رغم إعلان الجزائري »أنور مالك« انسحابه من بعثة المراقبين التي أرسلتها الجامعة العربية إلي سوريا.. وقوله أنه كان شاهدا علي أحداث مروعة قام بها رجال الأمن والجيش.. وأن القناصة موجودون فوق أسطح الأبنية في كل مكان، ويطلقون النار علي المدنيين دون تمييز.. وأن عدد القتلي الذين سقطوا خلال الأيام العشرة التالية لبدء البعثة عملها يزيد علي أربعمائة.. واتهامه للسلطات السورية بارتكاب العديد من جرائم الحرب ضد المدنيين العزل من أبناء الشعب السوري.. وقوله صراحة ان الفريق »محمد الدابي« رئيس البعثة، يحرص علي الاحتفاظ بعلاقات جيدة مع حكومة دمشق، وعدم إغضابها.. ويشارك بصورة غير مباشرة في تحويل وجود البعثة إلي مسرحية!! ورغم اعلان الرئيس السوري بشار الأسد، للمرة الثانية بعد 42 ساعة من خطابه التليفزيوني الذي ألقاه في جامعة دمشق يوم الثلاثاء الماضي، أنه مستمر في ضرب معارضيه بيد من حديد حتي يقضي عليهم ويحقق النصر الذي بات وشيكا!! لايزال الأخ »نبيل العربي«، الأمين العام لجامعة الدول العربية، مصرا علي تمسكه باستمرار وجود بعثة مراقبي الجامعة في سوريا لآداء المهمة المكلفين بها.. وهو قطعا لا يدرك أنه يثير دهشة جميع المراقبين بهذا الإصرار الغريب.. ولن يبدد هذه الدهشة إعلانه التوقف عن إرسال مزيد من المراقبين.. أو قوله أن الموقف أصبح معقدا بعد الاعتداء علي »11« مراقبا في اللاذقية ودير الزور!! المعارضة السورية من جانبها أعلنت أن المعني الوحيد لاستمرار وجود بعثة المراقبين، هو إعطاء المزيد من الوقت لبشار الأسد وحكومته لسفك مزيد من الدماء.. ليتمكن من البقاء والسيطرة.. وهو ما تباركه إيران، وتسعي إليه روسيا، ويلقي تأييدا واضحا في العراق، ولبنان، والجزائر، والسودان، وإسرائيل أيضا!!