مصادر دبلوماسية تكشف موعد الهجوم الإسرائيلي على لبنان    يديعوت أحرونوت: إيران تسارع الخطى لمساعدة حزب الله لمواصلة هجماته على إسرائيل    رسميًا | منتخب امريكا مستضيف البطولة يغادر الكوبا بشكل رسمي من دور المجموعات.    ملف يلا كورة.. موقف ثنائي الأهلي من الأولمبياد.. رحيل لاعب الزمالك.. وأزمة بيراميدز    تطور مفاجئ في أسعار الذهب قبل ساعات من كلمة رئيس البنك المركزي الأمريكي    الثانوية العامة 2024... رفع تراكمات القمامة بمحيط لجان الثانوية العامة بالشرقية    مفاوضات مع جورج كلوني للانضمام إلى عالم مارفل    محافظة الجيزة: تحرير 10 محاضر لمحال غير ملتزمة بالمواعيد المقررة للغلق بالهرم    فودة يفتتح أول مطعم أسيوي بممشي السلام في شرم الشيخ    طرح شقق الأوقاف 2024.. المستندات المطلوبة وشروط الحجز    روسيا تدعو إلى النظر في إنهاء العقوبات الدولية المفروضة على كوريا الشمالية    إصابة 30 راكبا جراء مطبات هوائية خلال رحلة من إسبانيا إلى أوروجواي    واشنطن تفرض عقوبات على منظمات غسيل أموال في المكسيك والصين    نتنياهو: المرحلة الرئيسية من الحرب ضد "حماس" ستنتهي قريبا    خالد داوود: أمريكا قررت دعم الإخوان بعد أحداث 11 سبتمبر    كوبا أمريكا.. أوروجواي 0-0 أمريكا.. بنما 0-0 بوليفيا    ردة فعل غير متوقعة من بيراميدز تجاه ثروت سويلم    أحمد حجازي يحسم مصيره مع اتحاد جدة.. ويكشف تفاصيل عرض نيوم السعودي    برلمانية: تنفيذ توصيات الحوار الوطني أولويات على أجندة الحكومة الجديدة    مصرع وإصابة 5 أشخاص في حادث تصادم بالأقصر| صور    تزامنًا مع أولى الجلسات.. اعترافات المتهم بذبح طفل شبرا الخيمة    خلال أيام.. البترول تعلن مفاجأة بشأن إلغاء تخفيف الأحمال نهائيا في فصل الصيف (تفاصيل)    رئيس حزب «الغد»: يجب على الحكومة الجديدة إعطاء الأولوية لملفي الصحة والتعليم    الفنان أحمد أمين: سعيد جدا إنى أكون رئيس مهرجان نبتة الأول للأطفال    أرملة عزت أبو عوف تحيى ذكري وفاته بكلمات مؤثرة    «الإفتاء» توضح حكم تغيير اتجاه القبلة عند الانتقال إلى سكن جديد    الأزهر يعلن صرف الإعانة الشهرية لمستحقي الدعم الشهري اليوم    مخاطر الأجواء الحارة على مرضى الصحة النفسية.. انتكاسة العقل    3 مشروبات عليك تجنبها إذا كنت تعاني من مرض القلب.. أبرزها العصائر المعلبة    حيل ونصائح تساعد على التخلص من النمل في المنزل بفصل الصيف    متى تنتهي أزمة نقص الدواء في مصر؟..البرلمان يجيب    «الأرصاد»: ارتفاع جديد في درجات الحرارة ذروته الخميس وتصل ل45 درجة    قضايا الدولة تهنئ المستشار عبد الراضي بتعيينه رئيسًا لنيابة الإدارية    الزمالك يتقدم بشكوى رسمية لرابطة الأندية ضد ثروت سويلم    «نيبينزيا» يعطي تلميحا بإمكانية رفع العقوبات عن طالبان    جامعة الأزهر تعلن تسخير جميع الإمكانات لتنفيذ أهداف التنمية المستدامة    الجيش الإسرائيلي يعلن مقتل أحد جنوده وإصابة آخر في انفجار قنبلة بالضفة الغربية    ناقد فني: شيرين تعاني من أزمة نفسية وخبر خطبتها "مفبرك"    فى ذكرى ميلاده ال«80».. وحيد حامد الذى «كشف المستور»    ماذا طلبت الإعلامية سهير جودة من نقيب المهن التمثيلية بشأن دار المسنين؟ (فيديو)    النيابة تستعلم عن الحالة الصحية ل 7 أشخاص أصيبوا في سقوط مصعد بالمهندسين    تهانينا للنجاح في امتحانات الدبلومات الفنية لعام 2024    أمين الفتوى يحسم الجدل عن الهدايا بعد فسخ الخطوبة: لا ترد إلا الذهب    موعد الإعلان عن الحكومة الجديدة وأداء اليمين الدستورية.. أحمد موسي يكشف (فيديو)    نكبة 30 يونيو.. الحصاد المر والعلاج "الأمرَّ"    عبدالله جورج: الزمالك سيحصل على الرخصة الإفريقية    دولتان تتصدران مشتريات خام الأورال الروسي في يونيو    تعرف على توقعات برج الثور اليوم 2 يوليو 2024    برلماني: المكالمات المزعجة للترويج العقاري أصبحت فجة ونحتاج تنظيمها (فيديو)    وظائف خالية بهيئة الإسعاف المصرية.. «تفاصيل وطريقة التقديم»    العالم علمين| عمرو الفقي: المهرجانات محرك أساسي لتنشيط السياحة وترويج المدن الجديدة.. وتخصيص 60% من أرباح مهرجان العلمين لفلسطين    الوصول ل "زايد والهرم وأكتوبر" في دقائق.. 20 صورة ترصد محور 26 يوليو الجديد    ميدو: الكرة المصرية تستند على لوائح جار عليها الزمن    تنسيق الثانوية 2024.. تعرف على أقسام وطبيعة الدراسة بكلية التربية الموسيقية حلوان    استخراج الجثة السابعة لفتاة إثر انهيار منزل بأسيوط    انطلاق فعاليات المسح الميداني بقرى الدقهلية لاكتشاف حالات الإصابة بالبلهارسيا    أمين الفتوى عن الهدايا بعد فسخ الخطوبة: «لا ترد إلا الذهب»    غدا.. "بيت الزكاة والصدقات" يبدء صرف إعانة يوليو للمستحقين بالجمهورية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



د. سمير نعيم عميد آداب عين شمس وأستاذعلم الاجتماع:
ثورة يناير .. أجهضت
نشر في الأخبار يوم 06 - 02 - 2012


. سمىر نعىم اثناء حواره مع » الأخبار«
الصراع الحقيقي.. بين عصابات النهب والسلب.. وبين الشعب المصري
مصر تعرضت للتشويه.. وانعكس ذلك علي المواطن المصري فظهرت تناقضاته
ضبابية.. وغموض.. تلوح أمام أعين وعقول المصريين.. أشكال مختلفة من الاعتراضات تغطي الشارع المصري.. مرة بقذف الحجارة وزجاجات المولوتوف.. ومرة ثانية بادعاء التسمم وأخري بافتعال وارتكاب المناوشات والمشاجرات بين المتظاهرين وبين قوات الشرطة والجيش.. وانتهت بارتكاب جريمة العصر.. بقيام الأحداث من صغار السن بالاعتداء علي المجمع العلمي.. وإحراق كنوزه وآثار مصر العظيمة.. وتبديد خزائنها من الثقافات المختلفة..
التحمت الأشياء.. وتشابك الحابل بالنابل.. والكل يتساءل.. ماذا يحدث في مصر الآن؟
مَنْ ضد مَنْ؟.. مَنْ الجاني.. ومَنْ المجني عليه؟.. أين ثوار الثورة الحقيقيون الذين قاموا بأعظم ثورة في تاريخ مصر؟
فمن البديهي.. ان ما يحدث الآن.. من أفعال إجرامية يقوم بها البلطجية وقطاع الطرق وأطفال الشوارع والمؤسسات العقابية.. لا علاقة له بجوهر ثورة 52 يناير المجيدة.
