مواطن سورى سقط جراء الهجوم فى حمص مراقب عربي آخر يعتزم الانسحاب .. وتنديد دولي بمقتل الصحفي الفرنسي تجمع المئات من ناشطي السلام السوريين والدوليين في منطقة كيليس التركية الحدودية مع سوريا أمس، مرددين هتافات مناهضة للرئيس السوري بشار الأسد. وشكل الناشطون " قافلة حرية" في محاولة لعبور الحدود إلي داخل الاراضي السورية بهدف نقل مساعدات إنسانية للشعب السوري. وقالوا إنهم سينظمون اعتصاما لمدة ثلاثة ايام اذا ما رفضت السلطات التركية او السورية السماح لهم بعبور الحدود. في حين، ذكرت منظمة هيومن رايتس ووتش أمس أن قوات الامن السورية اطلقت النار علي متظاهرين سلميين حاولوا الوصول الي المراقبين العرب في مدينة جسر الشغور، وطالبت المنظمة جامعة الدول العربية بادانة السلطات السورية. وقالت إنه علي الجامعة أن تكشف علنا عن نتائج البعثة وتقييمها لامكانية استمرارها. وقالت انها لم تتمكن من الاتصال بالمراقبين للتأكد من صحة الواقعة التي رواها الشهود. وقالت نائبة قسم الطوارئ لدي المنظمة إن "السماح باستمرار البعثة دون جهود فعالة أو واضحة لحماية المدنيين لن يؤدي الا للمزيد من الوفيات". في غضون ذلك، قال مراقب عربي ثان- طلب عدم نشر اسمه- انه ربما ينسحب من بعثة المراقبين العرب في سوريا، وذلك بعد يوم من ابلاغ المراقب الجزائري أنور مالك قناة الجزيرة بأنه انسحب من البعثة لان مهمة السلام تحولت الي "مسرحية". ووصف الرجلان معاناة السوريين بأنها "لا يمكن تخيلها." وذكرت وكالة رويترز ان من شأن استقالة عضو اخر من البعثة أن يقوض مصداقيتها. وقال المراقب إنه سيحاول مغادرة سوريا اليوم الجمعة. وأكد أن "المعدات العسكرية لا تزال موجودة حتي في المساجد". وان السلطات السورية لم تظهر أي استعداد حقيقي للامتثال للخطة في حين يفتقر المراقبون للخبرة. وقال مسئول بالجامعة ان ما ذكره المراقب الجزائري الذي اتهم النظام السوري بارتكاب"جرائم حرب" عار تماما عن الصحة". وبدأت مهمة بعثة المراقبة في 26 من ديسمبر الماضي وهي تهدف للتحقق من امتثال سوريا لاتفاق لوقف العنف. وقال عدنان خضير رئيس غرفة عمليات المراقبة بالجامعة ان المراقبين يمكن أن يستأنفوا العمل بعد توقفهم لمدة يومين عقب تعرض افراد منهم لهجوم. من جهته، اعتبر وزير الخارجية الجزائري مراد مدلسي في مؤتمر صحفي بالامم المتحدة أمس الاول إن الحكومة السورية اتخذت خطوات لنزع فتيل الازمة في البلاد وان حمل المعارضة للسلاح ينذر بأعمال عنف أوسع نطاقا. وقال انه لا يعتقد أن سوريا حاليا في حرب أهلية واشار الي أن العنف يقتصر علي عدد قليل من المدن. وحول المراقب الجزائري الذي اعلن انسحابه من البعثة،قال مدلسي ان هذا المراقب ينتمي الي منظمة غير حكومية واشار إلي ان هناك عشرة مسئولين من الحكومة الجزائرية في بعثة المراقبين. في تطور اخر، تحدث صحفي بلجيكي يدعي ينس فرانسين امس الأول عما وصفه ب"الفوضي العارمة" التي سادت قبل مقتل الصحفي الفرنسي جيل جاكييه في حمص اثناء قيام مجموعة من خمسة عشر صحفيا بمهمة في المدينة بموافقة السلطات السورية. وقال فرانسين "تمكنا من اجراء مقابلات مع بعض السكان. ثم اخذونا الي حي آخر. وقبل دقائق من وقوع الحادث، سارت مظاهرة مؤيدة للاسد. طرحنا عليهم بعض الاسئلة. وفي مكان يبعد مائة متر، انفجرت قنبلة يدوية. ركضنا مع بضعة صحفيين الي احدي البنايات. وبينما كنت ادخلها انفجرت امامها قنبلة يدوية ثانية. ثم وقعت بضعة انفجارات ".وذكرت تقارير ان قذيفة سقطت علي الصحفيين. وأدان الاتحاد الاوروبي مقتل الصحفي الفرنسي وطالب باجراء تحقيق سريع لكشف ملابسات مقتله. ". وجاكييه هو اول صحفي غربي يقتل في سوريا منذ اندلاع الاحتجاجات في مارس 2011. واعربت واشنطن عن "اسفها" لمقتل الصحفي الفرنسي ، وقالت الخارجية الامريكية "بخلاف الالتزامات التي قطعها للجامعة العربية، يستمر الرئيس (السوري بشار) الاسد في ارتكاب اعمال عنف ضد شعبه ولا يوفر للصحفيين (..) الظروف الملائمة" للعمل. في الوقت نفسه، اعلنت وزارة الخارجية الامريكية أمس الأول ان واشنطن قررت خفضا اضافيا لعدد افراد الطاقم الدبلوماسي العامل في سوريا وامرت عددا من الموظفين بمغادرة سوريا في اسرع وقت ممكن لخشيتها علي سلامتهم بسبب تواصل اعمال العنف في هذا البلد. وحذرت ايضا رعاياها الذين ما زالوا في سوريا من ان قدرة السفارة في دمشق علي تقديم المساعدة الطارئة لهم باتت "محدودة للغاية". وفي سياق متصل، ندد نائب الرئيس الامريكي جو بايدن ورئيس وزراء قطر الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني في اجتماع في واشنطن امس الأول حضره أيضا مستشار الرئيس باراك اوباما لشؤون الامن القومي توم دونيلون، ب" أعمال العنف التي يرتكبها نظام (الرئيس بشار) الاسد في سوريا وشددا علي اهمية تقرير بعثة المراقبين العرب المرتقب في 19 يناير".