لعب الرئيس اليمني علي عبدالله صالح وهو عسكري وبراغماتي محنك دورا محوريا في التاريخ العاصف لبلاده طوال اكثر من نصف قرن. وبعد أشهر من الثورة السلمية لإجباره المطالبة بتنحيه استطاع من وصف حكمه لليمن ب"الرقص علي رؤوس الأفاعي" من الحصول علي شروط جيدة لخروجه من السلطة. دخل صالح الذي ولد عام 1942 معترك السياسة في 1962 خلال الانقلاب الذي اطاح بآخر الائمة الذين حكموا اليمن، وشارك في اقامة جمهورية اليمن العربية شمالا. وفي 1978اختير صالح الذي كان حينها في رتبة مقدم، من قبل هيئة تاسيسية ليحل مكان رئيس اليمن الشمالي احمد الغمشي بعد إغتياله. وأحاط صالح، نفسه بنواة صلبة من المقربين الاوفياء، لاسيما اشقائه الذين وضعهم في مواقع اساسية في النظام العسكري والامني. كما اعتمد علي حزب المؤتمر الشعبي العام - الحاكم. وللحفاظ علي نظامه تماشي صالح مع التركيبة القبلية والتقليدية للبلاد حيث يتمتع شيوخ القبائل ورجال الدين بنفوذ كبير، فأقدم علي دمجهم في مؤسسات الدولة وجعلهم يستفيدون من الدعم المالي الحكومي". وبعد تحقق الوحدة مع الجنوب عام 1990 بالتزامن مع سقوط القطب السوفيتي، تحول صالح ليكون أول رئيس لليمن الموحد. وخلال 33 سنة في حكم احد افقر البلدان في العالم تمكن بامتياز من اجتياز عدة ازمات صعبة. اذ نجح صالح في قمع محاولة انفصالية في الجنوب، كما خاض ست حروب مع متمردين زيديين في شمال البلاد. وشهد صالح في حكمه ثلاث انتخابات تشريعية وانتخابيتين رئاسيتين تم بموجبهما التجديد لصالح. وكان يفترض ان تنتهي ولايته الحالية رسميا في 2013. واصيب صالح في يونيو بجروح وحروق بالغة في هجوم استهدف مسجد القصر الرئاسي نقل علي اثره الي السعودية للعلاج، وذلك قبل ان يعود ليتابع إدارة الازمة.