ما يحدث الآن من مهاترات.. واعتداءات عشوائية.. له ألف مغزي.. وألف هدف.. وأكثر من أيد مريبة تشترك في محاولة مستميتة لضياع مصر..
والسؤال.. ما الذي سيترتب من تلك الأفعال المشينة علي مستقبل مصر وثورتها؟
التقت الأخبار مع الدكتور سمير نعيم عميد كلية الآداب بجامعة شمس وعميد كلية الآداب بجامعة المنوفية.. وأستاذ علم الاجتماع.. والحاصل علي الدكتوراه في علم الإجرام الاجتماعي من جامعة كاليفورنيا بالولايات المتحدة.. والماجستير من قسم الدراسات النفسية والاجتماعية من كلية الآداب.. والحاصل علي جائزة جامعة عين شمس التقديرية عام 7002.. وطرحت عليه تساؤلات.. ليجيب عنها في حوار مباشر وتحليل.. لما يجري حولنا من متناقضات وغرائب سياسية تتعارض مع المنطق والعقل.
من اغتصاب وتحرشات للفتيات.. والقيام بسحلهن بوحشية!! وحرق ممتلكات الدولة.. ومحاولة ضياع هيبة مصر ممثلة في أجهزتها التنفيذية والتشريعية.
ما هي حقيقة الموضوع..؟ ومن وراء ذلك؟.. ومن الذي يعبث بأقدار مصر.. ومستقبلها؟
فهل ضاعت البوصلة التي توجه مصر إلي الطريق الصحيح من بين ايدي أبنائها الشرفاء.. وقواها السياسية المتعددة فماذا قال؟
وضعت نصب عينيك هدفا رئيسيا.. ان يكون بحثك.. وفكرك وحياتك في خدمة الإنسان المصري.. من أجل الارتقاء بوعيه.. ومحاربة عوامل التزييف المتعددة.. التي تحيط به حتي يخرج من حالة السبات العقلي التي اصابته.. وينفض عن روحه وعقله غبار الغفلة.. والتخلف.
في رأيكم.. ما هي آثار المتغيرات التي حدثت في المجتمع المصري خلال حقبة السبعينيات.. علي القيم الاجتماعية والتنمية الاجتماعية في مصر بأبعادها الاقتصادية والاجتماعية والسياسية في المجتمعات العربية عامة.. وفي مصر بشكل خاص؟
طرحت تساؤلي.. »الانفتاح السداح.. مداح«
قال: خلال الفترة التي امتدت 04 سنة.. والتي بدأت بما اطلق عليه سياسة الانفتاح الاقتصادي.. والذي اطلق عليها كثير من الاقتصاديين تسمية »سياسة الانفتاح السداح مداح« وكان المقصود بهذا ليس عملية الانفتاح الاقتصادي علي النظام الرأسمالي الرشيد.. ولكن الانفتاح بشكل عشوائي حدثت فيه تجاوزات شديدة وكونت معها مجتمعات طفيلية.. هذه الفئات التي بدأت بضرب الصناعة الوطنية.. والاعتماد علي الاستيراد من الخارج.. أو ما يطلق عليه في علم الاجتماع »الطبقة الرأسمالية الكومبرادلية« وتعني الذين يعملون بالتوكيلات أو وكلاء الشركات الأجنبية الخارجية الذين يستوردون الأشياء البسيطة أي سماسرة.. حتي وصل بنا الحال إلي استيراد فانوس رمضان من الصين.. وهذه الفترة امتدت من السبعينيات حتي تولي حسني مبارك.. فأخذت تسوء الأحوال أكثر فأكثر حتي شهدت هذه الفترة عملية تجريف كامل لكل مقدرات مصر.. قام فيها نظام مبارك ببيع القطاع العام وكسبوا أموالا طائلة من وراء ذلك.. باعوا أراضي الدولة.. نهبوا البنوك بالاستيلاء علي مليارات الجنيهات بالقروض، وانهار التعليم.. وانهارت الصحة والمواصلات.. كنتاج للفساد.. المنتشر في كل مكان، وأدي ذلك.. إلي ازدياد الفجوة بين الفقراء.. والأغنياء فأصبح 04٪ من المصريين تحت خط الفقر، 09٪ يحصلون علي نسبة ضئيلة من حقوقهم، 5٪ يحصلون علي كل شيء.. وهنا حدث الانقسام الحاد الذي لم يكن موجودا من قبل.. ترتبت عليه تأثيرات سيئة علي مصر وبشكل خاص علي الإنسان المصري.. فمن الطبيعي ان أي شخصية هي نتاج للظروف الاجتماعية التي تعيش فيها.. والظروف تخرج من الإنسان أجمل ما فيه.. وأيضا أسوأ ما فيه.
