أجمع المراقبون علي أن تناحر القوي السياسية في الآونة الأخيرة وتصدر الفوضي للمشهد السياسي في أعقاب أحداث القصر العيني قد أفرزت الكثير من الحقائق التي تمثل تحديات صعبة امام حكومة الانقاذ كان من اهمها: الاقتصادية مما دفع رئيس الحكومة لاستجداء صناديق النقد العربي والدولي.. تصاعد المؤامرات والدسائس لحرق مصر في الاحتفال بعيد الثورة الاول.. وتهديد ظاهرة البلطجة للاستقرار السياسي والامني.. والتعمد في تشويه الثورة يدفع الثوار لحمل السلاح.. وان برلمان مصر القادم ليس برلماناً للثورة وإنما هو برلمان الإخوان والسلفيين.. وظهور اللهو الخفي بقتل الشباب بالقصر العيني. ومنظمات اهلية وكيانات سياسية تتلقي اموالاً من دول خارجية لضرب الاستقرار بمصر.. والمسيحيون يفكرون في الهجرة والمسلمون المعتدلون خائفون.. وحرق كنوز مصر العلمية امام الرأي العام العالمي.. واختفاء الفنانين والادباء والمفكرين عن الساحة الثورية.. وتعمد القنوات الفضائية علي تشويه سمعة مصر الإعلامية بالخارج.. وبراءة الضباط المتهمين بقتل متظاهري الثورة بالسيدة زينب.. وبعض المصريين يعتصمون بميدان التحرير والغالبية منهم علي المقاهي.. وعربدة الجواسيس علي ارض مصر. وفي ظل تطورات الاحداث علي الساحة المصرية ومدي خطورتها علي مصالح مصر الاستراتيجية وأمنها القومي ساهم البعض علي المشاركة في تفاقم تلك الازمات عندما تأثر سلباً بالفضائيات المصرية والعربية التي استطاعت التأثير علي اتجاهاته السياسية وانتمائه لوطنه فذهب يسب ويرمي بالملوتوف والخرطوش قواته المسلحة دون وعي أو فهم تحركه صفحات الفيس بوك والمواقع الاليكترونية التي احترفت توصيل الرسالة الإعلامية كما ترغب وتريد دس السم في العسل علي الهواء مباشرة دون مراعاة لقواعد المهنة وادابها أو الاحترام لقوانين الدولة المصرية التي منحتهم تراخيص العمل علي ارضيها.. وقد أسهم البعض الاخر في تفاقم تلك الازمات من خلال اميته في القراءة والكتابة بجانب اميته السياسية وممارسة الحرية بكل وسائل الفوضي التي تميز في استخدامها مثل صناعة الاسلحة وانتاج موادها الخام بكل سهولة وفي كل الاوقات شجعهم علي ذلك الرغبة في التخلص من الحكم الديكتاتوري منذ عهود الفراعنة المتعاقبة وحتي حسني مبارك آخر فرعون مصري والتحرر من القيود السياسية والامنية التي كبلت حرياتهم الشخصية. وفي ظل هذا المعترك من الفوضي والضبابية تناسي هؤلاء أنهم قاموا بثورة يجب الحفاظ علي مكتسباتها وأن وطنهم يمر بمراحل مفصلية في تاريخه تستلزم الوعي الثقافي والسياسي والتصدي لبلطجية الفوضي وعدم الاستقرار التي تهدد مصالحهم الاستراتيجية والتي كان اخرها الإعلان عن حرق مصر من قبل البلطجية واعدائها في الداخل والخارج بالتزامن مع الاحتفال بأول عيد حقيقي يشهده العصر الحديث الي ان المصريين العظماء القوا بعرض الحائط هذه التهديدات واعتبروها فبركة سياسية وإعلامية وذهبوا يتزاحمون علي المقاهي والنوادي يتراشقون بالالفاظ حول مستقبل الثورة وصعود التيار الإسلامي وشخصية من يحكم مصر حتي اصبح الكل يتحدث بالسياسة بدون مرجعية حقيقية أو وعي ثقافي وسياسي لتطورات الاحداث بوطنهم وتناسوا الحريق القادم مرددين شعار مصر فوق الجميع. وعمار يا مصر!!