حالة من الضيق النفسي الشديد الاقرب إلي الاختناق يعيشها الكابتن حسام البدري المدير الفني لفريق الاهلي الاول لكرة القدم في الفترة الحالية، نتيجة الانتقادات التي بدأ البعض يوجهها إليه في الفترة الاخيرة بعد أن فقد الفريق سبع نقاط في أربع مباريات .. وإذا كان البدري يري مع من يرون أن نزيف النقاط الذي بدأ يلاحق الفريق من الدور الثاني للدوري هو مؤشر خطر ينذر بصعوبة مهمة الاهلي في الحفاظ علي درع الدوري، إلا أنه يري ومعه الحق أن كل هذه الانتقادات والاتهامات ليست منطقية أو عادلة علي الاطلاق خاصة أنها لم تراع أبدا الظروف الفنية الصعبة التي يمر بها الفريق حاليا، تلك الظروف التي تجعله مضطرا إلي خوض معظم المباريات أو كلها تقريبا بدون أهم وأبرز نجومه لأسباب ليست خافية يمر بها الفريق من إصابات وعدم جاهزية بعض هؤلاء اللاعبين، ووصول البعض الآخر لسن اليأس الكروي .. بل أن المدقق يري أن الفريق الحالي للاهلي ليس هو أبدا نفس الفريق الذي حصد البطولات وساهم في تحقيق إنجازات النادي في الخمسة مواسم الاخيرة، بعد أن رحل عنه نجوم مهمين ومؤثرين جدا أمثال محمد شوقي المحترف حاليا بتركيا نجم وسط الفريق السابق وعصام الحضري حارس المرمي الحالي للاسماعيلي والمهاجم الانجولي فلافيو الذي إنتقل للشباب السعودي، بالاضافة إلي نجمي الدفاع شادي محمد الذي إنتقل للاتحاد السكندري وعماد النحاس الذي أقعدته الاصابة .. والذي يزيد من ضيق واختناق البدري هو أن يتعرض لكل هذه الانتقادات والاتهامات في وقت لايزال فيه الاهلي هو المتصدر للقمة بفارق خمس نقاط عن أقرب منافسيه وهو بتروجت، فما البال لو أنه كان في موقع أخر غير الصدارة ؟!! وإذا كانت حالة الاختناق التي عليها البدري بدأت تظهر علي تصرفاته في الفترة الاخيرة وبخاصة بعد العودة من أجازته التي كان يقضيها مع أسرته بلندن، وهو أمر أظهرته طريقة تحاوره مع وسائل الاعلام، إلا أنه ومع ذلك يرفض الفضفضة والترويح عن النفس بكشف الاسباب الحقيقية التي تجعله مخنوقا لهذه الدرجة، لأنها أسباب أظنها من وجهة نظر شخصية قد تقوده إلي إنتقاد المسئولين بالنادي والادق لجنة الكرة، خاصة وأنها لم توفر له نفس الامكانيات التي كانت توفرها لسابقه البرتغالي مانويل جوزيه والذي يضم في بداية كل موسم فريقا كاملا من اللاعبين معظمهم " فرز " ومن المخضرمين القادرين علي إحراز البطولات والذين كان أخرهم النجم المخضرم أحمد حسن قائد المنتخب الوطني الاول، فيما أن الصفقات التي ضمها النادي للبدري كانت " فرز ثاني "، ولم يرتقوا أبدا إلي مستوي اللعب لناد كبير مثل الاهلي .. أما الكلمات التي وافق البدري علي التصريح بها، فكانت في تأكيده علي أنه سيبذل أقصي ما في وسعه للحفاظ علي القمة لحين حسم الدوري، مشيرا إلي أن شدة المنافسة في الفترة الحالية ربما تكون سببا في زيادة الحافز النفسي عند لاعبيه، خاصة أنه يري أن أحد أهم الاسباب التي أدت إلي فقدان الفريق لهذا العدد من النقاط هو حالة التهاون والاستهتار التي أصبح عليها اللاعبون نتيجة لإحساسهم بالتفوق علي منافسيهم وأعتقادهم بأن البطولة أصبحت في جيوبهم !! الاستعداد للمصري يأتي هذا في الوقت الذي يواصل فيه الفريق تدريباته اليومية إستعدادا لمباراته الهامة القادمة أمام المصري البورسعيدي والتي تقام بإستاد القاهرة يوم الاربعاء القادم في الاسبوع العشرين للدوري الممتاز .. وكان الفريق خاض أمس الاول مباراة ودية قوية أمام السنبلاوين أحد أندية دوري القسم الثاني، إنتهت بفوز الاهلي بهدف نظيف أحرزه محمد سمير من ضربة جزاء .. وقد حرص البدري في هذه المباراة علي تجربة أكبر عدد ممكن من اللاعبين غير الاساسيين والشباب، حيث أشرك 17 لاعبا هم : شريف إكرامي أحمد عادل عبد المنعم ومحمد سمير وشريف عبد الفضيل وأحمد السيد وأحمد علي وعبد الله فاروق ومصطفي شبيطة وأحمد شكري ومحمد بركات ومحمد فضل وفرانسيس وعفروتو ومحمد طلعت وأسامة حسني ومحمود توبة وسعد الدين سمير . فيما لم يدفع بأي من اللاعبين الدوليين العائدين من المنتخب مفضلا راحتهم وخضوعهم لبرنامج تدريبي خاص تحت إشراف مدرب اللياقة البدنية والاحمال .. ويؤدي الفريق مرانه اليوم علي فترة واحدة الساعة الرابعة والنصف بعد الظهر يشارك فيها جميع اللاعبين بإستثناء المصابين جليبرتو ومعتز إينو وكلاهما سيغيب لنهاية الموسم، وكذلك هاني العجيزي الذي يعاني من إصابة تبدو نفسية نظرا لتكرارها دون تعرضه لسبب حدوثها، وهي عبارة عن ألام في عظمة الحوض .. أما بالنسبة للاعبين السبعة الناشئين الذين تم تصعيدهم من فريق 18 سنة للتدريب مع الفريق الاول، فقد قرر البدري إعادتهم مرة أخري للتدريب مع فريقهم.