ويضيف قائلا.. ونظام مبارك وعصابته أفرزت أسوأ ما في الإنسان المصري.
وأزاحت كل القيم الايجابية من المجتمع.. الذي كان قد بني عليها المجتمع المصري سابقا.. وقامت بتجريف كل القيم الجميلة وعندما قامت ثورة 52 يناير اثبتت ان الإنسان المصري معدنه جيد.. واخرجت من داخله قيما هائلة..
وقد قمت بعمل دراسة للفترة من 52 يناير وحتي 11 فبراير وحللت الموقف واسميتها »مجتمع التحرير مصر الفاضلة«.. ورأيت ان مجتمعنا المصري.. هو المدينة الفاضلة ففي المساواة بين الرجل والمرأة.. فيه تكامل.. فيه الروح الجماعية.. الكل يتقاسم كل شيء مع بعضهم.. الطعام.. والعالم كله رصد في فيلم تسجيلي وكان عنوانه »الثورة الضاحكة« رصدوا سلوكيات المصريين في ميدان التحرير.. والذي تم عمل مسرح وطرب وثقافة.. وأيضا اقاموا متحفا عرضوا فيه غنائم موقعة الجمل.. وخرج الشباب لتنظيف الميدان.. ودهان الأرصفة.. هذا هو المعدن الحقيقي للإنسان المصري الذي تجمعت قوي الشر الداخلية والخارجية تحاول ان تجهض ثورته..
القوي المضادة للثورة
لك دراسات.. وأبحاث خاصة بالسلوك الإجرامي.. و علاقته بالقانون.. والبناء الاجتماعي وتأثير البيئة الاجتماعية.. والعلاقات الاقتصادية والانتماءات الطبقية.. وما يرتبط بها من سلوكيات جانحة.. أو منحرفة.. أو إجرامية.
كيف يتم احتواء قيم.. وايدلوجيات العنف في مصر الآن؟
أنا ضد الدعاية الكاذبة والمضللة التي تقول ان مصر تحولت بعد الثورة إلي حالة من الفوضي.. والعنف.. يوجد فوضي.. وبلطجة.. ولكن ليست نتاجا للثورة.. وإنما يعود هذا العنف إلي القوي الشريرة المضادة للثورة.. فتوجد قوي داخلية.. وقوي اقليمية وقوي عالمية.. تحاول إجهاض ثورة يناير.. ففي نظام مبارك السابق كانت توجد طبقات أو فئات عملت اقتصادا اطلق عليه الاقتصاد النهبوي الفوضوي وهم طبقة رجال الأعمال.. استولوا علي شركات القطاع العام واشتروها بأرخص الأسعار.. وكونوا ثروات هائلة.. هؤلاء لا يريدون الآن ان تنجح الثورة.. وهؤلاء معهم المليارات المنهوبة من مصر.. وإذا كان ما بداخل ليمان طرة هم »الفلول«.. فهؤلاء هم النظام كامل والمسيطر علي كل أجهزة الدولة.. ومازال موجودا ونجاح الثورة يجردهم من امتيازاتهم.. وهم الذين يستأجرون البلطجية لنشر الفوضي.. والتسيب.. وإسقاط الثورة.. فمصر لن تعود إلي ما كانت عليه قبل ثورة 52 يناير.. لقد كسر الشعب حاجز الخوف والاستغفال.. والايدي الخفية التي اخرجت بلطجية ماسبيرو.. وبلطجية شارع محمد محمود.. هم أعداء الثورة.
