كان شعار التليفزيون المصري والفضائيات الخاصة منذ اندلاع الأزمة الأخيرة »لا صوت يعلو علي صوت الثورة« حيث انتقلت الكاميرات الي ميدان التحرير والعباسية لتقديم تغطية حية ومباشرة لتداعيات الأحداث وردود الأفعال المصاحبة، وفتحت برامج التوك شو أبوابها وحلقاتها في حوارات علي الهواء مع قادة الأحزاب والائتلافات وأصحاب الرأي لاستطلاع أرائهم في الأحداث الجارية، وطرق الخروج من الأزمة بأقل الخسائر الممكنة. تحولت هذه البرامج الي سجال وتراشق بالكلمات من جانب ضيوفها الذين أخذ كل منهم يدلي بدلوه فيما تشهده البلاد من أزمات وتباري كل صاحب رأي في إثبات صحة توقعاته، وقد تباينت الاراء من النقيض الي النقيض في اكثر من برنامج بين مؤيد ومعارض لأحداث التحرير، كما اختلفت أيضا في تحديد المسئولية وراء إطلاق النار علي المتظاهرين ورجال الشرطة معا.. وفي مداخله هاتفيه أجراها معتز الدمرداش من خلال برنامجه »مصر الجديدة« مع مدير أمن الاسكندرية تساءل الأخير عمن أصاب رجاله من أفراد الشرطة الذين التفوا حول المديرية لحمايتها من المتظاهرين وأوضح أنه نزل بنفسه داعيا المتظاهرين الي حوار ولكنهم لم يستجيبوا لنداءاته بالتهدئة وعدم تصعيد الأمور تجنبا لإراقة الدم بين الطرفين. وعلي الجانب الآخر تعرض خيري رمضان من خلال برنامجه »ممكن« علي قناة C.B.C لانتقادات حادة من جانب سيدة في اتصال هاتفي حيث وجهت سلسلة من الهجوم علي كل من خيري وهالة سرحان ومعتز الدمرداش ولميس الحديدي وأتهمت برامجهم بأنها تحريضية وتسعي لاشعال النار وانها مسئولة عما يحدث من أزمات وانفلات أمني، ولا تقدم حلولا ولكنها تهدف الي اثارة الرأي العام.. وكذلك مدحت شلبي الذي نال ايضا قسطا من الهجوم من خلال اتصال هاتفي من جانب أحد المشاهدين أتهمه بأنه من الفلول!! والمؤكد أنه وبعد ما ظلت قناة الجزيرة والعربية والB.B.C لفترة طويلة من الزمن محط أنظار المشاهدين في متابعة الأحداث الساخنة علي الساحة المصرية. أنسحب البساط من تحت أقدامها بعد ظهور العديد من القنوات الفضائية المصرية ومنها C.B.C و52 يناير والحياة والمحور والتحرير والنهار وأخيرا التليفزيون المصري بعد أن أستعاد وعيه وارتفاع سقف الحريات في تغطياته الاخبارية التي أصبحت اكثر موضوعية عن ذي قبل، وتفوقت هذه القنوات بالنقل الحي للأحداث ومتابعتها أولا بأول وتبنيها الرأي والرأي الآخر أستطاعت أن تجذب انتباه المشاهدين.. ونجحت قناة ال C.B.C في تحقيق سبق تليفزيون عندما نقلت بمفردها الأحداث الساخنة في شارع محمد محمود بالقرب من وزارة الداخلية وتبعتها بعد ذلك بقية القنوات.. وحرص عدد كبير من القنوات الفضائية علي اذاعة كلمة المشير طنطاوي نقلا عن التليفزيون المصري.