رحبت الجاليات المصرية في الخارج -بقوة - بقرار السماح لهم بالإدلاء بأصواتهم في الانتخابات المقبلة، وقالوا إن قرار المجلس العسكري بأحقيتهم في التصويت "تاريخي" و"طالما طال انتظاره". وشهدت الساعات الأخيرة تحول سفارات مصر بالخارج إلي "خلايا نحل" لإعداد الترتيبات الخاصة بالعملية الانتخابية، وبدأت عمليات حصر أعداد وأسماء الجاليات كل في دولته تتوالي مراسلو "الأخبار" حول العالم حاولوا رصد هذه الظاهرة غير المسبوقة، بمحاولة أطرافها الرئيسيين، فالتقوا سفراء مصر وقناصلها في دولهم، وممثلي الجاليات هناك، وحاولوا معرفة الاستعدادات الجارية لهذا العرس الديمقراطي الوليد.. وفي هذه السلسلة الممتدة سنتابع في كل حلقة الاستعدادات الجارية في دول بعينها وسنبدأها اليوم بدولة عربية هي السعودية وأخري أوربية هي سويسرا. خلال الساعات الأخيرة ، سجلت الجالية المصرية بالسعودية أرقاما قياسية، قفزت بها إلي المركز الأول من بين جميع الجاليات. فقد ارتفع عدد المصريين بالسعودية المسجلين في موقع اللجنة العليا للانتخابات إلي أكثر من 83.1 ألف مصري حتي ظهر أمس الخميس، ما أدي إلي تصدر المصريين بالسعودية أعداد المسجلين علي مستوي العالم حيث بلغت نسبتهم بما يفوق 42٪ من إجمالي المسجلين علي مستوي العالم والذين بلغ عددهم حتي ظهر أمس 196.3 ألف شخص. وجاءت هذه الزيادة في الاعداد نتيجة الحملة المنظمة التي يقودها صندوق رعاية المصريين بالرياض من خلال مجموعة من المتطوعين لحث الناس علي التسجيل في الموقع الرسمي للجنة العليا للانتخابات بهدف الحصول علي فرصتهم، والتأكيد أمام المسؤولين في مصر أن المصريين في الخارج جادين في كل ما يطلبونه، كما أن مثل هذه المطالب تعبر عن عموم الناس. يعتبر المصريون بالسعودية مشاركتهم في العملية الانتخابية هذا العام بأنه قرار تاريخي من قبل المجلس العسكري ومجلس الوزراء، مشيرين إلي انهم طالبوا به علي مدار عشرات السنوات الماضية، معربين عن رغبتهم في المرحلة المقبلة أن يكون لهم ممثلون في البرلمان من بينهم ليحمل همومهم ومشكلاتهم ومناقشتها داخل أروقة مجلسي الشعب الشوري، مشيرين إلي ارتباطهم بمصر كبير وأن جميع مدخراتهم المالية يتم تحويلها واستثمارها في الوطن الأم مصر، مؤكدين أن المشاركة في الانتخابات ستشعرهم بأنهم جزء أصيل من وطنهم الأم، وأنهم مواطنون من الدرجة الأولي، داعين جميع المسئولين الذين يزورون السعودية إلي عقد لقاءات مفتوحة معهم والاستماع إلي قضاياهم والعمل علي حلها. ورغم تصدر المصريين بالسعودية المركز الأول من حيث إجمالي أعداد المسجلين إلا أن السفير المصري بالسعودية محمود عوف يعتبره عددا محدودا في ظل وجود نحو 700 ألف مصري لهم حق المشاركة الانتخابية بالسعودية. ودعا السفير محمود عوف جميع المصريين إلي التسجيل للمشاركة في العمليات الانتخابية المقبلة سواء كانت الشعب أو الشوري أو الرئاسة أو الاستفتاءات. وطالب المصريين بالسعودية المشاركة وتسجيل بياناتهم لاختيار مرشحيهم، والمشاركة في العملية السياسية في مصر. ووصف مشاركة المصريين في الخارج في الانتخابات المقبلة بأنه مكسب كبير بالنسبة لهم، موضحا بأنها كانت مطلبا لهم علي مدار السنوات الماضية. وحول آليات التصويت في الانتخابات قال السفير المصري: نحن ننتظر ما تقره اللجنة العليا للانتخابات بشأن آلية التصويت التي تتم سواء كانت عبر السفارات أو إلكترونيا أو غيرها، مؤكدا أن ما تقره لجنة الانتخابات سيتم تطبيقه وإعلانه للمصريين في السعودية. في الوقت نفسه نفي وجود أية اعتراضات من قبل السلطات السعودية بشأن إجراء انتخابات المصريين علي أراضيها، وقال: لم تعترض السعودية علي الاطلاق علي هذا الإجراء. فيما أوضح القنصل العام المصري في الرياض بالنيابة المستشار أحمد عبد المجيد أن القنصلية العامة فتحت أبوابها من اليوم الأول لاستقبال أي مصري لمساعدتهم في عمليات التسجيل من الساعة التاسعة صباحا وحتي الثامنة مساء، مشيرا إلي أن الاقبال علي مقر القنصلية يعتبر محدودا حيث يفضل المصريون التسجيل عبر الموقع الالكتروني للجنة العليا للانتخابات، وقال: إن معظم المصريين الذين قدموا لمقر القنصلية يستفسرون علي الاليات ومواعيد الانتخابات، وقد تم الاجابة عن جميع استفساراتهم، وأكد علي أهمية تسجيل ومشاركة المصريين في الخارج في العملية الانتخابية واصفا -إياها- بأنها مكسب كبير بالنسبة لهم، وفرصة جيدة للمشاركة في العملية السياسية