حتي بعد الثورة مازالت عقلية الانتقام من الشعب تحكم..مازالت عقلية بطرس غالي المتخصصة في الجباية واستنزاف الغلابة تدير الأمور في اتجاه أن تجعل الناس تكره البلد وأم البلد! مازالت العقلية الشيطانية التي تجيد اللعب بلغة الكلام المعسول في الوقت الذي تضرب فيه الناس في مقتل هي التي تحرك المسئولين عند اتخاذ القرارات.. مازالت الرغبة في تعذيب الناس سواء في محياهم أو في مماتهم هي متعة بعض المسئولين الذين لا يريدون أن يفهموا أن هناك ثورة قد قامت لرفع الظلم والقهر عن الشعب ! لاأدري من ذا الذي أوحي إلي السيد عبدالقوي خليفة محافظ القاهرة بفكرة حل مشكلة قائمة الانتظار منذ التسعينيات للحصول علي مقبرة، بتعجيز المواطنين الذين صبروا هذه الفترة الطويلة وإرغامهم علي دفع 21 ألف جنيه إذا أرادوا الحصول علي مدفن كل مساحته 20 متراً وإلا ضاعت عليهم الفرصة؟!. الإثني عشر ألفا هي ثمن الأرض فقط، أما البناء فهو موضوع آخر .. تصدق يا عم المحافظ أنني عندما استلمت الخطاب فطست علي روحي من الضحك وقلت يعني إحنا مش عارفين نعيش كويس، كمان مش ها نعرف نموت كويس؟!.. إيه الهم ده يا عم خليفة!.. تخيل حضرتك أن الذي يتكلم بهذه المرارة يعمل صحفيا، أي أنه يستطيع نظريا أن يدفع لك ما تطلبه، ورغم هذا فهو عاجز، فما بال سيادتك بمن يحصل بالكاد علي قوت يومه وفي بعض الأيام لا يستطيع! السؤال الآن للدكتور رئيس الوزراء: بذمتك ياعمنا الدكتور جنزوري هل هذا النوع من المسئولين يشعر فعلا بآلام ومتاعب الغلابة؟.. وهل هذه هي النوعية التي تصلح لأن تعاونك في حكومة الإنقاذ؟!