تشويه بفعل فاعل
باعتباركم عالم اجتماع.. له فكر نقدي جديد في عالم الاجتماع العربي.. كيف تصنف الشخصية العربية والمصرية علي وجه الخصوص؟
شيء طبيعي ان مصر تعرضت للتشويه بفعل فاعل عبر تاريخها الطويل.. وحتي اليوم.. ومازالت تتعرض للتشويه.. لأن مصر قدرتها وامكاناتها من الممكن ان توصل بها إلي ان تصبح قوي عظمي وهم يدركون ذلك.. ومن الطبيعي ان ما يحدث من تشوهات ينعكس علي الإنسان المصري.. وهذه التشوهات تحدث تناقضا شديدا في الإنسان المصري ما بين خصائص جيدة.. وخصائص سيئة.. وتجد صفات متناقضة كالشجاعة والجبن.. وعندما قامت ثورة 52 يناير والتي حدثت كنتاج للكبت والقهر والذل.. كل هذا فجر عند الإنسان المصري طاقات هائلة.. وخرجت معها أجمل ما في داخل هذا الأنا وهذه الشخصية لقد أصبح الإنسان المصري علي درجة عالية من الوعي.. هذا المصري الذي كان يرفض الذهاب للانتخابات.. عندما شعر بقيمته شارك في الانتخابات بنسبة عالية من الأصوات.
أيضا.. لابد أن تربط ما يحدث في مصر بالمنطقة العربية التي يحدث فيها الآن ما يسمي بالربيع العربي.. ثورات متلاحقة بدأت بتونس وليبيا واليمن.. انتفاضات وسوف يحدث ذلك ايضا في الآراء هناك تحدث حركات نضالية وفي أمريكا وانجلترا وفرنسا واسبانيا واليونان.. أخذوا شعارات الثورات العربية وعملوا ميادين تحرير.
إسقاط النظام
لك مؤلف حديث عن ثورة 52 يناير.. ماهي أهم الجوانب لتلك الثورة؟ وما هي سلبياتها وايجابياتها..؟ ولماذا لم تحقق أهدافها حتي الآن؟
يوم 11 فبراير أعلن عمر سليمان تخلي حسني مبارك عن منصبه واسناده إلي المجلس العسكري الأعلي لإدارة شئون البلاد.. وحتي اليوم ونحن نقترب إلي مرور سنة علي ذلك.. ولم يحدث شيء.. فلو سارت الأمور علي ما يرام وحسب ما توقع الثوار أو المواطنين.. لوضعت مصر قدميها علي طريق التقدم والنهضة والمكانة الدولية..
وهل يعني هذا انك تدين المجلس العسكري؟
طبعا.. أدينه وبشدة.. فالأحداث الخاصة بثورة يناير أجهضت.. وأولها اسقاط النظام.. والنظام هنا لا يعني مجرد أفراد.. النظام ليس مبارك.. ولكن النظام منظومة والنظام مازال قائما حتي الآن.. وليس النظام السابق هم المجموعة الموجودة داخل ليمان طرة.. فالنظام قيم سياسية وأساليب عمل.. وهذا النظام تحرك كما هو ولم يمس حتي الآن..
ويضيف قائلا.. وعندما سقط نظام مبارك.. كان يجب ان يسقط النظام كله.. كذلك الشهداء والمصابون الذين سقطوا من أجل الثورة.. لم يدان أحد حتي الآن.. ولم يحاكم أحد بتلك الجريمة.. أين المسئولون عن قتل الشهداء.. إنها مسئولية المجلس العسكري.. بمحاكمة هؤلاء القتلي.. فالمجلس العسكري يقوم بدور رئيس الجمهورية.. ولقد طالبه الثوار كثيرا بمحاكمة مبارك الذي ظل طليقا.. في شرم الشيخ ولم يتم تحديد محاكمته إلا في شهر أغسطس.