في مصر. من جهة اخري شكل صندوق رعاية المصريين عدد من المتطوعين لحث المصريين بالسعودية علي المشاركة في العملية الانتخابية وإجراء أولي الخطوات وهي تسجيل البيانات في موقع اللجنة العليا للانتخابات. وقال الدكتور حسن لاشين رئيس مجلس إدارة صندوق رعاية المصريين في الرياض: لقد قام عدد من المتطوعين المصريين بتصميم خطوات التسجيل وتوزيعها عبر الايميلات والمواقع الالكترونية بهدف مساعدة إخوانهم من متوسطي استخدام التقنيات، فضلا عن إرسال 250 ألف رسالة عبر الموبايل لحث المصريين علي المساركة في التسجيل، فضلا عن فتح مقار الصندوق والجمعيات لتلقي أية استفسارات للمصريين بالسعودية حول خطوات التسجيل. واوضح لاشين ان الالية المناسبة لعملية الانتخاب في السعودية هي الالكترونية نظرا لاتساع المسافات بين المدن، وقال: في حال تطبيق الانتخاب المباشر لدينا استعدادات بالصندوق لدعم القنصلية العامة في عمليات التنظيم للانتخاب، كما لدينا مقرات يمكن الاستعانة بها.. ومن أبرز الشعارات التي استخدمها صندوق رعاية المصريين "انشر القائمة البريدية لديك علشان خاطر مصر " والتي تضم تصاميم للمراحل التي تمر بها عملية التسجيل بطريقة سهلة وبسيطة. ودعوة من صندوق رعاية المصريين "كن ايجابيا وشارك في اختيار من يمثلك في البرلمان الذي سيحدد وجهة مصر" ورسالة بعنوان: "سجل نفسك ومن تحب في موقع اللجنة العليا للانتخابات قبل فوات الاوان" "التسجيل حتي 19 نوفمبر فقط ولن يتمكن بعدها من التسجيل والتصويت سيكون للمسجلين فقط" "التسجيل كخطوة اولي هدفها الاساسي تغيير مقر لجنتك الانتخابية الي الخارج" "الانتخابات الان حرة ونزيهة فلا مجال للسلبية فقد يكون صوتك سببا في دخول أو خروج كفاءة مصر في حاجة اليها" "لا تدع الفرصة تفوتك فالقوة التصويتية للعاملين بالخارج ستحدد امكاناتهم ومدي الاستجابة لطلباتهم مستقبلا" "شارك في تحديد مستقبل مصر ومستقبل ابنائك ولا تدع الفلول يعودون مرة اخري" "مصر بحاجة لصوتك لا تتردد بادر سجل وحث الاخرين علي التسجيل". تصحيح لخطأ تاريخي وإذا كان هذا هو الحال في السعودية ، فقد فجر قرار المشاركة في تشكيل مستقبل مصر من خلال التصويت في الانتخابات سعادة غامرة وسط أوساط الجالية المصرية التي اتفقت علي أن القرار تأخر طويلا ، لكنه أثلج صدورهم، لأنه تصحيح لخطأ تاريخي. وأكد سفير مصر في العاصمة السويسرية برن السفير مجدي شعراوي للأخبار أن السفارة المصرية في برن وهي المقر الرئيسي لتصويت المصريين المقيمين في سويسرا في الانتخابات البرلمانية المصرية وكذلك المقر الفرعي في القنصلية المصرية في جنيف قاما باستعدادات واجراءات مكثفة خلال الأيام الماضية لتخرج العملية الانتخابية للمصريين في سويسرا علي أفضل وجه مشيرا الي أن أكثر من 500 مصري في سويسرا تم تسجيلهم بالفعل من اجمالي الجالية المصرية في سويسرا والبالغ عددها 3 آلاف شخص و أضاف أنه يتوقع تسجيل حوالي ألف شخص بحلول الموعد النهائي للتسجيل في 19 نوفمبر الجاري وقال السفير مجدي شعراوي ان سويسرا هي رابع بلد في أوربا من حيث عدد الاسماء المسجلة للمشاركة في التصويت بعد انجلترا وفرنسا وايطاليا رغم أن عدد الجالية المصرية في سويسرا يقل كثيرا عن عددها في الدول الاوروبية الأخري. كما صرح قنصل مصر العام في سويسرا السيد شريف عيسي أن القنصلية فتحت 3 قنوات لتسجيل المصريين الراغبين في التصويت أولها التسجيل الالكتروني عبر الانترنت وتقديم المساعدة لمن ليس لديه اللغة العربية علي حاسوبه والقناة الثانية في القنصلية نفسها حيث يتوجه من يرغب في تسجيل اسمه للحصول علي الرقم الانتخابي للقيام بذلك في مقر القنصلية كما يتوجه القنصل الي أماكن تجمع المصريين لتسجيلهم وذلك سواء كان في المقاهي أو الشركات التي يعمل بها المصريون وقال القنصل المصري في جنيف انه تم الاتفاق مع بلديات المدن السويسرية لتوفير صناديق الانتخاب وانه سيتم حجز القاعات اللازمة فور انتهاء التسجيل في 19 نوفمبر حتي يتضح العدد النهائي للمشاركين في التصويت. وأعرب رئيس الجالية المصرية في سويسرا السيد محمود جبر عن أمله بأن توافي القاهرة القنصلية والسفارة في سويسرا في أسرع وقت ممكن بأسماء المرشحين وبرامجهم والقوائم اللازمة ليتمكن كل مصري من الاختيار من بين المرشحين وهو علي علم تام باتجاهات وانتماءات كل مرشح خاصة أن المقيم في الخارج لا يعرف بالضرورة كل مرشح في الدائرة التي يتبعها في مصر.
