دليل علي وحدة المسلمين والأقباط في كتاب عن آثار مصر السياحية والإسلامية والقبطية للدكتورة سمية حسن تابعت الجلسة الافتتاحية لمجلس الشعب الذي يفترض انه برلمان الثورة.. فشعرت بقلق شديد علي مستقبل المرأة المصرية.. فقد تاهت الوجوه النسائية القليلة لعضوات البرلمان الجديد وسط طوفان وجوه مئات الرجال فلم يصل الي عضوية البرلمان من النساء سوي ثماني سيدات عن طريق القوائم.. وسيدتين عن طريق التعيين اي ان نسبة النساء في البرلمان المصري لا تزيد عن »2٪« مفروض انهن يمثلن نصف الامة التي تدل آخر الاحصاءات الرسمية علي ان تعدادهن يصل الي 49٪ من الشعب المصري ان لم يزد كثيرا علي ذلك فالمرأة المصرية التي شاركت منذ اليوم الاول لثورة 25 يناير وكانت هي الشهيدة او ام الشهيد او زوجته او ابنته او اخته او خطيبته قد اقصيت عن عمد ومع سبق الاصرار والترصد عن ان تكون عضوا في البناء التشريعي الذي يضع القوانين ويراقب الحكومة. ورغم عدم اتفاق الفصائل السياسية المختلفة في كثير من القضايا الا انهم اتفقوا جميعا سواء اسلاميين او علمانيين او يساريين او ليبراليين في قضية اقصاء المرأة رغم تنامي دورها العلمي والعملي والمجتمعي والثوري مما يجعل جزاء المرأة المصرية علي تاريخها وتضحياتها اشبه ما يكون بجزاء سنمار.. ذلك المهندس المعماري العبقري الذي ابدع بناء فريدا لحاكم ظالم فقام بالقائه من فوق سطح البناء! لقد شاركت المرأة المصرية الرجل في مواجهة الرصاص والجمال والموت والاعاقة فكان اقصاؤها عن كل مواقع القرار غريبا وظالما فهل كان سبب الاقصاء ان المجلس العسكري الذي يدير شئون البلاد في المرحلة الانتقالية لم يتعود اعضاؤه علي التعامل مع المرأة ؟ ام ان السبب هو صعود تيار الاسلام السياسي الذي كشف بعض افراده عن نظرتهم الدونية للمرأة حتي ان احد كبار شيوخ السلفيين وصف وجه المرأة الذي خلقه الله سبحانه وتعالي في احسن صورة بوصف بذئ يدل علي عدم احترام هذا الشيخ لجنس النساء جميعا بمن فيهن المرأة التي ولدته ولا احد يدري من اين جاء بعض هؤلاء الذين يصفون انفسهم بالاسلاميين بكل هذا الاحتقار للمرأة وعدم فهمهم لمكانتها في الاسلام فالله سبحانه وتعالي قد كرمها والرسول عليه الصلاة والسلام اوصي بها في آخر خطبه وكأنه كان يعلم بما سوف تلاقيه المرأة المسلمة من ظلم وعنت البعض في عصور الجهل بجوهر الاسلام وقد كانت السيدة خديجة رضي الله عنها هي اول من نطق بالشهادتين واسلم وجهه لله بعد نزول الرسالة فقد آمنت بالرسول وساندته حينما كذبه الرجال.. وكانت المرأة في زمن الرسول تشارك في العمل السياسي بدليل بيعه النساء. وكانت تشارك في الحروب فتخرج وراء الرجال تشجعهم علي القتال وتنشد لهم الاشعار وكانت تحمل السيف بدليل ان امرأة دافعت عن رسول الله بالسيف في غزوة أحد.. وكانت تقوم بعلاج جرحي المعارك فكانت اول طبيبة في ميادين القتال وكانت اول وزيرة للمالية في عصر عمر بن الخطاب فقد عين امرأة للحسبة في الاسواق. ومعروف ان عمر بن الخطاب هو الذي قال اصابت امرأة واخطأ عمر عندما ناقشته امرأة في المسجد وعارضته في قضية المهور وهو ما يعني ان المرأة كانت تناقش وتعارض ويؤخذ رأيها في برلمان المسلمين. احتفظ الاسلام للمرأة بذمتها المالية المنفصلة واحتفظ لها بنصيبها في الميراث.. وحفظ لها اسم عائلتها.. وطالب الازواج بمعاملتها بالمودة والرحمة.. وكان رسول الله صلي الله عليه وسلم يرفق بالمرأة وهو القائل رفقا بالقوارير وهو القائل استوصوا بالنساء خيرا كل هذا الاحترام للمرأة في الاسلام كان في زمن تعامل فيه النساء كالجواري والارقاء.. وكانت المرأة عندما يموت زوجها في الامبراطورية الرومانية تورث كما يورث الجماد فما كان ابعد الفارق بين وضع المرأة في الاسلام ووضعها في بقية دول العالم.. وهذه الوقائع مفروض ان يعرفها اي تلميذ صغير يدرس مبادئ الشريعة فما بالكم بشيوخ الاسلام السياسي.. وما بال بعضهم لا يحترم انسانية المرأة.. فيردد اقوالا تحقر من شأن المرأة فصوتها عورة.. وجسدها عورة وفكرها عورة وهي انما خلقت للانجاب ومتعة الرجل فقط فيجب حبسها في البيت ويجب ان تتلثم وتضع النقاب علي وجهها ثم ان صورتها هي الاخري عورة يجب الا تنشر حتي في قوائم الانتخابات وان يوضع مكانها صورة وردة! افكار عفي عليها الزمن بل هي افكار تبعد عن المقاصد الجوهرية للاسلام الذي يريد لرجاله ونسائه ان يتعلموا ولو في الصين.. وان يعملوا وان يتقنوا عملهم فالاسلام يريد للمسلمين مجتمعا قويا متماسكا تتوازن فيه الحقوق والواجبات فالمسلم القوي افضل عند الله من المسلم الضعيف.. والمسلمة القوية افضل عند الله من المسلمة الضعيفة التي لا تعمل ولا تنتج ولا تشارك في تنمية المجتمع الاسلامي فالمطلوب هو ان تحافظ المرأة علي عفتها وكرامتها وشرفها بدافع من أخلاقها وايمانها ودينها وليس لانها سجينة بين الجدران. وقد مضي علي زمن الرسالة النبوية التي احترمت وأنصفت المرأة واعتبرتها انسانا وليست جارية او جمادا اكثر من الف وأربعمائة سنة.. وصلت فيها المرأة في الدنيا كلها تقريبا الي الاعتراف بانها مواطن مساو للرجل في حقوقه وواجباته.. وصارت المرأة في الدول المتقدمة رئيسة للدولة.. فكانت السيدة مارجريت تاتشر هي رئيسة وزراء انجلترا لسنوات عديدة حتي اطلق عليها اسم المرأة الحديدية واصبحت السيدة ميركل هي مستشارة او رئيسة أكبر الدول الصناعية في اوروبا لسنوات طويلة وما زالت واصبحت هيلاري كلينتون وزيرة خارجية اعظم دولة في العالم وهي الولاياتالمتحدةالامريكية وهناك العديد من رئيسات الجمهورية في كثير من الدول والقارات في نفس الوقت الذي ما زالت المرأة المصرية عندما تترشح في قوائم الانتخابات يضع بعض السلفيين بدلا من صورتها صورة وردة!! وما تخشاه المرأة المصرية حاليا هو ان يكون لمثل هذا الفكر الذي لا يحترم مكانة المرأة تأثيره عند اختيار اللجنة التأسيسية لوضع الدستور.. اي أن يقصي نصف الشعب المصري عن هذه اللجنة التي تضع الحجر الاساسي للقواعد التي سوف تنظم حياة المواطنين لخمسين او مائة سنة قادمة. وهو ما يلقي بعبء مسئولية ثقيلة علي عضوات المجلس كما تلقي نفس المسئولية علي كل الرجال المستنيرين من ممثلي جميع الاحزاب للمطالبة باختيار عدد مناسب من النساء في لجنة وضع الدستور يتوازن مع تعداد نصف الشعب المصري.. ويساوي مكانة وأهمية المرأة نصف الأمة. فزاعة اسمها سوزان ثابت اصبح اسم سوزان ثابت زوجة الرئيس المخلوع مبارك هو الفزاعة التي يستخدمها البعض من اجل الكيد لمطلقاتهم وللمرأة المصرية عموما وادعاء ان اي مكسب قانوني حصلت عليه المرأة مهما كان ضئيلا هو من فعل السيدة سوزان ثابت بل وصلت الجرأة علي الحق بالبعض ان يدعي ان قانون الخلع هو من صنع زوجة الرئيس السابق مع انه قانون مستمد مباشرة من القرآن الكريم ثم جاءت سنة النبي محمد صلي الله عليه وسلم وأيدت احكامه.. وهذا الحكم مطبق في كل الدول العربية حتي اكثرها تشددا مثل السعودية منذ سنوات بعيدة ومعروف في السنة النبوية المشرفة ان زوجة قيس بن ثابت ذهبت الي الرسول الكريم وقالت انني لا اعيب علي زوجي في خلق او دين ولكنني لا اطيقه بغضا وانا اكره الكفر في الاسلام فسألها الرسول الكريم عن المهر الذي امهره لها زوجها فقالت انه امهرها حديقة فطلب منها الرسول الكريم ان ترد علي زوجها حديقته فلما ردتها طلقها الرسول من زوجها فحكم الخلع اذن منصوص عليه في القرآن الكريم وفي السنة النبوية المشرفة وكان فيلم »اريد حلا« الذي كتب وعرض في عام 1974 اي منذ ثمانية وثلاثين عاما هو اول من اعاد الي الاذهان أن القرآن الكريم يتضمن هذا الحكم الذي تم التعتيم عليه في مصر وعدم النص عليه في قانون الاحوال الشخصية الصادر عام 1929 ومع ذلك يتجرأ البعض علي حكم الله سبحانه وتعالي ورسوله الكريم ويدعون