كشفت مباحث الجيزة بالتنسيق مع مصلحة الأمن العام عن التفاصيل الكاملة والمثيرة في حادث سرقة 8.2 مليون جنيه من مطبعة البنك المركزي بالهرم والتي تبين أن وراءها مسئولة الخزينة بقسم التشطيب فادية عبدالحليم الشرقاوي الحاصلة علي دبلوم التجارة وتعمل بمطبعة البنك المركزي منذ 52 عاماً وتتقاضي راتبا شهرياً 9 آلاف جنيه بخلاف الحوافز والحاصلة علي لقب مصرفي ممتاز بالمطبعة.. تبين لفريق البحث الذي ضم 91 ضابطاً من مباحث الجيزة ومصلحة الأمن العام بإشراف اللواء حبيب العادلي وزير الداخلية وقيادة اللواء عدلي فايد أن المتهمة من أسرة ثرية ومتزوجة من محاسب ولديها ولد في كلية الهندسة وبنت في الصف الثاني الثانوي وتدير جمعيات مع زملائها يتم قبضها كل أول شهر ويصل إجمالي الجمعيات 021 ألف جنيه ورغم الرقابة الصارمة التي تحكم نظام العمل داخل المطبعة خاصة الخزينة التي يتولي إدارتها 6 أفراد منهم 3 سيدات بينهن المتهمة يعملن في الفترة الصباحية و3 رجال في فترة الظهيرة وحتي الحادية عشرة مساء ويتم استبدال أعضاء الوردية الثانية كل شهر ولا تفتح الخزينة إلا بحضور المسئولين الثلاثة يومياً إلا أن المتهمة تمكنت من سرقة النقود والخروج بها من خلال عدة بوابات تفتيش ومراقبة بسبب التراخي والاستهتار في الرقابة الذي يستحيل مع تطبيق بنوده سرقة أية أموال. وأن المتهمة أخذت 8.2 مليون جنيه من بين كراتين أموال بداخلها 572 مليون جنيه كانت بالخزينة وقت السرقة. وقد بدأت الأحداث ببلاغ تلقته مباحث الجيزة في 3/5/0102 باختفاء 008 ألف جنيه من خزينة قسم التشطيب بمطبعة الأموال التابعة للبنك المركزي بالهرم. اهتمت وزارة الداخلية ومديرية أمن الجيزة بإشراف اللواء مساعد أول الوزير لأمن الجيزة بالبلاغ وكشفت المعاينة الأولية أن النقود اختفت يوم 12/3 أي قبل البلاغ بحوالي شهر ونصف وكشفت لجنة مشكلة من البنك المركزي اختفاء مليوني جنيه أخري من نفس الخزينة التي تقع في نهاية صالة كبيرة تسمي صالة التقطيع حيث توجد أحدث ماكينة لتقطيع أفرخ الأوراق المعدة للطباعة، وأثبتت المعاينة أن الخزينة عبارة عن حجرة بابها مصنوع من الحديد الفولاذي وكذلك النافذة ولا توجد آثار عنف أو دخول غير مشروع مما يؤكد أن السرقة داخلية. كانت مهمة رجال المباحث شاقة وازدادت صعوبتها عندما تبين أن معظم العاملين بالمطبعة من الأقارب والأصهار ويتردد علي منطقة الحادث عدد كبير من الموظفين والعمال بينهم العاملون بقسم التشطيب وقسم التقطيع وعمال »العتالة« الذين يقومون بدفع عربات حديدية توضع عليها الأموال بعد الطباعة لنقلها من صالة التقطيع إلي قسم التشطيب ثم وضعها في الخزينة.. تم حصر 053 عاملاً وموظفاً وفحصهم وإجراء التحريات عنهم ومناقشتهم، وتبين أن الخزينة يتم فتحها صباحاً بحضور المسئولين الثلاثة ومندوبين من قسم التشطيب والأمن وعقب انتهاء الوردية يقوم كل موظف بوضع المفاتيح في مظروف وتسليمه للأمن يعود لاستلامه مع بدء الوردية الجديدة. كانت بداية الكشف عن الجريمة معلومات من موظفات المطبعة أن المتهمة تشرف علي جمعية مع زملائها تضم 01 سيدات وأن بعضهن قبضن الجمعية وأنفقن جزءاً من النقود وتبقي معهن جزء فتم جمع النقود وعثر علي 45 ألف جنيه ورقات مالية فئة 001 و002 جنيه تحمل أرقام النقود المسروقة وبمناقشة المتهمة ومشاهدة كاميرات المراقبة بالمطبعة أظهرت الصور المتهمة وهي تخرج من غرفة الخزينة ومعها كيس بلاستيك ثم خروجها في اليوم التالي وهي تحمل حقيبة يد منتفخة.. وتبين أن المتهمة تعرفت علي جواهرجي بالساحل يدعي شحاتة متري منذ 3 سنوات وأنها تشتري منه المشغولات لبيعها بالتقسيط وتحقيق أرباح لكن تراكم عليها للصائغ مبلغ 7 ملايين جنيه وهددها بإيصالات الأمانة فلجأت إلي الجريمة.