هذه المقالة أخرتها الاحداث شهرا كاملا!! هذه المقالة لابد ان يعكف كاشف نفوس المصريين وعالم كيميائهم الداخلية الدكتور احمد عكاشة.. لم ألجأ إليه شخصيا وجها لوجه ولو بالتليفون دائما ألوذ إليه بمقالتي لعل لديه تفسيرا. استاذنا العظيم يا من تراقب نفوس المصريين وما يحدث بها من تغيير لحظة بلحظة.. لعلي لا أضعك في مأزق ولكني ارجو ان تخرجني من هذا المأزق. هل تصدق انني لم تهتز في شعرة بما حدث لفتاة مجلس الوزراء واعتبرت انها صلبت مثل المسيح ولكن المصيبة فيمن قاموا بالصلب فالمصلوب والمفعول به يستحق الشفقة للحظات خاطفة ولكن الذين قاموا بالصلب يعذبون ويزدريهم الناس مدي الحياة هل يمكنك ان تصدر تحليلا نفسيا لهؤلاء الرجال الذين فقدوا الرجولة؟ لم أتعجب للعدوان علي النساء سواء جسديا أو معنويا وتعجبت اكثر لازدياد المنقبات في مجتمعنا وهن مسلوبات العقل والارادة وقد اقتنعت كل منهن انه لا فائدة منها سوي التناسل والمصيبة انهن يرتدين القفازات لاعتقادهن انه لو ظهر اصبع من احداهن لفقد الرجال عصمتهم حتي لو كانوا في الشارع. الذي هزني وجعلني اشعر بالتغيير البشع هو أن الذي حدث لهن كان من رجال الجيش شجعان مصر والذين اشتهروا بالنخوة والشجاعة والرجولة.. هل هؤلاء هم الذين عبروا خط بارليف وهزموا الجيش الذي لا يقهر في اكتوبر 3791؟ هل هؤلاء هم احفاد الذين قهروا الهكسوس؟ هل اختفت النخوة؟ وحتي لو كانت قد صدرت اوامر لهم باستعمال المستحيل لإجهاض الثورة فليس من عادة رجال مصر ان يطيعوا الاوامر بهذه الطريقة البشعة؟ »لو حققوا بعد عمر طويل« انهم اضطروا إلي اطاعة الاوامر لاولي الامر منهم أو اثبتوا انهم بلطجية تخفوا في الثوب الشريف ثوب جيش مصر أو انهم بلطجية امن الدولة الذين مازلوا يتلقون الاوامر من سادتهم المحجوزين رهن التحقيق أو مأجوري المال السايب الذي مازال يسيب!! يا دكتور عكاشة كيمياء المصريين قد تغيرت فاصبحوا حيوانات مطيعة بداية من عجين الفلاحة إلي العدوان علي النساء العزل الذين يشاركون الرجال في شجاعة معروفة عنهن دائمة ومنذ ثورة عرابي ومنذ بطولات القنال حينما كانت النساء يتخفين ليلا ويحرقن معسكرات الانجليز في مساواة مثبتة في وقائع المقاومة مع الرجال. أقسم بالله العظيم ان الذي هزني هو المشهد المتوحش غير المسبوق في التعامل بهذه الوحشية مع النساء!! وتتواصل اساليب الرجال في قهر المرأة معنويا بأن يحلبون لبنها اصواتا في طوابير الانتخابات ولا امرأة واحدة توجد علي الساحة لتقول انا هنا احمي بلدي واقفز بها إلي مستقبل جديد.. نفس القهر والسحل في شارع مجلس الوزراء هو هو نفس السحل في شارع السياسة. نفس الامتهان لجسد المرأة وامتهان اخر لعقلها وانجازاتها ويطلع علينا قدرنا بالسلفيين الذين لم يقرأوا عن سيد الخَلق والخُلق رسول الله الذي بايع النساء في بيعة معروفة وموثقة ويطلعون علينا بقول