تفشت ظاهرة سقوط الرموز التدريبية والأوراق الفنية من الأجهزة القيادية للفرق في غير موعدها وبعيدا عن موسم الخريف الذي يشهد تساقط مثل هذه الأوراق وهو نهاية وبداية الأعوام الكروية.. وشهد هذا الأسبوع اهتزازا واعصارا في ثلاثة أجهزة فنية.. أطيح بالكابتن مختار مختار من قيادة فريق إنبي وتولي الكابتن حسام البدري المهمة خلفا له.. وغادر الكابتن حمزة الجمل موقعه في رئاسة الجهاز الفني لتليفونات بني سويف واختير الكابتن أشرف قاسم بديلا له.. وجاءت التغييرات التي شهدها الجهاز الفني لفريق الطلائع غريبة شكلا وموضوعا.. فتم الاستغناء عن الكابتن غانم سلطان والكابتن عبدالستار صبري وانضم إلي المدير الفني الكابتن فاروق جعفر كل من الكابتن عصام مرعي والكابتن أحمد سامي ومعهما محمد يونس لتدريب الحراس.. واذا كان التغيير والتطوير من طبائع الحياة ومن السمات التقليدية للدنيا.. فإن التغييرات الفنية تحكمها ضوابط ومقاييس لابد أن تتوافر لتضمن هذه التغييرات مردودات ايجابية ولا تشهد نتائج عكسية وظواهر سلبية.. ومع رأي الخبراء فيما جري كان لنا هذه السياحة الذهنية. يقول د. طه اسماعيل: التعديلات والتغييرات التي شهدتها الفترة الماضية وهي قصيرة في مدتها شديدة في قسوتها جاءت غير طبيعية وغير متوافقة مع طبيعة وواقع الأحداث.. فكل التغييرات لم تكن لأسباب قهرية ودوافع ضرورية.. إنبي ورغم انه لم يحتل الموقع الذي يناسبه ولم يقدم العروض والنتائج التي تليق بإمكاناته وقدرات ومواهب لاعبيه غير ان إدارة النادي كانت قد اتفقت مع الجهاز الفني علي ضرورة احترام تعاقدها واستمرار كابتن مختار وجهازه المعاون في موقعه لمدة سنتين حتي يتمكن من تجديد الدماء وتحديث الأداء.. ولم يكن تعادله الايجابي مع الطلائع 2/2 هو الدافع علي التغيير الفوري وإنما كان الأمر مبيتا وكأنه قرار صادر ويحتاج فقط لمجرد الاعلان.. ولن نتعرض باللوم علي الأجهزة التي تولت المهمة سواء الكابتن حسام البدري أو الكابتن أشرف قاسم في كل من إنبي والتليفونات.. لأننا نقتنع بالقول المأثور »لو دامت لغيرك ما وصلت إليك« لكنني فقط أؤكد أن أي مدرب يحتاج إلي مدة تقاس بالشهور وليس الأيام لكي تظهر بصماته علي أداء أي فريق.. وان التغيير المفاجيء وسط الموسم يضر بالفريق واللاعبين والأداء حتي لو تحسنت النتائج والعروض لأسباب حماسية وعاطفية وإنسانية.. أما التغيير الثالث الجزئي فقد جاء غريبا وعجيبا.. أطاحوا بغانم سلطان وعبدالستار صبري وأبقوا الكابتن فاروق جعفر.. ولا أستطيع أن أحلل مثل هذا الاجراء لأنه يأتي غامضا ومبتورا وكأن الكابتن جعفر هو الذي اشتكي من معاونيه مع انه اختارهم ولم يتم فرضهم عليه. قرارات متسرعة القرارات المتسرعة التي صدرت مؤخرا وأطاحت بالأجهزة الفنية وغيرت تغييرا جذريا في بعض الأجهزة جاءت عشوائية وعاطفية وخلت من النظرة العميقة والرؤية السديدة.. هكذا يقول د. كمال درويش رئيس نادي الزمالك وعميد كلية التربية الرياضية السابق.. ولاشك ان هذه القرارات