أعترف أنني لأول مرة أدلي بصوتي في انتخابات برلمانية سواء مجلس الشعب أو مجلس الشوري أو حتي انتخابات المحليات رغم أنني كنت أشارك في تغطية فعاليات الانتخابات بحكم عملي الصحفي.. وأعترف أن أول مرة وقفت أمام الصندوق في لجنة انتخابية كانت يوم الاستفتاء علي التعديلات الدستورية منذ 8 شهور.. أعترف أيضا أني لم احمل يوما تلك البطاقة الانتخابية ذات اللون البرتقالي لانني كنت أعلم أن الموتي ينوبون عنا في التصويت وان ارادة الصندوق محسومة سلفا والكل يعلم ذلك وأن رجال السلطة سوف يقومون بالواجب.. لكن يوم الثلاثاء الماضي كان لدي اصرار عجيب علي ممارسة حقي الانتخابي بعد أن تغيرت الدنيا وأصبح الصوت في اعتقادي له قيمة ويمكن ان يؤثر في صنع مستقبل بلدي.. استيقظت مبكرا خشية تكرار زحام يوم الاثنين الذي لم يكن له مثيل حيث امتدت الطوابير الي حوالي الكيلومتر ذهبت لأدلي بصوتي في مدرسة السيدة خديجة بالمعادي الجديدة والحمد لله لم يكن الطابور طويلا حيث كان أمامي حوالي03 ناخبا فقط.. طابور للرجال وطابور للسيدات.. النظام مستتب.. لم يزاحم أحد الآخر.. ولم يحاول ناخب ان يتقدم الصف ليأخذ مكان غيره.. من تلقاء أنفسهم نظموا صفوفهم والتزموا بالدور.. اعجبتني الاجراءات الأمنية للقوات المسلحة والشرطة التي إلتزمت الحياد التام. داخل اللجنة استقبلني قاض محترم واعطيته بطاقة الرقم القومي فأعطاها للموظف.. وقعت أمام اسمي في كشفين واعطيت صوتي واخترت من أريد في حرية كاملة وبعد أن وضعت الورقتين في الصندوقين غمست اصبعي في الحبر الفوسفوري.. ثم انصرفت وشعرت بالزهو ورفعت اصبعي الذي تلون بلون الحبر الفوسفوري وكأنني أريد أن يراه الجميع وكأنني أريد أن أقول لكل من يقابلني لقد انتخبت والحمد لله.. فعلا يجب ان نفخر اننا عشنا لنري انتخابات حرة نزيهة أخرست كل الألسنة التي شككت في العملية الانتخابية وطالبت بتأجيلها بحجة انها ستجري في أجواء غير آمنة.