محمد عبدالحافظ الفوضي تجتاح المحافظات والمدن والقري والنجوع والبر والبحر، لا توجد فئة في مصر لم تضرب، ولم تحتج، ولم تتظاهر، أي شخص يريد أن يقطع طريقا أو يعطل مرفقا عاما، يفعل بلا تردد، وبلا خوف، وبلا رادع. ومؤخرا أغلق عمال مؤقتون هويس اسنا للضغط علي الدولة لتثبيتهم، وترتب علي هذا الاغلاق توقف حركة السياحة النيلية ما بين الاقصر وأسوان، وافلست شركات وألغيت حجوزات، وامتنع السائحون عن السفر إلي مصر حتي لا يتعرضوا للخطر إذا ما شحطت بهم باخرة نيلية يستقلونها، إذا ما قام أحد بإغلاق »هويس« أو قطع طريق، ولن تحميهم الدولة. ومنذ أيام اضرب أطباء احتجاجا علي معاقبة زميلهم الذي تسبب خطأ اثناء اجرائه جراحة في حرمان سيدة من الانجاب. الحكومة ضعيفة ويدها مغلولة واستنجد د. كمال الجنزوري رئيس الوزراء بنواب الشعب خلال جلسة أمس الأول، لكي يساعدوا حكومته لمواجهة هذه الاضرابات التي زادت عن حدها وخرجت عن مضمونها، وأضرت بالبلد كلها. حق التظاهر مكفول، والحرية حق، ولكن يجب أن تقف الحرية الشخصية عند حرية الآخر ولا تمسها. مجلس الشعب مطالب بأن يسن تشريعا ينظم التظاهر والاحتجاج وليسترشد بقوانين الدول العظمي التي أصبحنا لا نقل عنها ديمقراطية. هذا التشريع هو الذي سيحمي مصر، وسيعيد الأمان والاستقرار لمصرنا الحبيبة، بعيدا عن المزايدة والأصوات الحنجورية. اليوم الذكري السنوية الأولي »لموقعة الجمل« رحم الله من استشهد فيها، ولعن الله من تسبب فيها.