ان المسئولة عن نص مادة الخلع هي سوزان وكأن هذه السيدة فقيهة في علوم الدين وكأنها استاذة في القانون مع ان المعروف ان الذي وقف وراء مادة الخلع هو المرحوم المستشار فتحي نجيب رئيس المحكمة الدستورية العليا في عام 2000 وهو الذي رأي انه حان الوقت لازاحة التعتيم عن هذا الحكم الذي يقيم التوازن في العلاقة بين الزوجين في الاسلام فكما ان للرجل ان يطلق زوجته بارادته المنفردة فان للمرأة اذا كانت الحياة بينها وبين زوجها مستحيلة ان تطلب الخلع في مقابل رد المهر. وكما يدعي البعض ان سوزان مبارك كانت وراء حكم الخلع فانهم يدعون ايضا انها كانت وراء انقاص سن الحضانة للاطفال ابناء الطلاق حتي ان بعض الرجال يعتصمون امام مجلس الشعب مطالبين بان يعود سن حضانة الام المطلقة لابنائها لسبع سنوات للصغير وتسع سنوات للصغيرة اي ان ينتقل الطفل او الطفلة في هذه السن الصغيرة من حضن امه التي تفرغت لتربيته ورعايته وحرمها القانون من الزواج والا سحبت منها الحضانة الي حضن زوج ابيه فنادرا ما يوجد رجل مطلق لا يتزوج من جديد والهدف الرئيسي من مطالبة بعض الرجال بعودة المطلقة بانقاص سن الحضانة ليس لمصلحة الصغير وانما الهدف هو طرد المرأة المطلقة من شقة الحضانة وعودة هذه الشقة الي الزوج وايضا سقوط نفقة الصغير وقد أفتي اكثر من ثلاثين عالما من علماء الشريعة الاسلامية هم اعضاء مجمع البحوث الاسلامية برئاسة فضيلة الامام الاكبر الدكتور الطيب شيخ الجامع الازهر بأن سن الحضانة للصغير او الصغيرة هو خمسة عشر عاما.. يخير بعدها الطفل ان يختار بين حضانة الام او الاب. ورغم ان هذه الفتوي صادرة من اكبر مجمع اسلامي في مصر.. الا ان البعض لا يخجل من الادعاء عن ان المسئولة عن تغيير سن الحضانة هي سوزان مبارك ورجاء ان يكف البعض عن استخدام اسم زوجة الرئيس المخلوع كفزاعة بهدف الحصول علي مصالح شخصية تسيء اول ما تسيء الي الابناء. كتاب عن الآثار للدكتورة سمية حسن يدل علي وحدة المسلمين والاقباط في مصر هذا الكتاب القيم بغلافه الجميل وجادته التي تكشف عن الوحدة الوطنية بين المسلمين والاقباط في اثار مصر الاسلامية والقبطية هو كتاب لا يمكن الاستغناء عنه بالنسبة للمهتمين بالابداع الفني المعماري أو السائحين او دارسي الاثار او المرشدين السياحيين فهو يقدم بأسلوب علمي دقيق وصفا اثريا لمساجد واضرحة واسبلة وقلاع وقصور ومتاحف وكنائس واديرة مصر.. ويتناول شوارع وحواري وازقة واحياء مصر الاسلامية والقبطية ومسمياتها حتي الان اضافة الي إبراز الادوات الكنسية مثل الابريق وصليب اليد والقناديل والصينية والمبخرة والمستير واللقان في الكنيسة واهمية الرموز المسيحية مثل عناقيد العنب والسمكة وبيض النعام والايقونات وزيت اليزون ورفات القديسين وغيرها وذلك بجانب تناول العواصم الاولي لمصر المحروسة بعد الفتح الاسلامي وهي الفسطاط والعسكر والقطائع والقاهرة واسوارها وقلاعها وقبابها واضرحة اولياء الله الصالحين وكيف يمكن استغلالها في السياحة الدينية المقبلة في مصر فزيارة الكنائس والمساجد مستهدفة في المستقبل القريب ويتميز الكتاب »647 صفحة« بوجود ملحق باللغتين العربية والانجليزية للمصطلحات المعمارية مذيلة بالرسوم الموضحة والمساقط الافقية مما يعد جديدا في هذا الكتاب ويتناول الكتاب ايضا مجمع الاديان في مصر القديمة وسانت كاترين حيث تمثل الديانات الثلاث الاسلامية والقبطية واليهودية والتي من دراستها نجد ان الجميع يصلي جهة الجنوب الشرقي وهذا ما يدل علي ان مصر متدينة بطبيعتها منذ القدم وانها بلد التوحيد الكتاب الذي هو اكبر دليل علي الوحدة الوطنية لفت نظري في معرض الكتاب بالدار المصرية اللبنانية. اما المؤلفة فهي الدكتورة سمية حسن محمد ابراهيم استاذة الاثار الاسلامية والقبطية ورئيس قسم الارشاد السياحي بجامعة حلوان. ان قراءة هذا الكتاب تجمع بين الفائدة العظيمة والمتعة.