وصف عمرو موسي في مؤتمره الصحفي يوم السبت الماضي الوضع في مصر بأنه مخيف، ويهدد السلام الاجتماعي، وهناك محاولات لهدم مؤسسات الدولة المصرية قائلاً إنه يشعر بالأسي والحزن لما تمر به مصر الآن من ظروف صعبة، ومرحلة خطيرة تتصاعد فيها الفوضي بشكل يهدد الاستقرار دون دور فعال لمؤسسات الحكم. وأصبح المواطن كما أكد موسي يشعر بأن أحواله ساءت في جوانب عدة، والثوار يشعرون بدورهم بأن شيئا من أهداف الثورة لم يتحقق، وأن النظام السابق لايزال يتحكم في مفاصل الحكم وإدارته، وأن انتقال السلطة إلي سلطة مدنية منتخبة تأخر كثيرا، بل يخشي البعض ألا يتم. ولم يبالغ موسي عندما أبدي تخوفه من استمرار انهيار الأمن، وترنح الاقتصاد مما يهدد بوصوله إلي نقطة اللاعودة. ما قاله عمرو موسي قاله ويقوله كثيرون في هذه الأيام. كما أن التصدي لهذا الخطر من وجهة نظره لا خلاف عليه فهو نفسه ما نردده ويردده الآخرون قبل قرار المجلس العسكري بفتح باب الترشح للرئاسة في 10مارس القادم. وبعد صدور هذا القرار الذي طال انتظاره سمعنا جديداً من المترشحين للمنصب ينصب علي ما ينوي كل واحد منهم في حال فوزه التركيز عليه في برنامجه الانتخابي. في حديث صحفي لعمرو موسي منذ يومين تنقل فيه بين أولويات برنامجه بالنسبة للقضايا الداخلية وللقضايا الخارجية معاً. بالنسبة للأولي وعدنا المترشح للرئاسة ببناء ديمقراطية كاملة مع القيام بإصلاحات أوسع وتعزيز التنمية الاقتصادية والاجتماعية. الديمقراطية كما يراها موسي يجب أن تكون ديمقراطية أكثر عمقًا وانتشاراً لتشمل حقوق الإنسان والحريات الأساسية والفصل بين السلطات واستقلال القضاء و.. و.. ثم توقف أمام حقيقة مؤسفة جداً لا يستطيع موسي تجاهلها وهي أن 50٪ من سكاننا يعيشون حول أو عند خط الفقر، وهو ما يوجب التصدي لهذه الحقيقة وجعلها محور كل سياساتنا الداخلية والإقليمية والخارجية. وأرجع موسي ماحدث إلي تأثير الاضطرابات الحالية والمستمرة منذ شهور عديدة علي الاقتصاد، وأضرت بشدة قطاعاته الأساسية مثل السياحة والاستثمار مما أدي إلي ارتفاع معدلات البطالة. لا تكفي الإشارة إلي هذه الكارثة وأسبابها، فالأهم هو ماذا في استطاعتنا عمله للتصدي لها ومكافحتها بهدف إنقاذ 50٪ من المصريين من ويلات الفقر الذي وصلوا إلي ما تحت خطه؟! وبحثاً في حديث عمرو موسي مع الزميلة "اليوم السابع" عن إجابة هذا السؤال بالغ الأهمية، توقفت أمام ما قاله: [إن انتخاب رئيس للجمهورية سيكون رسالة للجميع أن مصر ستعود كدولة، ومستعدة للعمل]. وبشيء من التفسير تعهد مترشح الرئاسة بإعادة دوران عجلة الإنتاج والاقتصاد إلي أكثر مما كانت عليه، والقضاء علي المحسوبية التي أرجع لها العديد من مشاكل مصر الاقتصادية، رافعاً شعاراً مثيراً يؤكد : »لا رجعة لأيام الأصدقاء والمقربين«. قد يري البعض أن أولويات البرنامج الإصلاحي الداخلي لعمرو موسي هو نفس ما سمعناه من المترشحين الآخرين. وهذا واقع نسمعه ونقرأه ونشاهده. ولعل هذا هو سبب مروري مرور الكرام علي اهتمامات موسي بالقضايا الداخلية، لكنني في الوقت نفسه توقفت طويلاً أمام أولوياته بالنسبة للقضايا الخارجية التي قد لا ينافسه المترشحون الآخرون في الخبرات التي اكتسبها في هذا المجال منذ تخرجه في كلية الحقوق والتحاقه بالخارجية وصعوده درجة بعد أخري إلي أن وصل إلي ما وصل اليه.