إصرار الإخوان المسلمين، أو النواب من أعضاء حزب »الحرية والعدالة« علي التمسك بلجنة التعليم في مجلس الشعب، هو حلم قديم لديهم، وهو أيضا أمر يثير الخوف والقلق ويستدعي الانتباه والمراجعة، وأيضا الاعتراض والمجابهة، ولهذا كان غريبا جدا ومرفوضا من »جمال العربي« وزيرالتربية والتعليم، ذلك التراجع والضعف والتسليم بالأمر، وأيضا الترحيب بالتعاون مع الإخوان، مشيرا في تصريحاته، إلي أن الإخوان حاليا هم الحزب الحاكم، ومن حقهم وضع سياسات التعليم(!!) مضيفا الي »أن التعاون مع الإخوان ليس سبة« ومؤكدا »أننا سنتعاون وفقا للمعايير الشعبية التي جاءت بهم إلي مناصب السلطة التشريعية«!! وكان الإخوان قد أعلنوا عن خطتهم لتعديل مناهج التعليم وبعض الأنظمة الدراسية، وفرض مادة التربية الدينية كمادة أساسية، والحقيقة أن تسليم وزير التعليم بحق الإخوان المسلمين، أو أي تيارات دينية أو حزبية أو سياسية، في وضع المناهج الدراسية »بحجة الحزب الحاكم« يشكل خطرا هائلا ينبغي مجابهته، ويشكل اعتداء أيضا، من حيث هو محاولة للسيطرة علي العقل المصري، والسيطرة علي الحاضر والمستقبل.. فالتعليم بالضرورة مؤسسة قومية، لا تخضع لأهواء، ولا ايدلوجيات، ولا رؤي حزبية، ولا ينبغي بالضرورة أيضا ادخال الدين في التعليم والمناهج الدراسية، كما أن الإصرار علي اعتبار »التربية الدينية« مادة اساسية، يفتح الباب للتمايز، ويسمح أيضا بالتفرقة في النتائج والامتحانات،ويدخل التعليم في مشاكل عديدة.. ما يضاعف الإحساس بالخطورة، أن مسئول ملف التعليم لدي الإخوان المسلمين، والمنسق للحوار مع وزير التعليم، هو نفسه صاحب سلسلة من المدارس الدينية الإسلامية، وهو ما يطرح التخوف من فرض وانشاء مدارس إسلامية، وتحويل التعليم شيئا فشيئا إلي تعليم ديني..!! ندق أجراس الخطر.