"لن نفرط في حقوقنا ..الثورة في الميدان ولن تنتهي الا بتحقيق اهدافها والقصاص حتمي ممن استخدموا القوة المفرطة ضد المدنيين العزل سواء في بدايات الثورة او احداث مابعد الجمعة الماضية" ..هذا ما اكد عليه مصابو الثورة المتواجدون حاليا بميدان التحرير في المستشفي الميدان بجامع عمر مكرم ، مشددين ان وزارة الداخلية لازالت تنتهج اسلوب القمع والقوة ضد المتظاهرين السلميين العزل ، وبالتالي لم تستوعب الدرس جيدا من احداث يناير ، ومن ثم تحتاج الي تطهير كلي في عقيدتها الامنية قبل تغيير قيادتها المسئولة عن تأزم الاوضاع حاليا بالميدان .."الاخبار " التقت بهؤلاء المصابين للتعرف علي المأساة التي يهيشونها بعد تعرضهم للاصابة والاستماع الي شهادتهم حول الاحداث الجارية كشهود عيان. البداية كانت من المستشفي الميداني المقامة بجامع عمر مكرم بميدان التحرير حيث تجمع العديد من الاطباء الشباب المتطوعين لعلاج الاصابات التي يعاني منها مصابو الثورة اثناء المشاحنات والمشاجرات مع قوات الامن المركزي داخل ميدان التحرير .. داخل المستشفي الميداني يوجد العديد من الاطباء المسلمين والمسيحيين و المتطوعين من مختلف الاعمار ويقول محمد مصطفي المنظم والمسئول عن الميدان ان المستشفي يستقبل بداية من يوم السبت 80مصابا كل ساعة وتختلف اصابتهم ما بين اغماء واصابة بطلق خرطوش مضيفا ان امس من الساعة 10 صباحا حتي الساعة 12 ظهرا وصل عدد الاصابات الي 46 اصابة اغلبها حا لات اغماء واصابات طفيفة نتيجة الزحام والغازات المسيلة للدموع ويؤكد مصطفي ان المستشفي في احتيااج الي عدة ادوات لمساعدة علي علاج المصابين اهمها المشارط وحقن الوريد وماسك ابر وشاش وقطن.. وقد اكد احمد حلمي من داخل المستشفي الميداني ان الغازات التي تستخدمها قوات الامن المركزي غازات سامة تؤدي الي شلل عصبي تام و من ابرز الحالات التي لم نستطع ان نتعامل معها هي حالة الطفل محمد احمد الذي يبلغ من العمر 15 عاما و تم نقله الي احد المستشفيات القريبة بعد عدم قدرتنا علي علاج حالته التي كان يعاني فيها من شلل تام للاعصاب ادي الي انهيار عصبي.. وبداخل المستشفي "الاخبار " التقت بالمصابين و كان حوارنا مع المصاب الاول جمال السيد حسين الذي اتي من محافظة الاسكندرية منذ فجر اول امس من اجل المطالبة بسرعة تحقيق مطالب الثورة من محاكمات سريعة لقتلة الثوار ويقول و الدموع تنهمر من عينيه انه ظل يهتف لتحقيق مطالب الثوار و لكنه تفاجا عندما رأي امين شرطة من الامن المركزي ينهال عليه بالعصي و الشوم بدون اي سبب فقام بالتصدي له الا ان احدي رصاصات الغدر اصابته في قدمه اليمني من خلال احد القناصة المتواجدين علي بعد 100 متر فاخترقت الرصاصة قدمي و سقطت علي الارض سريعا و لا ادري ماذا حدث بعد ذلك و استيقظت في الساعة السادسة صباحا فوجدت نفسي في المستشفي الميداني اتلقي العلاج اللازم و لا اشعر باي اوجاع و اضاف انه مستمر في الميدان الي حين تحقيق مطالب الثورة و غير نادم علي قدومه من الاسكندرية للمشاركة في اعلان مطالب الشعب.. ويضيف سمير احمد محمد 23سنه من محافظة حلوان انه اثناء الاشتباكات مع الامن المركزي تم ضربه بشومه من رجال الشرطة افقدته الوعي ونقل علي اثرها الي المستشفي الميداني بميدان التحرير الا ان كثرة الاصابات داخل المستشفي لم تسعفه علي العلاج فتوجه الي مستشفي ميداني اخر وتم علاجه مؤكدا انه جاء الي ميدان التحرير ولم يخرج منه الا بعد تحقيق مطالب الثورة ويتذكر سمير ما حدث له وعيونه تملؤها الدموع فاجاه ودون مقدمات انهالت علينا قوات الامن المركزي مستخدمه القنابل المسيلة للدموع والشوم وتحول ميدان التحرير الي ميدان حرب وكر وفر فاصابني احد عصا الامن المركزي في راسي.. علي احمد 28 سنه من الوراق يقول شاهدت الموت بعيني وكنت شاهد عيان علي غدر رجال الشرطة مضيفا انه عندما اندلعت الاحداث يوم السبت في ميدان التحرير وبدا رجال الامن المركزي باطلاق الغازات المسيلة للدموع بدات عمليات الكر والفر وتحول الميدان الي ساحة حرب ما بين قتيل ومصاب وقد شاهدت رجال الشرطة وهم يطلقون رصاص الخرطوش علي المتظاهرين ورايت سقوط العديد من الثوار علي الارض ولم اتمالك نفسي فكنت مجرد شاهد يتفرج علي مايحدث الا ان الثورة اشعلت النيران بداخلي فقررت ان ادافع عن بلدي فاصبت بطلق مطاط في رجلي وسقطت علي الارض ودهسني رجال الشرطة.