ىاسر قطامش حدثنا العائش علي الهامش .. قال : أصبت باكتئاب شديد / بسبب أحداث بورسعيد / وطارت أفكاري كالحمامة / ولم أجد ما أكتبه في المقامة / وشعرت بدوخة وإعياء / فاتصلت بخدمة العملاء / في موبينيل وفودافون واتصالات / وسألت عن موبايل عبد الناصر أو السادات / واتصلت بالرئيس جمال عبد الناصر / فقال وهو ثائر / ماذا يحدث يا ياسر / في بورسعيد الباسلة ؟! / والله إنها لمكيدة سافلة / أو قل إنها مؤامرة / وليس ماتش كرة / فقلت : ماذا نفعل يا ريس ؟ / فقال : أنتم تحتاجون لمهندس / يعيد بناء الأخلاق / والفكر الخلاّق / فالعيب فيكم أنتم / انظروا كيف كنتم / وإلي أي حال صرتم ؟! / وتوجد أصابع خفية / أمريكية صهيونية / تريد الوقيعة / وتتخذ من الثورة ذريعة / حتي تنهار المؤسسات / وتشتعل الفتنة بين الطبقات / والعلاج يتلخص في كلمات / وهي الإسراع في المحاكمات / والقصاص خلال أيام / وليس خلال أعوام / علي مبارك وكل فاسد / من باشوات العهد البائد / ولا مفر ولا مناص / من الإعدام رميا بالرصاص / ولابد من أحكام رادعة / مادامت توجد أدلة قاطعة / ولا تنسوا تأميم الشركات / ومصادرة التركات / التي كونها مبارك وشركاه / علي حساب الفقراء والحفاة / وافرضوا الحراسة / علي من عاونه من الساسة / ولا ترحموا أتباعه / ومن يشاكس اقطعوا له ذراعه / وأسرعوا لتتغلبوا علي النكسة / جتكم 200 وكسة / وفجأة انقطع الاتصال / ورن الموبايل ثانيا في الحال / وقال المتحدث بصوت لا أنساه / بسم الله / أيها الأخوة و الأخوات / أنا الرئيس المؤمن محمد أنور السادات / كبير العائلة المصرية / وأحملكم جميعا المسئولية / وأبلغ يا ابني المشير طنطاوي / بأن العلاج المداوي / لما أنتم فيه من البلاوي / هو عدم التفريط أوالتهاون / في حقوق أي مواطن / يريد الأمن والأمان / والعيش باطمئنان / ولن تستقيم الأمور / ولن يعود النور / مادامت النار متأججة / علي أيدي محترفي البلطجة / وقطع الطرق والسرقات / والتخريب والاختطافات / والمشاغبات والاشتباكات / والإضراب والمظاهرات / وأبلغ القوات المسلحة / أن تجعل عيونها مفتّحة / وترسل دوريات / من الدبابات والمدرعات / لتجوب الميادين والطرقات / وتضرب في المليان / كل خسيس وجبان / لردع من استهان / بحرمة مصر / حتي يتم النصر / علي كل من تسوِّل له نفسه الدنيئة / الاعتداء علي النفوس البريئة / ولابد من فضائيات معقّمة / لا تنشر الأفكار المسمَّمة / ولابد من تفتيت المافيا ومراكز القوي / في الفضائيات المشبوهة الهوي / والتي تلوث الهوا / أما النشطاء المصابون بالبَله / ويثيرون الفتن والبلبلة / فيجب أن نقطع لسانهم / اللي متبري منهم / ونحاكمهم ونعاقبهم ونحبسهم / فإن الله لا يغير ما بقوم حتي يغيروا ما بأنفسهم / يعني باختصار لابد من الردع / وبعض القسوة والقمع / وإليكم بيت شعر قديم / لشاعر حكيم / فتذكّروه دائما / ( وقسا ليزدجروا ومن يكُ حازما / فليقسُ أحيانا علي من يرحمُ ) / وطبقوا هذه الحكمة تسلموا / وبعد لحظات / أيقنت أن ما فات / مجرد خيالات / وهلوسة وتهيؤات / لأني لم أجد موبايل عبد الناصر أو السادات / وأهيب بالقراء والقارئات / ومن يعرفه منكم يا حضرات / أن يتصل بي في الأخبار / لتكسبوا يا شطار / شهادة بتقدير امتياز / مع لتر بنزين و أنبوبة بوتاجاز.