح. وأريد أن أقولك في هذا السياق أن المسرح في الفترة الأولي من بعد الثورة كان كل موضوعاته قد اتجهت إلي الحديث عن الثورة وعن الحدث الكبير الذي وقع في مصر. ثم بدأت الفرق تعود رويدا رويدا لبرامجها المعتادة مع وجود بعض الأعمال المرتبطة بشكل أو آخر بالثورة.
وهل كنت راضيا عن هذا النشاط؟!
عايز أقولك ان وزير الثقافة ليس من اختصاصه أن يحدد لكل جهة خطة عملها. ومع ذلك فقد اتفقنا في هذه الفترة علي أن البيت الفني للمسرح تديره مكاتب فنية منتخبة من الفنانين ومن المديرين المنتخبين من الفرق. وهذه ربما كانت الخطوة الأولي نحو تحقيق مبدأ ديمقراطية الثقافة. وفي نفس الوقت فإن الحركة المسرحية داخل المجتمع بها مشاكل خاصة طوال السنوات الماضية بسبب انهيار المسرح المدرسي، لأنه من دون وجود تربية مسرحية. ومن دون وجود مسرح مدرسي من الابتدائي فلا يمكن أن نتحدث عن حركة مسرحية في المجتمع. ومع ذلك فإننا خلال العشرين عاما الماضية. قد شهدنا ظاهرة شديدة الأهمية وهي المسرح المستقل. وأنا اعتبرها الاضافة الأكثر أهمية في حركة المسرح المصري خلال ربع القرن الماضي. ورغم انه لم يكن يتبع الوزارة إلا أننا كنا ندعمه ومسرح الهناجر كانت الفكرة الأساسية وراء إنشائه أن يكون مقرا للفرق المسرحية المستقلة. ليس ذلك فقط، بل كانت لدينا فكرة إنشاء مسرح يختص بأنشطة هذه الفرق، وهو مسرح ملك وهذه الظاهرة مازالت مستمرة حتي اليوم وفي حالة انتعاش أكثر من ذي قبل. وفي الوقت نفسه كنا قد اتفقنا مع وزير التربية والتعليم السابق الدكتور أحمد جمال الدين موسي لتقديم مشروعات للمسرح من خلال المدارس. هذا بالاضافة إلي المشروع الموجود من الأول والذي يشرف عليه الفنان أحمد اسماعيل وهو مسرح الحرية. كما كان هناك مشروع آخر لتطوير المسرح في المدارس. وكان من المفترض أن تبدأ كل هذه الأنشطة مع بداية العام الدراسي الجديد ولكن ذلك لم يحدث لتلاحق الأحداث العامة.
وماذا عن السينما؟!
السينما بالنسبة للوزارة لها وضع مختلف. حيث يعتبر المركز القومي للسينما التابع للوزارة هو المهتم بهذا النشاط. والذي كان ينظم بعض المهرجانات السينمائية وينتج أفلاماً تسجيلية وقصيرة. ثم بالتعاون مع هيئة قصور الثقافة كانت تقام بالأقاليم عروض سينمائية. وعايز أقولك ان أهم خطوة تم تحقيقها في هذا المجال مع الجهات التي تم تشكيل مجالس إدارة لها. هو تكوين مجلس إدارة المركز القومي للسينما. وكان رئيس المركز عضوا في هذا المجلس. كما كان هناك اتجاه أن المهرجانات السينمائية تنظمها جمعيات أهلية، وكنت موافقاً تماما علي هذا الاتجاه، بل وكنت أسعي إلي تنفيذه بكل قوة. وبالتالي يصبح دور الوزارة هنا كداعم للمهرجانات وفقا لشروط بعينها وتضعها الوزارة، بل ويتم تقييم كل هذه المهرجانات سنويا لمراجعة ما نقدمه من دعم. وهذا تم تطبيقه في مهرجان السينما الافريقية في الأقصر والذي اختتم أعماله منذ اسبوع، مثل مهرجان الاسكندرية للسينما رغم ان جمعية أهلية هي التي تقيمه. والحاجة الأهم والتي كنت أنوي تحقيقها في المجال السينمائي واهتمام الوزارة به هو التعاون مع غرفة صناعة السينما وفي نفس الوقت مع نقابة السينمائيين.
وماذا عن ملامح هذا التعاون؟!
