بعد غد نحتفل جميعاً ب 52 يناير الذي يمثل يوما تاريخياً في عمر مصر القديم والحديث يضاف إلي ايامها الخالدة التي شهدت تحولات كبيرة أثرت في مسيرتها نحو الديمقراطية والتصدي للفساد في شتي المجالات وعلي جميع المستويات. وأهمية هذا اليوم تنبع من امور عديدة لانه توثيق للانطلاقة الاولي لثورة الشعب الطاهر وتقدير لتضحيات الشهداء والمصابين وتسجيل لهذه اللحظة العظيمة في تاريخنا وتأكيد علي شرعية واستمرار المطالب التي دعمها جموع الشعب وطالب بها إيمانا بحقه في الحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية.. فلقد عكس اتفاق الائتلافات والحركات الشبابية والقوي السياسية وجميع التيارات علي ملامح هذا اليوم بالتأكيد علي التمسك باهداف الثورة واستعادة روحها واحترام ارواح الشهداء وتضحيات المصابين والتأكيد علي التوافق الوطني المصري الخالص بعيداً عن الاجندات الخارجية ودعاوي المواجهة والتخريب والصدام. والتأكيد علي أهمية البعد عن العنف ووقف الحملات والبرامج الفوضوية للفضائيات التي دعمت التضليل في الشارع المصري. وأيا كان الامر فإن الخامس والعشرين من يناير يؤرخ لبداية مرحلة جديدة من العمل السياسي والاجتماعي والديمقراطي انحاز فيه الشعب بأكمله الي شباب الثورة التي غيرت مجري التاريخ المصري خلال ال 81 يوما منذ بداية الثورة وحتي سقوط النظام. المهم ان الاتفاق مع ممثلي القوي السياسية والشبابية والاحزاب يهدف الي السلمية والتصدي لأية محاولات محتملة لتشويه سجل هذه الثورة وتجنب وقوع المزيد من المصادمات التي تزيد من احتقان الشارع.. لهذا فالتوحد والاجماع الوطني يتصدي لكل المحاولات الخارجية التي تريد النيل من مصر وإحداث الفرقة بين شبابها.. وهذا ما رصدته مواقع التواصل الاجتماعي ووجود شفرات كلامية منذ انهيار النظام السابق في 11 فبراير الماضي.. فلقد اتفق الجميع علي عدم تشويه الثورة والحفاظ علي جيش مصر الذي يتولي إدارة شئون البلاد والمجلس الاعلي للقوات المسلحة برئاسة المشير محمدحسين طنطاوي القائد العام رئيس المجلس الاعلي وحكومة الانقاذ الوطني برئاسة د. كمال الجنزوري التي تعمل لمصلحة مصر وثورة شبابها وفي نفس الوقت تسابق الزمن للعبور بها إلي بر الأمان مع التعاهد الوطني علي استكمال اهداف الثورة تحت مظلة الديمقراطية الحقيقية والقضاء علي الفساد وبناء اقتصاد قوي يستثمر كل امكانياتنا وعودة الدورالمصري في ريادة منطقة الربيع العربي وبما يحقق الاتفاق بين جميع التيارات الوطنية السياسية اسلامية ومسيحية علي مستقبل مصر. صراحة إن نجاح الشعب في اجراء الانتخابات البرلمانية بمراحلها الثلاث لتشكيل برلمان القرن يؤرخ لبداية مرحلة مهمة لإعادة صياغة الحياة السياسية دون تزييف لإرادة الناخبين والتي تركز علي التعددية وحرية ارادة المواطن في اختيار من يمثله ومن يحكمه وكذلك الاستمرار بنفس العزيمة والاصرار اللذين حققتهما ثورة 52 يناير. أعتقد أنه آن الأوان لاستيعاب طبيعة هذه الثورة والنضج السياسي الذي تحقق، لهذا فالحركات والائتلافات والاحزاب وجميع التيارات عليها التنبه واليقظة لتأمين مسيرة الثورة والحفاظ علي ما هو بين ايدينا من منشآت وهيئات ومرافق سواء كانت عامة أو خاصة لانه لن يمكن تعويضها..كفانا اعتصامات الجمعة التي عطلت الانتاج وزادت من السرقات ودعمت الركود الاقتصادي وتناقص المخزون الاستراتيجي وانهيار احتياطي النقد الاجنبي. المهم علينا ان نعمل جميعاً علي قلب رجل واحد لعبور هذه المرحلة.