صدرت من بعض القيادات الهاوية التي تترأس مؤسسات ومنظمات محترفة.. وكم نادينا بأن تكون مثل هذه القيادات ذات صبغة محترفة لتكون قادرة وواعية بما تتخذه من قرارات لصالح المؤسسات.. أما النظرة العلمية والتخصصية فترفض اجراء أية تغييرات فنية خلال الموسم إلا لأسباب قاهرة لا يمكن الانتظار عليها أو التريث فيها.. وذلك لأن هذه القيادات تحتاج لمدد وفترات كي يظهر مردودها وتبدو بصماتها علي أداء المقودين لها.. ثم ماذا قالوه عن مبررات التغيير.. تدني موقع الفريق في جدول الترتيب.. خسارة الفريق لمباراة أو مباراتين.. العروض هبطت في احد اللقاءات.. كلها أمور واردة في عالم كرة القدم.. وكان لابد لهذه القيادات غير الواعية أن تبحث بتؤدة وتفكر مع الأجهزة الموجودة الأسباب والدوافع علي مراكز وترتيب وعروض الفريق قبل أن تتخذ قرارها بالتغيير.. مجمل الحديث انني أري ان التغيير الذي تم في الأجهزة الفنية جاء بقرارات متسرعة من قيادات غير مؤهلة ولا مدركة لعواقب الأمور وان هذه القيادات هي التي تستحق التغيير وليس الأجهزة الفنية.. ولابد هنا أن نشيد بالقيادات الواثقة من أنفسها ومن اختياراتها في أندية سموحة والمقاولون والداخلية وحتي غزل المحلة التي لم تفكر في تغيير أجهزتها الفنية حتي مع احتلال هذه الأندية لقاع الجدول وعدم تحقيقها إلا القليل من النتائج الجيدة. المعروف يبقي ويقول كابتن حمزة الجمل مدير الكرة المستقيل.. المعروف هو الأبقي والعلاقة الطيبة هي الأدوم وكما تعاقدنا بالمعروف لابد أن نفسخ تعاقدنا بنفس الأسلوب.. قيادات التليفونات ناس محترمة ولم يصدر منهم أي هفوات أو منغصات.. وحتي بعد أن تركتهم فإن كل ما يصدر منهم لا يشوبه أية زلات أو خطيئات.. وإذا سألتني لماذا أقدمت علي ترك موقعي في تدريب الفريق رغم عدم مضي أربعة أشهر علي تولي مهمتي فأقول لقد كان اتفاقنا ينص علي تقديم تقرير وافي عن حالة الفريق قبيل فترة الانتقالات الشتوية.. وتضمن تقريري ضرورة التعاقد مع بعض اللاعبين ممن لديهم خبرات ومهارات وليسوا من الناشئين فقط.. وبعد ان تم بحث التقرير الذي تقدمت به أبلغوني انه لن يتم استقدام أي من الأسماء والنجوم من أصحاب الخبرات السابقة وأنه سيتم قصر الضم علي الناشئين فقط.. ولم يرضني هذا التوجه خاصة ان قرارهم كان قاطعا ولم يترك أي مجال للتفاوض.. وإذا كان أحدهم قد اتهمني بالاعتماد علي عدد من اللاعبين لا يزيدون عن تعداد التشكيلين الأساسي والبديل فإن اتهامهم صحيح لأنني أوجدت تشكيلا متجانسا متفاهما متعاونا من أفضل الجاهزين فقط وحتي لو كان هناك بعض اللاعبين خارج التشكيل من الأسماء المشهورة فإن هذه المسئولية تقع علي عاتقهم لأنهم لم يتكيفوا ويتفاهموا مع بقية زملائهم ولم ينصهروا في بوتقة الأداء الجماعي.. عموما لا أستطيع ان أقدح في القيادات بالتليفونات.. فجميعهم من الرجال الشرفاء الذين يعتقدون ان توجهاتهم وقراراتهم تأتي للمصلحة العامة للفريق وليس لدوافع شخصية مغرضة.. وربنا يوفقهم والفريق لما هو أفضل.