كان لدينا ملف كامل قدمته غرفة صناعة السينما وكانت الوزارة تسعي إلي تبني ما جاء فيه مع تطبيق بعض التعديلات التشريعية المطلوبة، بحيث يمكن للوزارة ان تقدم دعما لهذه الصناعة المهمة. أضف إلي ذلك السعي لتحقيق مبدأ حماية حرية الملكية الفكرية والتي تتعرض لقرصنة في الداخل وفي الخارج. وبالتالي كان علينا البحث عن تطوير الآلية التي تؤدي إلي حماية هذه الصناعة. ولايزال هذا الملف موجودا بالوزارة، وأعتقد انه سوف يتم تقديمه مرة ثانية إلي مجلس الشعب في دورته الحالية.
الكتب والمكتبات
وهل أوليت في فترة وجودك بالوزارة اهتماما خاصا بالكتب وبالمكتبات؟!
لقد افتتحت عددا من المكتبات ولن أدعي ان الفضل يعود إليَّ. وأنت تعرف ان ثمانية أشهر لا يمكن ان نبني فيها مكتبة. لقد كانت مكتبات معدة للافتتاح من قبل ان أتولي هذا المنصب. وقد أكتملت بعد أن توليت المنصب فتم افتتاحها.
وهل لم يكن في أجندتك الخاصة اهتمام بهذا الجانب؟
كانت لدي خطة يتم تطبيقها من خلال صندوق التنمية الثقافية مع التعديل الذي أدخلته عليها.. بسبب الظروف المالية التي يمر بها الصندوق وموارده في هذه الظروف جعلتنا نقبل علي تنفيذ أقل نموذج للمكتبة وبتكاليف قليلة. مثلا بخمسة ملايين جنيه، بدلا من إقامة مكتبة واحدة نقيم 5 مكتبات وهكذا. وهذا المبدأ طبقناه في مجال إنشاء قصور الثقافة. بحيث استفدنا من الأماكن المفتوحة في أية مساحة وبدأنا في استغلالها للأنشطة.. وفي الوقت نفسه رشدنا اعداد قصور الثقافة التي تحتاج إلي إعادة تأهيل. وطبقنا هذه الخطة علي 4 مواقع ثقافية كبيرة، وكانت قصور ثقافة قديمة وتم إعادة بنائها. وعايز أقولك ان صندوق التنمية الثقافية منذ ان بدأ نشاطه أسس أكثر من 021 مكتبة في القري والنجوع. وكان الأهم في هذه المنظومة بالنسبة لي هو ضرورة متابعة ما يحدث داخل هذه المكتبات وحتي لا يتم إغلاقها بعد افتتاحها ربما بأيام.
وماذا عن اهتمامك بقطاع العلاقات الثقافية الخارجية؟
ميزانية هذا القطاع يحصل عليها من وزارة الخارجية ودورنا خاص بالمرتبات التي يتقاضاها الموجودون في هذا القطاع من الوزارة.. وهذا يعني ان تمويل الأنشطة الثقافية الخارجية مصدره وزارة الخارجية.
وهل كنت تري ان دور هذا القطاع كان من الممكن أن ينمو أكثر لأداء مهام خاصة بعد الثورة؟
هذا القطاع قام بالفعل بدور كبير في هذا الاتجاه سواء من قبل الثورة أو بعدها. د. حسام نصار رئيس هذا القطاع لديه خطة وتصور وضعه في أوراق قدمها في يناير عام 1102، وأوضح فيها السباقات الثقافية التي تذهب إلي مناطق العالم المختلفة، وحسب المنطقة وعلاقتنا بها. إن لديه رؤية ويحاول تنفيذها ولو زدنا له الموارد فسوف يساهم ذلك في تعظيم نشاطه في هذا الاتجاه. وفي تصوري ان العائق الوحيد أمامه هو التمويل. وعدم وجود ميزانية تساهم في زيادة نشاطه. وأعود أقولك ان وزارة الخارجية تدفع سنويا مبلغا من المال لدعم أنشطة هذا القطاع.
الناس يحكمون
هل أنت راض عما قدمته من أعمال خلال توليك فترة الوزارة وبنسبة كام في المائة؟!
أنا لا يجب أن أحكم.. بل الناس هم الذين يقومون بذلك.
والسؤال بصيغة أخري.. ما العمل الذي قدمته وتفتخر به حتي بعد أن تركت هذا المنصب؟!
