عاطف زيدان لن اعلق علي القرار القضائي برفع حظر السفر عن المتهمين الاجانب في قضية منظمات التمويل الاجنبي في مصر.. لكن تبادل الاتهامات بين اثنين من اكبر قضاة مصر وتقديم اكثر من طلب احاطة وسؤال في مجلس الشعب وتخصيص المجلس جلسة لسماع ممثلي الحكومة.. ثم تصريحات المرشحين المحتملين لرئاسة الجمهورية والعديد من نواب الشعب يجعل الامر مطروحا للنقاش ولو من باب عرض التساؤلات التي تتردد علي ألسنة رجل الشارع ومنها ما الاسباب الحقيقية لتنحي هيئة المحكمة التي تم تكليفها بنظر القضية؟ وما سر التغير المفاجئ في الموقف السياسي المصري من " لن نركع " الي التزام الصمت وكأن الامر لا يعني الحكومة من قريب او بعيد حتي ان رئيس الوزراء رفض بعد ادائه صلاة الجمعة ابداء أي تعليق علي القرار . لقد اعادتنا عبارات الجنزوري القوية من عينة " لن نركع " و" لا نخشي أي تهديد " الي الزمن الجميل.. عندما كانت كرامة الانسان المصري في عنان السماء.. لكن فجأة وبلا مقدمات.. ذهبت تصريحات "الزعيم" الدكتور كمال الجنزوري والسيدة القوية الدكتورة فايزة ابو النجا في مهب الريح ومما يحز في النفس ما صدر عن القاضي المتنحي من تصريحات وما تبعها من رد رئيس محكمة الاستئناف ليتحول الامر الي سجال اعلامي واتهامات متبادلة. لقد فعلها الساسة كما يبدو ووقع فيها القضاة . اما ملايين المصريين الذين كانوا يحلمون بتحويل شعارات الثورة " عيش.. حرية.. كرامة.. عدالة اجتماعية " الي واقع ملموس فلم يجدوا مفرا من تجرع كئوس الحزن وهم يهمهمون : آه ياكرامتي !