أخيرا رست سفينة المصري علي بر الأمان بعد رحلة شتات وسط أمواج عاتية هددتها بالفرق في بحر الظلمات ولكنها وجدت ضالتها في أرض أبناء العم بالإسماعيلية بعد الحصول علي نقطة الغيث والحياة ليصل رصيد المصري إلي 33 نقطة ضمن بها البقاء في دوري الكبار ولتعيش بورسعيد فرحة مزدوجة بعد أن نجا المريخ شقيق المصري الأصغر هو الآخر من الهبوط الدوري الدرجة الثالثة بفوز غال حققه علي الترسانة في بورسعيد منزل السكينة والهدوء علي أعصاب جماهير المدينة الحرة المخلصة والتي عاشت شهورا طويلة وهي تجتر جرعات الخوف والرعب علي معشوقها المصري ولكن ما أحلي الفرحة بعد ليالي حزن طويلة وما أحلي الأمان بعد الرعب وكوابيس الفزع. حان وقت المصالحة وكانت جماهير بورسعيد قد صبت غضبها علي لاعبي المصري عقب انتهاء مباراة الإسماعيلية رغم الفرحة بضمان البقاء ولكن الغضب جاء لتفريغ شحنة الفزع التي استمرت طويلا وأيضا لتخاذل لاعبي المصري بالتفريط في فوز كان في متناول أيديهم أمام أبناء العم الدراويش وأيدي محمد حلمي المدير الفني للمصري وطارق الصاوي المدرب العام تفهمهما بغضب جماهير المصري ومنحا كل العذر لهذه الجماهير التي لم تتخل عن فريقها في أصعب الظروف ولكن لم يكن مقبولا من اللاعب أحمد شديد قناوي أن يبدي غضبه من الجماهير بكلام غير منطقي أن المصري لا ينافس علي بطولة فلماذا تغضب الجماهير؟ واللاعبون ضحوا بوقتهم وجهدهم لتحقيق أمل البقاء في الدوري. وردت الجماهير بأن اللاعبين حصلوا علي ملايين الجنيهات من رئيس النادي وانتابتهم حالة لامبالاة قبل مباراة الزمالك وكادوا يتسببون في أزمة للرفيق لولا وقفة مجلس الإدارة وتغيير المدير الفني لتعود الأمور لنصابها مرة أخري والانضباط لصفوف اللاعبين ليتحقق التعادل المنقذ مع أبناء العم وجماهيرهم التي تعاطف مع المصري وتمنت له البقاء وهو موقف تحمله بورسعيد لجماهير الإسماعيلي بكل الود والامتنان. وبعيدا عن صراع الهبوط الذي ودعه المصري وطوي صفحته قرر كامل أبوعلي رئيس المصري الستمرار معسكر الفريق بالإسماعيلية للابتعاد باللاعبين عن أي احتكام مع الجماهير ومنح محمد حلمي اللاعبين راحة ليوم واحد عقب مباراة الإسماعيلي واستأنف الفريق تدريباته أمس واشترك فيه جميع اللاعبين بما فيهم المدافع المالي الياسو وهاني سعيد رغم غيابهما من لقاء الغد لحصولهما علي الانذار الثالث وكذلك يستمر غياب عمرو الدسوقي كابتن الفريق لاصابته وشريف عارف ويؤدي الفريق تدريبه الأخير بالإسماعيلية ظهر اليوم يعود بعدها لبورسعيد ليبيت ليلته بأحد فنادق المدينة وحتي موعد المباراة ويسعي الجهز الفني واللاعبون لمصالحة الجماهير في لقاء الجونة ويلعب المصري بأعصاب هادئة وسيؤديه الجميع لتكون مباراة حسن الختام لمصالحة الجماهير وتقديم عرض جيد يكون بمثابة عربون مصالحة واستعادة ثقة الجماهير ويسعي الجهاز الفني للاطمئنان علي مستوي اللاعبين قبل خوض مباريات كأس مصر التي تنطلق بعد أيام قليلة وقرعة هذه البطولة في صالح المصري ويمكن أن يصل لدور الأربعة وهو يؤدي المباريات علي ملعبه ووسط جمهوره طبقا للقرعة وتسعي إدارة المصري لتكون مباراة المصري والجونة غدا بمثابة احتفالية للفريق مع جماهيره بمناسبة البقاء في الدوري ويأمل الجميع في بورسعيد أن تكتمل الاحتفالية بعرض جيد من المصري يحقق به الفوز لتكون بحق مباراة حسن الختام.