كانت لدي رؤية.. كما ساهمت في الخروج بالابداع إلي الشارع. كما انفتحت علي الجماعات الثقافية المستقلة ومنظمات المجتمع المدني العاملة في المجال الثقافي.
وهل لم تكن هذه الأنشطة موجودة من قبلك؟!
كانت موجودة بشكل ضيق. وبالتالي توسعنا فيها، مع اشراف أعضاء هذه الجمعيات في إدارة المؤسسات الثقافية، وكانت هذه خطوة كان من المفترض أن تتبعها خطوات أخري.
وما الأعمال التي نفذت في عهدك وأنت غير راض عنها؟!
يمكن وجود بعض الموضوعات التي كانت في حاجة إلي سرعة أكبر في تنفيذها، كان المردود سوف يكون أنفع وأحسن.
وما الاستفادة التي خرجت بها من توليك هذا المنصب خاصة في مجال الشأن العام؟!
الشيء الذي كنت بعيداً عنه وتحقق لي في هذه الفترة هو الاحتكاك بقطاعات أوسع في المجتمع، خاصة منذ وجودي بالمجلس الأعلي للثقافة، وأنت تعرف انه كان في الأصل عملا مركزيا ومقره القاهرة. وقد جاء هذا التصور من اعتقادي بأن وزارة الثقافة ليست وزارة للمثقفين ولا للنخبة وإنما هي لكل المواطنين، حيث تقدم لهم أنشطتها بكل شفافية وفي ظل ضوابط ومعايير واضحة للجميع، علي أن يكون هدفها الأساسي هو الحفاظ علي التراث والوصول إلي الخدمة الثقافية لكل المواطنين وأنا أعتقد انني وخلال فترة وجودي في الوزارة استطعت ان أنقل الثقافة إلي المواطن في القري والنجوع والمحافظات النائية، ثم تعلمت وعرفت ان هذا البلد مليء بالطاقات الابداعية وبالمواهب والراغبين الذين يسعون للثقافة وللخدمة الثقافية التي كانوا محرومين منها لسنوات طويلة.. رغم كل جهود السابقين من أيام الدكتور ثروت عكاشة وحتي اليوم، لأن مصر وللأسف هي دولة مركزية، منذ أن بني محمد علي الدولة الحديثة، هذه الاستفادة كانت بالنسبة لي نظريا ثم عشتها في الواقع.
حين نعود لحديث المنصب ونسألك من جديد.. هل كنت تتوقع استقالة الدكتور عصام شرف ؟!
الحكومة قدمت استقالتها مرة ورفضت. وكانت هناك بالطبع أسباب لذلك. وربما لا تسألني أنا عن ذلك، بل عليك بسؤال رئيس الوزراء د. شرف.
ما أعظم الأخطاء التي وقعت فيها وزارة الدكتور عصام شرف؟
لن أقولك عن ذلك، ودع الأمور للتاريخ.
وماذا كان عن موقع الثقافة واهتمامات رئيس الحكومة بها، من خلال ما كان يحدث في اجتماعات الحكومة السابقة؟!
عندما كلفني الدكتور عصام شرف بحقيبة الثقافة.. أخبرني بأن أهم ركنين عندي في الحكومة هما الاقتصاد والثقافة.
وهل هذا الاهتمام الذي أبداه رئيس الحكومة السابق ظهر بشكل حقيقي فيما كنت تطلبه؟
كل ما طلبته من دعم من مجلس الوزراء والمجلس الأعلي للقوات المسلحة في فترة وجودي بالوزارة حصلت عليه.
غير حقيقي
وأخيرا.. هل مازلت انت والدكتور جابر عصفور لكما اليد الطولي داخل الوزارة حاليا؟!
غير حقيقي.. غير حقيقي.. غير حقيقي.. لا بالتوجيه ولا بالإشارة ولا بالهمس ولا باللمز. ولا بأية وسيلة. وزي ما قلت لك من قبل لقد انتهت علاقتي بالوزارة يوم 02 نوفمبر عام 2011 وقد اعلنت فورا استقالتي ان وجودي بالوزارة وخروجي منها كان نهاية علاقتي بالعمل الحكومي لانه قد آن الاوان لأجيال جديدة اصغر مني تتولي ادارة مثل هذه الامور ومكاني الطبيعي في وسط العمل الاهلي والذي جئت منه.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.