كذلك.. أين هي الأموال المهربة للخارج.. والتي لم تعود حتي الآن لمصر مرة أخري.. فالمجلس العسكري يقوم بالسلطات الثلاث الآن التنفيذية والتشريعية وأيضا القضائية.. إذن كل ما يحدث في مصر مسئولياته.. فالذين أوكلت إليهم مهمة إدارة البلاد بعد الثورة.. أهدروا من عمر مصر.. عاما آخر..
حلل لي.. ظاهرتي.. ميدان العباسية وميدان التحرير.. هل هذا انقسام وطني؟.. وهل نحن مقبلون علي حرب أهلية؟
الصراع الحقيقي في مصر هو الصراع بين عصابات النهب والسلب وبين الشعب.. أو بين أصحاب الثورة ومن يريدون القضاء علي الثورة.. ولكي يحققوا أهدافهم يروجون لهذه الحدوتة ويجعلون الصراع والفوضي بين من هم مع المجلس العسكري وبين من هم ضد المجلس العسكري.. أو ان يكون الصراع بين المسلمين والمسيحيين.. أو ان يكون الصراع بين الليبراليين والعلمانيين.. وبين الإسلاميين وليست هذه هي الحقيقة.. ولكنها محاولة زرع هذه الخلافات والصراعات.. وقسمة الشعب علي أساس آخر.. العباسية والتحرير...
تطرف جوهري
وهل يعني هذا ان في مصر تطرفا اقتصاديا واجتماعيا ودينيا؟
التطرف الاساسي الجوهري تطرف بين الشرف والانتماء والوطنية وبين اللصوصية والنهب.. ويقسم شعب مصر إلي المُستَغِلين.. والمُستَغَلين.. وبصفة عامة الشعب المصري في غالبيته شعب وسطي معتدل دينيا.
كيف تستخدم علم النفس الاجتماعي في بناء الشخصية المصرية من جديد.. بعد ان تعرضت لسنوات طويلة علي يد النظام السابق.. لأساليب القهر واهدار الكرامة؟
لا يستطيع أي علم من العلوم سواء كان العلم الاجتماعي أو غيره ان يبني الشخصية المصرية بمفرده ولكن باصلاح البيئة التي ترعرع فيها الإنسان المصري.. وان يكون التعليم في مصر.. معتمدا علي الفكر وإعمال العقل.. وان يكون لدينا اهتمام بالمدارس بالموسيقي والتربية الفنية والاهتمام بالثقافة والقراءة والرياضة.. بعدها سيكون لدينا اطفال لديهم قدرات وملكات ابداعية، فالشخصية هي نتاج لظروفها.. وهي التي تصنعها مثل اطفال الشوارع فهم نتاج لفشل الدولة في رعاية الأسرة وتوفير فرص العمل والرعاية الاجتماعية والتعليم.. ومن أجل ان تصلح تشوه الشخصية المصرية لابد ان تصلح من حال المجتمع أولاً.
هل تغيرت قيم المجتمع المصري الآن بعد المتغيرات السياسية والاجتماعية التي طرأت عليه خلال الفترة السابقة؟
هناك منظومتان من القيم ومن الخطأ ان أعمم القول.. إن القيم الآن كلها سيئة.. فالقيم الموجودة بوجه بحري غيرها في وجه قبلي.. والقيم عند المتعلمين تختلف عنها عند الآميين والجهلاء.. والقيم هي موجهات لسلوكياتنا فمثلا.. لو تحدث علي شيء لا يخصك.. هناك قيمتان.. إما ان تحتفظ بهذا الشيء.. أو تبحث عن صاحبه لترده له.. وهنا الفرق.. بين الخطأ والصواب والحلال والحرام.. وفي بعض الفترات من الممكن ان تسود قيم ذات طابع ايجابي بناء وأحيانا تسود قيم ذات طابع سلبي هدام والمواطن المصري لا يميل إلي العنف.. ولكن العنف أيضا موجود عند بعض المصريين.. ولكن بنسب قليلة تتواجد في الشخصيات العدائية.. أو من هم مدربون علي العنف في بعض المهن.. مثل جهاز الشرطة. وأنا مؤمن بالإنسان المصري.. وبالشخصية المصرية وبالثورة وعندما تبدل ظروف المجتمع سيستعيد المواطن المصري.. قيمه العظيمة.. فالشخصية تبني من خلال الظروف التي تترعرع في ظلها.