لاحدهم »ولدي اسمه« وصلت به الصلافة والبعد عن الدين وكأنما لم تلده امرأة ولعله لم يتزوج امرأة وليس له اخت ولا ابنة يطلع علينا بقول شديد الحقارة بان وجه المرأة مثل »فرجها« عورة واعوذ بالله لهذه الكلمة وانه يجب ان يغطي!!! هذا السلفي اهدر كلمة السلفيين ان السلف الصالح بريء منهم إلي يوم القيامة!! لقد هانت المرأة علي مصر.. المرأة التي لو حجبت المدرسات أو الممرضات لتوقف التعليم والتطبيب في مصر. لقد تم استبعاد النساء عن كل المواقع.. أو قول الحق تم استبعاد النساء بسبق اصرار وترصد جنبت الامهات التي قيل ان الجنة تحت اقدامهن واستبعد السلفيون الذين يتباهون بسلفيتهم للرسول استبعدوا حديثه عن الأم ثلاثا ثم الاب!! لا اعلم من اين استقي هؤلاء السلفيين نظرتهم وفكرهم أو في الحقيقة حقدهم علي النساء ولعلهم يأتون بكل ذلك لنسائهم الذين خضعن وتنقبن واصبحن يعثن فسادا في الاسلام ويجعلن نظرة العالم للمرأة وللاسلام في الدرك الاسفل. وتقف المنقبة في الانتخابات بعد ان سلمت للنساء سلال الخير من اللحم والارز والعدس ثم تهتف فيهم »راعوا ربنا يا ستات.. راعوا ربنا في اللي اخذتوه.. ربنا رزقكوا حافظوا ع الرزق الورقة معاكي يا دوب تعلمي ع الصورة« في الانتخابات قلت لها - تراعي ربنا يعني بالرشوة.. - عيب يا هانم دي غلبانة وبنديها كل يوم مش في الانتخابات بس. وهكذا تغطي وجهها وتغطيع قلها وتسلم نفسها لرجل لا يعرف الله إلا من خلال كراسي مجلس الشعب وحسبنا الله ونعم الوكيل.. ليس في الكراسي ولكن في الرجال الذين اهدروا النساء. رسالة إلي الإمام الاكبر الدكتور الطيب حفظه الله المرأة - اعزك الله - هي الام والابنة والاخت والزوجة هي عماد الاسرة..هي السيدة خديجة رضي الله عنها التي انفقت من مالها علي الاسلام وآمنت وطمأنت رسول الله. المرأة هي ام سلمة التي اخذ بمشورتها الرسول صلوات عليه عليه حينما منع من العمرة.. المرأة هي صفية زغلول التي رفضت ان تترك بيت الامة وجمعت الثوار وحاربت الانجليز في كل منتجاتهم بانتاج مصري. المرأة هي كل ارملة طمأنت اليتامي واصبحوا رجالا ونساء في عصب الوطن.. اما الرجل - قواك الله - فهو القائم علي الرعاية والرفيق في الحماية والراعي بحب ومقدرة. في يومنا هذا وتحت نظر الازهر الشريف تعذب المرأة ولا تقتل ولكنها تنكفيء وتصبح في الدرك الاسفل.. والرسول صلوات الله عليه كرمها في اكثر من موقع يعلمه كل من تفحص وقرأ تاريخ الدين الحنيف.. كرمها ورفع مقامها حينما أنصفها ببيعة النساء.. نلوذ بالازهر ونهيب بإمامنا المستنير الذي انتمي إلي مجلس العائلة الذي وسع مكانا فيه للمرأة.. ألوذ بالامام الاكبر فقد جمعت حولك باقة من عقول مصر ومستنيريها.. عليك امامنا ان تصدر وثيقة من الازهر تعيد للمرأة وضعها الذي فرضه الله في القرآن والسنة النبوية.. لقد جعلت من الازهر سيفا علي الباطل قواك الله ومن معك.