عادت روح الثورة من جديد حيث تجمع الآلاف بميدان التحرير في الذكري الاولي للثورة وتحول الميدان للقلب الذي يستمد القوة من شرايينه بعد ان توافدت عليه عشرات المسيرات القادمة من كل انحاء محافظتي القاهرة والجيزة وانقسموا بين مؤيد لاحتفالات وبين من يري ان الثورة مازالت مستمرة حتي تحقيق كل مطالبهم.. آلاف الشباب من اعضاء اللجان الشعبية انتشروا علي كل مداخل وخارج الميدان وغالبيتهم ينتمون للتيار الديني سواء كان جماعة الاخوان المسلمين او السلفيين وقاموا بتكوين سلاسل بشرية لتامين الميدان وفحص البطاقات الشخصية للوافدين وتفتيشهم منعا لدخول عناصر مندسة تسعي لاثارة الشغب والاعمال التخريبية.. خمس منصات تم اقامتها داخل الميدان إحداها تابعة لجماعه الاخوان المسلمين بدأت لاكثر من ساعتين منذ الصباح في تلاوة القرآن الكريم ثم التحدث للمتظاهرين بضرورة سلمية المظاهرة والحفاظ علي المنشآت من اي محاولة تخريب.. وقابلتها منصة ائتلافات الثورة التي اذاعت عدداً كبيراً من الاغاني الوطنية وصعدت عليها بعض امهات الشهداء اللاتي اشعلن حماس المتواجدين بتحيتها للثوار وشهداء الثورة ومصابيها وتأكيدهن علي ان الثورة مستمرة حتي تحقق كل اهدافها علي رأسها القصاص العادل من قتلة الثوار وقد قام الاف المتظاهرين بأداء صلاة الظهر بجوار المنصة الرئيسية للاخوان المسلمين حيث تراصوا في صفوف وشاركتهم النساء والاطفال في الصلاة تحت إمامة احد المتظاهرين الذي اعتلي المنصة.. وقد حرص العشرات من اسر الشهداء ومصابي الثورة علي التواجد بالمنصات المنتشرة بالميدان. منها منصة الاخوان المسلمين وهتفوا في المتظاهرين بسرعة القصاص من قتلة الشهداء ومحاكمة رموز الفساد محاكمة عادلة وليست مسرحيات هزلية سوف تنتهي بالافراج عنهم. وهتفوا ضد المجلس العسكري وضد النائب العام مطالبين بمحاكمة رموز النظام السابقين وسرعة الحكم علي مبارك وولديه ووزير داخليته حبيب العادلي و6 من مساعديه. كما قام عدد من المتظاهرين بإقامة شمعة عملاقة بالجزيرة الوسطي بالميدان اطلقوا عليها شمعة الشهداء التي اشعلت نور الثورة في كل انحاء مصر وعلقوا عليها صور الشهداء الممتزجة بالكتابة الفرعونية وشهد الميدان ايضا انهيار منصة المستقلين والتي تم انشاؤها اول امس بكمية كبيرة من الاخشاب دون تنسيق مما ادي الي انهيارها وسقوط عدد من المتظاهرين دون وقوع اي اصابات. وانضمت الي المسيرات بالميدان مسيرة من شيوخ وطلبة الازهرالشريف مرتدين الزي الرسمي للازهر واشعلوا حماس الثوار بعد ان صعد عدد منهم علي المنصات مطالبين بتوحيد صفوف الشعب خلف اهداف الثورة حتي تتحقق كل المطالب مرددين هتافات "الشعب والازهر ايد واحدة ".. حيث قام الدكتور حسن الشافعي المستشار الفني لشيخ الازهر بالقاء خطاب الدكتور احمد الطيب شيخ الازهر من اعلي احدي المنصات بالميدان حيث اكد ان الازهر لن يعود ادارة من إدارات الحكومة المصرية وانتهي عهد ان يكون الازهريون موظفين في الحكومة وان الازهر الشريف ملك للأمة الاسلامية وهو المرجعية الدينية العليا وسيظل صرحا وطنيا وساحة للتضحية والفداء مشكلا حالة من التوافق الوطني ووسطية الاسلام وسماحته وراية يلتف حولها كل المصريين وطالب المتظاهرين بحماية الثورة واستكمال مسيرتها لتحقيق اهدافها المنشودة بسلميتها . كما قامت الدعوة السلفية وجماعة الإخوان المسلمين والهيئة الشرعية للحقوق والاصلاح والجماعة الاسلامية بتعليق لافتة كبيرة كتبوا عليها بيان تحالف القوي الاسلامية تضمن مجموعة من البنود يدعون المتظاهرين والثوار بالمحافظة عليها وتضمن حماية المنشأت العامة والممتلكات ومنع التخريب والتدمير والمطالبة بتحقيق العدالة الاجتماعية ومحاربة الفساد وتأمين استمرار المسيرة ببناء مؤسسات الدولة والحرص علي ممارسة مجلس الشعب لصلاحياته وسلطاته وانتخاب مجلس الشوري وإتمام الانتخابات الرئيسية. كما قام عدد من الشباب اطلقوا علي انفسهم شباب المشروع بانشاء خيمة خاصة بهم في ميدان التحرير تضم شبابا من كل محافظات مصر ولهم 3 اهداف رئيسية يدعون الي تحقيقها وهي برلمان قوي ودستور واقعي بالتوافق يحقق مطالب الشعب ورئيس مدني علي مستوي طموحات الثورة مؤكدين ان طريقتهم هي الوصول للمواطنين في الشارع وتوعيتهم بأهدافهم. كما نظم عدد من طلاب كلية الفنون الجميلة وشباب الثورة مسيرة من الزمالك وتوجهت الي الميدان للمشاركة في فعاليات الاحتفال بذكري 25 يناير. كما وصلت الي الميدان مسيرة للاعلاميين تجمعت أمام مبني ماسبيرو ثم توجهت الي الميدان للدفاع عن الاعلام والمطالبة بحريته الكاملة والتأكيد علي ان الاعلام ليس مواليا للحكومة او السلطة وانضم للمسيرة عدد من المتظاهرين من شباب الثورة وهتفوا "مش كل الإعلام بيطاطي احنا كرهنا الصوت الواطي" . كما انتشرت بالميدان هتافات ضد استمرار الحكم العسكري للبلاد مطالبين بسرعة اسراع الجدول الزمني لتسليم السلطة لرئيس مدني منتخب في اقرب وقت. وعلي جانب آخر انتشر بشكل مكثف الباعة الجائلين في كل ارجاء الميدان وتصدر المشهد باعة الاعلام التي اقبل عليها المتظاهرون ليرفرف العلم المصري بكثافة كبيرة داخل الميدان.. ومن اللافت للنظر انتشار اعلام جماعة الاخوان المسلمين مع الباعه الجائلين. وقد قام بعض المشاركين بالتظاهر بالميدان برفع علم مصر بطول 50 مترا وقاموا بالالتفاف به حول الجزيرة الوسطي بالميدان والبعض منهم قام باستخدامه كمظلة للمصلين بأرض الميدان لحمايتهم من اشعة الشمس.