إمكانية التغيير
حدثت هزة نفسية للمجتمع المصري.. أدت إلي فقدان الثقة في كل شيء.. بعد معاناة الشعب المصري.. لأكثر من ثلاثين عاما.. في ظل نظام مبارك.. الذي استبدلت في عصره القيم والمبادئ والأخلاق السامية.. بمعايير الاستغلال والنهب والسرقة.. فكيف يستعيد المجتمع ذاته من جديد؟
الشعب المصري لم يفقد الثقة في الله سبحانه وتعالي.. ولم يفقد الثقة في إمكانية التغيير.. الشعب قام بثورة لان لديه ثقة في المستقبل والعدالة.. الشعب المصري فقد الثقة في الحاكم المستغل.. والثورة قامت ليستعيد الشعب المصري ذاته الحقيقية.. البناءة عن طريق اسقاط النظام السابق.
هناك مجتمعات في مصر مازالت قبلية.. منفصلة تماما عن جوهر المجتمع المصري.. وعمقه.. مما يشكل خطورة.. كيف سيتم تطوير هذه المجتمعات؟ وكيفية إحداث الاندماج الاجتماعي مما يؤثر بشكل ايجابي علي مستقبل مصر وزيادة ثرواتها..؟
ان نظام مبارك لم يكن له هم سوي نهب ثروات البلاد.. ولم يكن له اهتمام بالتنمية المتوازنة الاجتماعية والاقتصادية للشعب المصري.. وإنما كان يركز فيما يعود عليهم بالنفع.. وبالتالي الاستثمارات كان يتم تشجيعها في القاهرة.. ولم توجه الاستثمارات إلي الريف والوجه القبلي.. ولم يحدث أي تصنيع في هذه القري لرفع مستوي معيشة الناس هناك.. بل حافظ نظام مبارك.. علي تخلف هذه المناطق.. حتي لا يثور الناس عليهم.. فظلت نسبة الأمية والجهل عالية.. في الوجه البحري والقبلي.. وهو تخلف مقصود ومتعمد فنهبت الأموال وبدلا من ان توجه هذه الأموال من أجل تنمية الريف والصعيد.. ولهذا ظلت القبلية.. وهي صفة من صفات التخلف الاجتماعي.. والإخوان المسلمون نجحوا بأصوات هؤلاء الناس.. مقابل تقديم خدمات لهم.. وحصلوا منهم علي أصواتهم..
الا يريدون نجاح الثورة!!
اختلطت الأشياء بشكل مذهل في المجتمع المصري بعد قيام ثورة 52 يناير.. فتاهت الرؤية الواضحة والموضوعية في تناول قضايانا.. فمن الجاني.. ومن المجني عليه؟
هناك من لديهم رؤية واضحة جدا.. لما هي عليه مصر.. فأنا عندي ثلاث كتل أولها.. كتلة لديها رؤية واضحة فيما تري وما يحدث وليست راضية وتريد التغيير وهؤلاء هم المثقفون والمفكرون.. وهم مع الثورة.. والكتلة الثانية.. لديها رؤية واضحة.. ولكنها تريد بقاء الحال علي ما هو عليه.. ويعرفون جيدا انه لو نجحت الثورة سيضيعون.. وهؤلاء ضد الثورة.. ويقفون لها بالمرصاد.. ولا يريدون لها النجاح.. بأي شكل..
