افرح يا شعب واشهد يا تاريخ.. غداً ستشرق شمس عام جديد.. بعد اثني عشر شهراً كفاحاً ونضالاً وميادين.. سطرنا فيها أنقي وأعظم ثورة في عصرنا الحديث.. دفعنا ثمنها غالياً من أرواح شهدائنا ودماء جرحانا الطاهرة التي روت كل ميادين مصر المحروسة. فلماذا إذن لا نفرح ونفخر بما حصدناه وحققناه عبر عام من الثورة؟! عزلنا فيها نظاماً عاتياً سرت سمومه بين شرايين مصر المحروسة وتغلغلت حتي ظننا أنه من سابع المستحيل زحزحته والتخلص من جبروته وديكاتوريته! فلماذا لا نسعد ونحتفي بفجر يوم جديد أضفناه لسجل أعظم أيامنا.. وقد هزمنا آفة التوريث وانتصرنا علي حاجز الرعب والخوف الذي زرعوه فينا لثلاثين عاماً من القهر والجوع والوجيعة.. وجاء دورنا الآن لنتوحد وننبذ الفرقة والخلافات ودعوات تخريب البلاد التي لا تستهدف إلا إسقاط الدولة وعرقلة مسيرتنا الثورية.. والنيل من مؤسستنا العسكرية جيشاً وقيادة ومجلساً عسكرياً.. آخر عمود فقري نستند إليه.. فإنهم المتهم الأول في قضية حماية الثورة واحتضانها ومساندتها.. وهم من يصرون علي العبور بنا حتي إرساء قواعد الدولة المدنية الديمقراطية الحديثة وجني ثمار ثورة اللوتس! بالأمس احتفلنا بأول برلمان شرعي منتخب.. وفي الغد القريب ننتهي من وضع الدستور ويصبح لدينا مجلس شوري ورئيس منتخب.. ولم يتبق سوي أربعة أشهر وينتهون من مهمتهم الوطنية.. وبدلاً من أن نكرمهم ونزين أعناقهم بباقات الزهور نلقيهم بأبشع التهم وكلمات التجريح! أعرف وجيعة الجحود ونكران الجميل ولكن ثمانين مليون مصري معكم وخلفكم فأنتم خير أجناد الأرض فلا تحزنوا.. فالخفافيش لا تعيش إلا في الظلام وتتخفي تحت أقنعة وماسكات.. وغداً سننزل ونضيء كل شموع الفرح ونجعله عيداً قومياً لكل المصريين رغم أنف الحاقدين والمغرضين.