محمد إمام خلف الله مع قرب موعد الانتخابات الرئاسية تعيش مصر حاليا حالات من الترقب المشوب بالقلق والتوتر لمعرفة هوية الرئيس القادم ومواصفاته حيث اختلفت جميع القوي السياسية والشعبية علي المرشحين الحاليين ولكنها اتفقت علي صفة مشتركة يجب توافرها في الرئيس القادم تحتاجها مصر لتعبر بها المرحلة الراهنة الي مستقبل واعد يحقق أهداف ومبادئ الثورة. وهذه الصفة تجمع بين القوة والرجولة التي يعرفها المصريون وتتميز بالحنكة السياسية وشجاعة العسكريين واصالة أولاد البلد وتواضع العلماء والمفكرين والادباء والفنانين وقادة الرأي وبساطة العمال والفلاحين والمساواة بين المسلمين والمسيحيين ومن هذا المنطلق وفي ظل البحث المضني علي رئيس يحمل معني الرجولة والقوة.. قفز الي ذهني شعار مصنع الرجال الذي تتزين به الكلية الحربية التي انتجت كل رؤساء مصر منذ ثورة 2591 وحتي ثورة 52 يناير 1102 حينما وقف الجيش مع الشعب ايد واحدة حاميا للثورة وخادما لشعبها كعادته مع كل ثورات مصر عبر التاريخ.. الأمر الذي دفع آلاف الشباب لسرعة الانضمام لمصانع الرجال بالقوات المسلحة احتراما لدور الجيش في الثورة وتلبية لشعار الجيش والشعب ايد واحدة وايمانا منهم بأن هذه المصانع لا تنتج إلا الرجال الذين سيدعمون الثورة في المستقبل. لقد عرف الشعب المصري عبر تاريخه وحضارته العريقة منذ مينا موحد القطرين الذي فطن الي تقسيم مصر فقام بتوحيدها كيف يختار رئيسه ولكن بعد نجاح ثورة 52 يناير واسقاط رأس النظام واركانه الفاسدة وتنامي الثورة المضادة التي نجحت في أحداث الانفلات الأمني والاعلامي والاخلاقي ودس الفتن والمؤامرات والمخططات الداخلية والخارجية لمنظمات المجتمع المدني الحكومية وغير الحكومية وتداخل انشطتها ما بين المشروع وغير المشروع وظهور بعض القيادات المهاجرة والناشطين السياسيين أصحاب النيولوك الغريب علي المجتمع المصري.. واختلاط الاوراق الثورية مع اوراق البلطجية ومحاولات أعداء مصر في الداخل والخارج لضرب الاستقرار وزرع الفتنة والوقيعة بين الثورة والشعب وقواتهم المسلحة عبر المواقع الاليكترونية والفضائيات الخاصة.. احتار الشعب المصري في ايجاد البوصلة التي تقوده إلي اختيار الرئيس القادم ولكن ذكاؤه الفرعوني والعربي والمسلم والمسيحي المتفرد في حضارته رفض توجيه عقله وضميره واستطاع في الآونة الأخيرة ان يحسم هذا الامر من خلال رفضه للعصيان المدني المدبر واحكام قضائه قبضته علي منظمات المجتمع المدني المشبوهة والممولة خارجيا أصحاب الضمائر الخربة متمسكا بالشرعية البرلمانية بجانب شرعية الميدان.. وبعودة الشعب في الآونة الأخيرة لوعيه ورشده اللذين فقدهما عقب تطورات الاحداث المريبة التي شهدتها الساحة المصرية مؤخرا وعبوره لنفقها المظلم متضامنا مع قواته المسلحة ورافضا لتقسيم بلاده الي اربعة سوف يحدد بإذن الله من هو الرئيس القادم لانه الشعب الذي لا يظهر معدنه الاصلي إلا وقت الشدائد والمحن.. فمصر لا يحكمها ابدا اشباه الرجال أصحاب بقايا الموائد الداخلية والاقليمية والدولية ومرحبا بالمصانع التي لا تنتج إلا الرجال والرؤساء.. ولا عزاء لعاشقي الدولار.