كل مؤلفات متنوعة من الدراسات منها الأساس النظري لكشف الكذب.. وبناء الأسرة.. والانحراف الاجتماعي.. والتي حاولت من خلالها التشديد علي دور القانون في عملية الضبط الاجتماعي.. وتأثير ذلك علي البيئة الاجتماعية.. اشرح لي.. كيف يكون ذلك.. وحلل لي.. لماذا انسحبت الشرطة بشكل شبه كامل من المشاركة في حماية مصر؟.. وكيفية استعادة هذا النجاح الهام لتحقيق الأمن والأمان في المجتمع المصري؟
لدينا جانبان.. الأول القانون الذي يحكم سلوكياتنا في مختلف مجالات الحياة.. بدءا من الأسرة وتكوينها والحد الأدني للزواج.. وشروط العقد.. والميراث.. والقانون هو التشريع الذي يختص به مجلس الشعب بعد ذلك يطبق في المحاكم.. ويقوم بتنفيذ هذا التطبيق الشرطة، وبعض الناس تتصور ان القانون هو العدل.. ولكن كانت هناك قوانين سيئة.. وايضا قوانين ثائبة كتجريم القتل والتحرش الجنسي.. وتجريم الاغتصاب.. وايضا قوانين معلقة كقوانين الأحوال الشخصية وقوانين العلاقة بين المالك والمستأجر.. الثورة قامت للقضاء علي القوانين الجائرة.
أما الجانب الثاني.. عملية تطبيق القانون.. والشرطة هنا لها وظيفة الضبط الاجتماعي ومجرد وجود الشرطة بالشارع.. يعني ان القانون موجود ومعناها الردع من ارتكاب أي إنسان لأي مخالفة..
والمشكلة.. أنه لدينا خلل في تشريع القوانين.. فهناك قوانين ظالمة.. وقوانين فاسدة.. الناس لا تحترمها.. مثل قوانين المرور.. ولقد نجح نظام مبارك في الوقيعة بين الشعب والشرطة عندما وجههم لاستخدام العنف ضد الناس.. وايضا نجح في الوقيعة بين المسلمين والمسيحيين.. وكان يقم نظامه علي فكرة »فرق تسد«.
تغييرات.. جذرية
ما هي ملامح المجلس البرلماني القادم بعد أن حصل حزب الحرية والعدالة حزب الإخوان المسلمين علي أغلبية الأصوات؟ وهل تستطيع باقي الأحزاب السياسية والمستقلين من استخدام أدواتهم الرقابية.. وهم يمثلون الإقلية؟
مازلنا ننظر إلي الأمور بنفس المنظار الذي كنا نري به قبل الثورة..، ولكن هناك منظور آخر.. فما طرأ من تغييرات علي المجتمع المصري.. هي تغييرات جذرية.. عميقة هزت أركانه كلها.. واعطته طابعا جديدا متحركا.. ديناميكيا.. غير ثابت وغير جامد فقد نسفت الكثير من الأفكار المتوارثة لدينا بأن المصري خنوع وذليل.. وفوضوي.. وليس لديه نظرة مستقبلية وأفكاره خرافية.. لا تمت للواقع بصلة.. وهذا التغيير شمل المنطقة العربية وأيضا المنطقة الدولية فهناك ثورة عالمية علي النظام كله.. وهم يثارون علي النظام العالمي الاقتصادي الذي يسير في خط إفقار الفقراء.. وزيادة غني الأغنياء وأنا لا أخشي اطلاقا من سيطرة الإخوان.. أو التيار الإسلامي لأنه أصبحت الرقابة في يد الشعب نفسه.. لقد خلق المواطن المصري..، قدرته علي الرقابة وعلي المساهمة في الفعل ولدي مثالان علي ذلك..
لأول مرة منذ تاريخ ثورة 9191 تخرج أكثر من 01 آلاف سيدة وفتاة.. يطالبون في مسيرة سلمية بحماية المرأة المصرية.. إذن لدينا رقابة شعبية خرجت من روح الثورة ومن التغييرات التي حدثت وليس الرقابة وقفا علي مجلس الشعب.. ولكنها أصبحت في يد الشعب المصري نفسه.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.