قبل ايام من احتفال مصر بمرور عام علي قيام ثورة 52 يناير اصدر أحمد أنيس وزير الاعلام قرارات مهمة تعد من اولي الخطوات المطلوبة في الوقت الراهن لانقاذ الاعلام المصري وتحريره من قبضة الولاء للنظام إلي الانتماء التام للدولة والشعب الذي يملك. جاءت تلك القرارات في صالح شباب ماسبيرو بعد قرار تولي عصام الامير رئاسة التليفزيون وعلي عبدالرحمن رئاسة قطاع القنوات المتخصصة.. وهما من اوائل الشباب المؤسسين للقناة الثالثة التي اصبحت فيما بعد مصنعا لتخريج الكوادر القيادية في القنوات الفضائية المختلفة. وكاتب هذه السطور عاش معهم في بداية المشوار الاعلامي حيث لمس فيهم صفات الاعلامي الحر النبيل المدافع عن الافكار والآراء الجريئة التي تحمل مضامين تهدف إلي ايجاد الحلول العاجلة لمشاكل المجتمع.. وبهذا الاختيار العادل لمطالب الثورة يكون وزير الاعلام قد نجح في وضع الحلول الفاعلة والجذرية للخروج بالاعلام الرسمي من كبوته وعبور النفق المظلم لمبني ماسبيرو بعد ان استطاع تحديد ملامح خارطة الطريق الاعلامية من خلال تحديد الهوية الاعلامية لمستقبل الاعلام الرسمي بعد الثورة وهي الفترات الضبابية التي صاحبت هذا الاعلام وفشله في تحديد مساره وهويته الوطنية تحديدا منذ الغاء وزارة الاعلام في بداية الثورة وتولي قيادات مختلفة من خارج المنظومة الاعلامية مصير الاعلام الرسمي والتي لم تستطع المنافسة مع القنوات الفضائية التي انتشرت في سماء المحروسة.. واخيرا استطاع احمد انيس وزير الاعلام الجديد والمعروف عنه بخبراته السابقة في ماسبيرو وخبراته العسكرية ان يعيد الاعلام الرسمي لهويته بما يهدف مصالح مصر الاستراتيجية وأمنها القومي ويمكن الشعب من امتلاك اعلامه وليس النظام الذي يحكم.. حيث تم ضبط الاداء الاعلامي في ماسبيرو وهو ما نتمني ان يتم في بقية الاجهزة الاعلامية الرسمية الاخري بما يضمن اعادة ترتيب اوراق البيت الاعلامي المصري وبتجانس مع متطلبات ثورة يناير واهداف شبابها المتطلع إلي اعلام حر يملكونه وليس اعلاما يوجههم ويفرض عليهم آراء المنافقين والمتحذلقين اعلاميا. لقد سعدت كثيرا عندما قرأت في الصحف خبر تولي شباب ماسبيرو قيادة مبناهم وبيتهم الكبير الذين نشأوا فيه اعلاميا وعرفوا طرق الابداع والحرية في العمل والانطلاق بعيدا عن النمطية والروتين الذي يتحكم فيه الاعلام الرسمي وتذكرت المرحوم مدحت زكي قائد الكتيبة الاعلامية للقناة الثالثة في ذلك الوقت والتي احتلت في عهده مكانة اعلامية مرموقة اتسمت بالجرأة والموضوعية وتقديم الحلول العاجلة بصفة يومية لابناء القاهرة الكبري حتي ان معظم القنوات الفضائية الرسمية والخاصة اقتبست منهم اساليبهم في الاخراج والاعداد والتقديم كما تنافست تلك القنوات في خطف شبابها الذين يحتلون حاليا مواقع اعلامية قيادية في هذه القنوات.